أشاد الممثل والكاتب المسرحي فتحي كافي بالمبادرة الرامية إلى النهوض بالمسرح الجزائري، واستقطاب الطاقات الجامعية الفنية، المجسّدة في برنامج التعاون بين وزارة الثقافة والتعليم العالي في إطار مشروع "المسرح في رحاب الجامعة"، تجسيدا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية. واعتبر الممثل والكاتب المسرحي فتحي كافي، أن هذه المبادرة تمثل إضافة نوعية لمسرح الجزائر والجامعة الجزائرية على حد سواء، باعتبار أن المسرح فن عريق يعطي للطالب الجزائري ميكانيزمات وآليات جديدة من شأنها أن تسهم في رفع درجة وعي الطالب ودفعه إلى البحث والمطالعة، وبالتالي تنويع مشاربه الثقافية وزيادة الانفتاح على الثقافات الأخرى، كما أنها تعزّز لدى الطالب الجامعي ثقافة الاطلاع والتحليل بالنسبة للنصوص المسرحية، عبر تعميق درجة الوعي والرؤية المرتبطة بالفهم والتحليل التي نحن بحاجة ماسة إليها اليوم، كون أن الجامعة هي المكان الطبيعي لعرض القضايا المرتبطة بالنقاش والنخبة والصراعات الفكرية. وأضاف المتحدث: "في الحقيقة الجامعة تخدم المسرح في الكثير من النقاط، أبرزها الجمهور وطبيعته، لأنها تمتلك الجمهور النوعي القادر على التحليل، وقد حان الدور لأن يذهب المسرح إلى الجامعة، كما أن الجامعة تخدم المسرح من خلال امتلاكها لخزان كبير من الطاقات الشبانية والمواهب الفنية". فتحي كافي، أكد أن الفنانين يعملون جاهدين على تمكين الطالب الجزائري بعدد من الآليات والميكانيزمات من أجل تنمية قدراته الإبداعية، من خلال تعزيز القدرة على إنتاج نصوص مسرحية نابعة من البيئة الجزائرية، يقول "فيصبح العمل مؤسس، وبالتالي نستطيع من خلاله الدفاع عن ثقافتنا وترسيخها، من خلال إعطاء الطلبة مفاتيح الكتابة المسرحية لتقديم نصوص نابعة من الثقافة الجزائرية". وأشار المتحدث إلى أن الحركة الثقافية المسرحية في الجزائر ينقصها التأطير بصفة عامة، مؤكدا على أهميته لإنتاج أعمال مسرحية جديدة. من جهة أخرى، يرى المتحدث أن الاقتباس في النص المسرحي، حالة عادية، وقال: "أن تقتبس نصا عالميا فهو مجال للتفتح على ثقافة الغير، لكن أن يصبح هو الأساس في الكتابة المسرحية في الجزائر فهذا يعد كسلا وغير منطقي تماما، لاسيما إذا كان ذلك على حساب النصوص الجزائرية والبيئة الجزائرية، حتى أضحى المسرح لا يتناول المشاكل المرتبطة بالمواطن الجزائري وبالتالي فقد ملامحه الإبداعية".