قال سكان الحي الشعبي الذي حلت به كارثه الغاز أمس، في تصريحاتهم ل ''الجزائر نيوز''، أنهم اتصلوا عدة مرات بمصالح سونلغاز لإصلاح العطب لكن لا أحد تحرك·· إن صحت شهادة هؤلاء المواطنين، فان المصالح المعنية متهمة بالإهمال الذي أدى إلى مقتل أربعة أشخاص و14 جريحا، وليست هذه المرة الأولى التي تتهم فيها سونلغاز بالتسيب والإهمال المهني، فما حدث مؤخرا بولاية تيزي وزو جراء انفجار لغاز المدينة بمبنى التعاونية العقارية ''أسفودال''، والذي خلف مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 14 شخصا يؤكد ذلك··· إذ يروي سكان المبنى أن الفرقة التابعة لسونلغاز قامت بغلق الغاز بشقة واحدة فقط، ووعدتهم بالعودة في اليوم الموالي للبحث عن ثغرة تسرب الغاز وإصلاح العطب، لكن ذلك لم يحدث وبدلا منه حدثت الكارثة؛ كوارث تزهق أرواح الجزائريين في صمت؛ صمت يخترقه في كل مرة صوت المحتجين الذين يتهمون المسؤولين بالتسيب وعدم الاهتمام بشكاويهم وانشغالاتهم، مسؤولون تجدهم بعد فوات الأوان يعزون أهالي الضحايا ولا أحد يحاسب،، تتكرر صور الضحايا بتكرر الكوارث التي تتحمل مسؤوليتها بدرجة كبيرة السلطات المعنية··· ف''المير'' متهم ورئيس الدائرة متهم والوالي متهم·· فكلهم مسؤولون عن التسيب الذي أصبح من ''شيم'' القائمين على شؤون المواطنين·· إلى متى نبقى نحصد أرواح جزائريين يقتلهم الغاز والاختناق والصعقات الكهربائية والفيضانات·· وإلى متى يواصل الجزائريون الخروج إلى الشارع وقطع الطرق بسبب ذهنية ''البايلك'' وإلى متى نغض البصر عن أخطاء أشخاص يتسبب وهنهم وسوء إدارتهم في مجازر يومية يمكن تفاديها ببساطة· أول المبررات التي ستلجأ إليها مصالح سونلغاز، اليوم، هي أنها غير مسؤولة وأنها تصرف ''بيجي صحيح'' على الحملات التحسيسية، لكن المواطن ''ما يخذش الراي''؟ نحن لا ننكر عملهم التحسيسي المطابق للبيوت الحديثة·· لكن مع هذا، عليهم الاعتراف بتقصيرهم الخطير في تقديم الخدمات، فعندما يتصل المواطن ويعيد الاتصال، ويشتري العدس ب 200 دج وينام أبناؤه السبعة في غرفة واحدة، وينام هو وسطهم ينظر إلى عيون زوجته المتحسرة على حالها وحاله، يدرك أن مصالح سونلغاز لديها الحق في أن تزدري بشكواه·· ويعتقد أن ''المير'' ليس مخطئا عندما يرفض استقباله·· والوزير لديه الحق عندما يضحك على ذقنه·· وفي نهاية المطاف يدرك هذا المواطن (شعيب لخديم)، الذي لا حول ولا قوة له حق الإدراك، أنه يدفع دم قلبه في فاتورة الغاز والكهرباء لمصالح تقول له أنها ليست في الخدمة إلى غاية حدوث الكارثة؟