ككل مرة، يواصل الشاعر السوري أدونيس "علي محمد سعيد" فرقعاته الإعلامية وخرجاته غير المألوفة، حيث صدر موخرا بالفرنسية كتاب يحمل عنوان »حوار مع أدونيس أبي« عن دار (سوي) وهو عبارة عن لقاء مطول أجرته معه ابنته نينار، وفيه يعلن صاحب قصيدة »مهيار الدمشقي« دعوته إلى إلغاء مؤسسة الزواج بدعوى التحرر الجنسي والحداثة المزعومة. وقد نشرت مجلة "فكر وفن" الألمانية في عددها الأخير مقاطع مطولة من الحوار، ترجمه عن الفرنسية رشيد بوطيب، وما يصدم القارئ ضمن هذا الحوار هو سطحيته وفجاجة ما طرح فيه من أفكار يمكن تصنيفها من دون مبالغة في خانة المجون والابتذال وحتى التطرف، باعتبار أن شاعرنا الكبير لم يتورع في كلامه حتى عن نحر أسمى القيم الإنسانية التي تعد الإسمنت المقاوم لأي هزة اجتماعية على غرار مؤسسة الزواج، التي لم تتجرأ أكثر الدول تحررا جنسيا كمثل الدانمارك والسويد والنرويج، حيث قننوا حتى الزواج المثلي ما بين الشواذ، ولم يلغوا هذا الرباط المقدس، لكون ذلك سيفضي إلى انفلات كلي وفوضى عارمة لا تبقي ولا تذر! ويأتي اليوم الشاعر أدونيس وابنته نينار ليعلنا أمام الملأ تمجيد الإباحية رغم انتمائهما إلى الدين الحنيف والمذهب العلوي تحديدا، وقال أدونيس في صفاقة غريبة لابنته إنه مع زواج المتعة، وردت هي في صفاقة أكبر مع ممارسة الجنس الجماعي وضد الزواج الذي يقتل ويطفئ شعلة الحب الأبدية وغيرها من التعابير السخيفة التي يمكن إدراجها في خانة النزق وميوعة المراهقة، لأن الجنس كلذة ومتعة جسدية تخضع لشروط وضوابط وإلا تحولت إلى شيء آخر في رخص التراب وشيوعه! تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن أدونيس، الذي رشح مرارا لنيل جائزة نوبل الآداب، كان وراء العديد من العواصف الإعلامية والفضائح، منها نعته لبيروت بالمدينة التي فقدت هويتها الثقافية، الشيء الذي أثار ردودا كبيرة من طرف كبار المثقفين اللبنانيين من أمثال بول شاوول وعبدو وازن وعيسى مخلوف وغيرهم... كما كان لأدونيس خرجة أخرى مماثلة بالمغرب الأقصى ومصر حين أعلن هو الآخر قرب انقراض العرب في أسلوب مشوب بالتجني أثار أيضا موجة واسعة من التذمر والاستياء ضمن الأوساط الثقافية العربية. رشيد فيلالي