تواجه قرية "تيفرنين" الواقعة بأعالي بلدية تيزي نبربار شرق ولاية بجاية في قائمة المناطق المحرومة والتي أتقن المسؤولون المتعاقبون على البلدية تركها خارج الركب التنموي الذي تشهده أغلب قرى الولاية، وأضحت بمرور السنوات فريسة سهلة للامبالاتهم وتجاهلهم لها، ما أثقل كاهل قاطنيها بعدما حرمت من أبسط ضروريات الحياة. وحسب ما أكده ممثل عن القرية "للشروق اليومي" فإن "تيفرنين" لم تستفد من كونها تابعة لإقليم البلدية سوى من الإشارة الموجودة بمدخلها المكتوب عليها "تيفرنين" لتكون بذلك عنوانا آخر للتهميش والحرمان. ومن أهم المشاكل التي تنغص حياة السكان، اهتراء الطريق الجبلي الوحيد الذي يربطها بالعالم الخارجي، والذي ظل كابوسا يوميا يطارد مستعمليه بغباره صيفا، وأوحاله شتاء، ومع كل موعد انتخابي جديد يبعث الأمل في غد أفضل مع هذا الطريق إلا أنه لا حياة لمن تنادي، ما يصعّب ويحد من تنقلاتهم خاصة بعد عزوف الناقلين الخواص عن استعمال هذا الطريق الذي لا يصلح حتى لسير الماشية، وتزداد حد المعاناة خلال فصل الشتاء، إذ تتراكم عليها الثلوج لأيام عديدة، وتحرم التلاميذ من الالتحاق بمقاعد الدراسة بمؤسسات جد بعيدة خاصة تلاميذ الثانويات الذين يقصدون بلدية أوقاس للدراسة. ما جعل تدعيم البلدية بثانوية يعد أكثر من ضرورة رغم برمجتها منذ مدة طويلة، وفي نفس الإطار طالب السكان بضرورة ربط المنطقة بالغاز الطبيعي، خاصة وأنها عاشت ويلات انعدامه السنة الفارطة في ظل انقطاع الطرقات بالثلوج وغياب التزود بغاز البوتان مما دفع بهم إلى استعمال الخشب كبديل لهم وحتى أثاث منازلهم لضمان بقائهم كما حصل الموسم الفارط. كما سردوا لائحة طويلة من المطالب منها ما يتعلق بغياب العناية الصحية، غياب كلي للمرافق الشبابية، استفحال ظاهرة البطالة وسط السكان بكل المستويات وغيرها من المطالب. ليتمنوا في الأخير بأن تصل انشغالاتهم ومعاناتهم لدى المعنيين ويتخذوا الإجراءات اللازمة لإخراج المنطقة وسكانها من هذه الوضعية التي يتخبطون فيها منذ أمد بعيد دون التمكن من التنعم ولو للحظة بالعيش الكريم، لتبقى هذه ميزة قرانا رغم مجهودات الدولة لتشجيع السكان على البقاء بقراهم للحد من النزوح الريفي.