خيم الظلام على كافة مناطق قطاع غزة بعدما توقفت محطة الكهرباء الرئيسية عن العمل تماما جراء أغلاق اسرائيل المعابر مع القطاع ومنعها امدادات الوقود، ما يهدد بحدوث كارثة انسانية في القطاع الذي يعاني نقصا في كل شيء، حيث المخابز توقفت عن العمل والمستشفيات لا تكفيها المحولات وهي باردة من الداخل والدواء غير متوفر والأوراق غير موجودة والاسمنت لبناء القبور غير متوفر والأكفان غير متوفرة لموتى غزة، وهناك نقص في الطعام واذا ما توفر شيء فإن أسعاره خيالية، وذلك وفق جون جينغ مدير عمليات وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) والذي ناشد أمس العالم التدخل العاجل لإنقاذ غزة .. وقال ضرار أبو سيسي المدير العام لمحطة الكهرباء ان 800 ألف شخص على الأقل باتوا الآن في الظلام، مشيرا الى أن الكارثة ستؤثر على المستشفيات والعيادات الطبية وآبار المياه والمنازل والمصانع وجميع جوانب الحياة. وأوقفت محطة توليد الكهرباء المحرك التوربيني الثاني بعد حلول الظلام مساء أمس. واصطف الناس في المخابر لتخزين المواد الغذائية. وكانت الحكومة الإسرائيلية قررت خلال اجتماعها الاسبوعي أمس الإبقاء على حصارها المفروض على قطاع غزة. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت أمس ان النشاطات العسكرية التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة ستستمر، موضحا انها تستهدف أفراد الفصائل الفلسطينية هناك.. وتوقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة والتي تلبي 30 % من الاستهلاك في القطاع عن العمل مساء أمس بسبب وقف تسليم الوقود نتيجة الاغلاق التام الذي فرضته اسرائيل الخميس على القطاع، بحسب مدير هذه المحطة. وغرقت مدينة غزة ومعظم مناطق شمال ووسط القطاع في ظلام دامس. وقال رفيق مليحة مدير مشروع محطة توليد الكهرباء الفلسطينية لوكالة فرانس برس "إننا أوقفنا كليا عمل المحطة بسبب عدم تزويدنا بأي كمية من الوقود وهذا يعني دخول معظم مناطق قطاع غزة في ظلام دامس". وأضاف ان "عملية القطع او وقف العمل ستستمر حتى إعادة تزويد المحطة بالوقود"، مشيرا الى ان انقطاع التيار الكهربائي "يؤثر بشكل سلبي كبير على مجمل مناحي الحياة بما في ذلك المشافي ومضخات المياه والمجاري والصرف الصحي عدا عن الانارة العامة والتدفئة". وأغلقت 180 محطة لتوزيع المحروقات في القطاع أبوابها، بعد ان نفد ما لديها من مخزون بسبب اندفاع مئات المواطنين نحوها للتزود بالغاز المنزلي ووقود الطبخ. كما أغلقت معظم المخابز في قطاع غزة التي تعتمد بشكل أساسي على الغاز، فيما شهدت شوارع لقطاع حركة مقلصة من المواطنين والسيارات بسبب توقف معظم سيارات الأجرة عن العمل. وحذرت وزارة الصحة من تعطل عمل المستشفيات، التي أصبحت تعمل على مولدات الديزل الذي سينفد خلال ساعات، كما حذرت من فقدان التطعيمات الخاصة للأطفال ما سيزيد الكساح والأمراض المزمنة بينهم، كما يهدد حياة مئات المرضى القابعين في المستشفيات وفي غرف العناية المركزة وغرف العمليات الجراحية المهددة بالتوقف الكامل عن العمل. وقال مسؤولون فلسطينيون إن نحو عشر آبار مياه للشرب بالإضافة إلى محطات للمياه العادمة توقفت عن العمل في مختلف أنحاء القطاع بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وقالت وكالة إغاثة اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأنروا) إنها غير قادرة على إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بسبب إغلاق المعابر موضحة ان 15 إلى 20 شاحنة تحمل مواد أساسية تدخل إلى القطاع في الأيام العادية. وأعلنت إدارة مستشفى غزة الأوروبي عن وقف كافة العمليات الجراحية ما عدا الطارئة منها لعدم توفر الوقود والانقطاع الدائم والمستمر للتيار الكهربائي. وقال مدير العلاقات العامة بالمستشفى كمال موسى ان المشفى قرر أمس وقف العمليات الكبرى والعمليات بالمناظير والعمليات النهارية الجراحية وكل أنواع العمليات ما عدا الطارئة منها وذلك بسبب نفاد الوقود وعدم وجود أي مخزون للمحروقات داخل المشفى. كما قررت المستشفى وقف استدعاء الاطباء والمرضى بالسيارات التابعة لها وذلك بسبب عدم توفر الوقود أيضا وأعلنت ان هذا الوضع سيستمر إلى حين توفر الوقود. كما أعلن الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية عن إغلاق كافة مصانع القطاع والبالغ عددها 3900 مصنع بما فيها مصانع الأغذية وذلك بسبب نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي. وقال مسؤول في وزارة الصحة الفلسطينية طلب عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس ان انقطاع التيار الكهرباء سيؤثر سلبا على عمل المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة ويهدد حياة عشرات المرضى الذين يعانون من امراض مزمنة. وأضاف ان هذا الانقطاع سيؤدي كذلك الى تعطيل عمل غرف العمليات والعناية المركزة. نفاد آخر قطرات الوقود الخاص بمحطة الكهرباء وحذر كنعان عبيد نائب رئيس سلطة الطاقة في غزة من أن قطاع غزة سيشهد اعتبارا من مساء الاحد انقطاعاً تاماً للكهرباء، وذلك لأن محطة توليد الكهرباء ستتوقف تماماً عن العمل بسبب انتهاء آخر قطرات للوقود الخاص بالمحطة. وقال عبيد إن القطاع الكهربي في قطاع غزة يعاني من شلل جزئي يبلغ نحو 55 % حتى الآن، وبحلول مساء أمس يكون الشلل تاماً وسيتم قطع الكهرباء عن كل مناطق قطاع غزة. وأشار عبيد إلى أن المحطة لا تملك أي احتياطي للوقود الخاص في تشغيل محطات توليد الكهرباء وأن الاحتلال لم يدخل ولا قطرة من الوقود منذ أكثر من يومين، محذراًَ من كوارث إنسانية وصحية وبيئية تنتظر القطاع بعد سويعات قليلة من انقطاع التيار الكهربي بشكل تام. ولفت الى وجود بعض التحركات من قبل عديد من مؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات المعنية لحل الأزمة ولو جزئياً. وقررت محطة الطاقة الرئيسية في غزة وقف عمل أحد مولداتها جراء، جراء نقص الوقود صباح أمس فيما توقف المحرك الثاني في الثامنة من مساء أمس. وأكدت إدارة محطة غزة لتوليد الكهرباء، أنه كان من المفترض أن يتم السبت الماضي، تزويد المحطة بكمية من الوقود حسب الجدول اليومي للكميات الواردة، إلا أن الاحتلال منع ووصل هذه الكمية، الأمر الذي يهدد بوقف تشغيل المحطة. الخضري: 80 % من سكان غزة تحت خط الفقر ودعا النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار المؤسسات والمنظمات الحقوقية الدولية للتحرك السريع لإنقاذ قطاع غزة، وذلك بعد تقليص المحروقات اللازمة من قبل (إسرائيل) والإعلان عن انقطاع الكهرباء بالكامل، متسائلاً "إذا لم تتحرك المؤسسات الآن في هذه الكارثة فمتى تتحرك ؟!". وأكد الخضري في مؤتمر صحفي عقده في مدينة غزة، أن الإغلاق وتقليص الوقود من (إسرائيل) تسبب بوقف محطة توليد كهرباء غزة، لتعيش معظم مناطق القطاع في ظلام دامس. وشدد على أن غزة باتت منطقة منكوبة، وأنها مُقدمة على كارثة إنسانية أكبر من الحالية، بسبب الحصار وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات والمواد الغذائية، وتقليص الوقود، ومنع سفر المرضى والجرحى، ونقص الأدوية، ما يعني سقوط مزيد من الضحايا الجديد.. ودعا الخضري لاستنهاض الأمة على المستوى الرسمي العربي والإسلامي للتحرك وإنقاذ غزة ودعمها بالوقود والطعام، فهذه أساسيات كفلتها كل الشرائع الدولية. وناشد وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والالكترونية بالاستمرار في نقل صورة الوضع في غزة، وآثار الحصار، وإعطاء حيز هام ومهم للحصار والحالة الإنسانية التي يعيشها القطاع، والتواصل مع اللجنة. حكم بالإعدام. وأوضح الخضري إن 80 % من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر، والبطالة أكثر من 65 %، مشيراً إلى أن "مليونا ومائة ألف في غزة يعتمدون على معونات الأونروا، وهذه المساعدات بدأت تنتهي اليوم". وشدد على أن وقف إدخال المساعدات لغزة حكم بالإعدام على مليون ونصف مليون إنسان في غزة، بعد توقف إدخال البضائع وتعطل المصانع والمنشآت وورش العمل، ومشاريع إنشائية ومقاولات، وتعطل 140 ألف عامل عن العمل.. الضمير تطالب بقرار من مجلس الامن لوقف العدوان وطالبت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان أمس اللجنة الرباعية العربية والدولية التدخل لدى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يمنع دولة الاحتلال من استكمال تنفيذ عدوانها على الاراضى الفلسطينية وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينين. وعلى هامش المؤتمر الصحفي الذي عقده الضمير بمدينة غزة أكد محمد أبو سعدة المستشار القانونى للمؤسسة الحقوقية في حديث خاص ل "معا" على ضرورة التزام الحكومة المقالة بقانون العقوبات قائلا "يجب على الحكومة المقالة عدم اعتقال اي فلسطيني دون سبب وهناك التزام منها بحماية المدنيين الأسرى في سجونها وخاصة في هذا الوقت فالعدو الاسرائيلي يقصف المواقع الأمنية والأماكن العامة"، وأضاف "نحن نضغط على الحكومة المقالة بما أنها حكومة أمر واقع ونطالبها باحترام حقوق الإنسان والالتزام بالقوانين التي تكفل هذا الحق". غزة في حالة حرجة .. لا خبز ولا ماء ولا كهرباء بدأ الحصار الخانق الذي فرضته قوات الاحتلال على قطاع غزة يؤثر تأثيراً سلبياً على المواطنين بعد تعطل معظم محطات الوقود عن العمل جراء نفاد مخزونها من الوقود، بالإضافة إلى إغلاق كثير من المخابز أبوابها أمام المواطنين الأمر الذي سيعمل على أزمة خانقة ستطال كافة مناحي الحياة. وقالت المواطنة (آمنة 32 عاماً) : "إن مشكلة انقطاع التيار الكهربائي بشكل جزئي دفعتنا للاعتماد على المخابز للحصول على رغيف العيش، ولكن في ظل الأزمة الكاملة للكهرباء التي ستشمل كافة محافظات غزة نظراً لنقص الوقود سيؤدي بنا إلى كارثة، ولا ندري ماذا سنفعل؟ .. وناشدت المواطنة آمنة الجهات المختصة العمل على حل مشكلة الكهرباء بشكل تام نظراً لأجواء البرد القارص التي تكسو ساعات الليل والصباح وحاجتنا للتدفئة، التي انعدمت في ظل انقطاع الكهرباء. كما عبر الحاج أبو خليل (63 عاماً) عن استيائه الشديد من انقطاع التيار الكهربائي الذي حول حياته إلى معاناة من قلة التدفئة وحصوله على رغيف الخبز .. معلقا على الاوضاع قائلاً : "حسبنا الله ونعم الوكيل"، داعياً المسؤولين إلى التحرك على كافة المستويات لانقاذ المواطنين من المصاعب التي تواجههم. وفي السياق ذاته عبر أهالي المرضى في مستشفى الشفاء عن بالغ قلقهم إزاء نقص الوقود لما له من أثر سلبي على حياة ذويهم المرضى وخصوصاً مرضى الكلى الذين يعتمدون على الكهرباء بشكل يومي للغسيل، مناشدين الجهات الدولية الضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي للجمها على جرائمها بحق الشيوخ والأطفال والنساء. ومنذ ساعات الفجر الأولى من نهار أمس توقف عدد من المخابز الرئيسية في مدينة غزة وما تبقى منها مفتوحا أغلق أبوابه مساء أمس بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل الماكينات وانتهاء ما توفر من الدقيق. ففي شارع الوحدة الذي يوجد به أربعة مخابز تزود جزءا كبيرا من المدينة بالخبر أغلقت جميعها ولم يتبق سوى مخبز تزاحم على أبوابه الناس فقد تحتاج إلى ساعة ونصف الساعة من الوقوف في الطابور لتتمكن من شراء ربطة من الخبز. وقال المواطن أبو شادي إنه منذ ساعة يقف على باب المخبر عله يتمكن من الحصول على أكثر من ربطة خوفا من أن تغلق باقي المخابز أبوابها خاصة أن الخبز بالمنزل يحتاج الى الكهرباء وهي غير متوفرة. أما الشاب بسام فهو لم يتعود أن يأكل الخبز الجاهز ولكنه وعائلته يأكلون ما تخبزه والدته في المنزل ولكن عدم وجود الكهرباء لم يوفر آلية للخبز في البيت مما اضطره للنزول الى المخبز و الوقوف بالطابور. وعلى جهة أخرى من شارع الوحدة نزلت سيدة تزاحم الطابور وتعاطف معها صاحب المخبز ولكن الرجال والذين يصطفون منذ ساعة رفضوا. وبعد ان تمكنت من شراء الخبز قالت إنها لا تريد أن تستهلك ما تبقى من غاز من أجل الخبز ولكنها تريده للطبيخ خاصة في ظل ما تسمعه عن نفاد غاز الطبخ من الأسواق. وعلى أبواب المخبز حالة من الهلع والتوتر الشديد تسود المواطنين وخشية من عدم الحصول على ربطة الخبز. وكان أحد المواطنين على باب المخبز يصرخ ماذا تبقى في غزة سوى البشر.. الكهرباء مقطوعة والبنزين والسولار مش موجود والمية مقطوعة. وقال صاحب مخبز العائلات إنه أغلق مخبزته بسبب انقطاع الكهرباء وعدم وجود السولار لتوليد الكهرباء عبر الماتور وعدم وجود غاز الطبخ إضافة الى نفاد كمية الدقيق. وقال صاحب المخبز ان أسعار الدقيق أو ما تبقى من دقيق تشهد ارتفاعا غير مسبوق بالأسعار. من جهته أكد رامي عبده الناطق باسم اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أن كل مخابز القطاع توقفت عن العمل ومساء امس ستغلق كافة المخابز أبوابها وذلك لعدة أسباب أهمها توقف مطاحن الدقيق عن العمل وعدم دخول أصناف من الدقيق للقطاع وبالتالي هناك عجز في غالبية المخابز إضافة الى أن المخابز تعتمد على الكهرباء والغاز الطبيعي للعمل وأن كل أشكال التزود بالطاقة سواء الكهربائية أو الوقود الذي يشغل المولدات قد نفد من القطاع وإسرائيل قد منعت دخوله منذ أيام. قبل أشهر والمواطنون يطلقون صرخات استغاثة حول عدم توفر الأسمنت لبناء القبور وعدم توفر الأكفان لموتى غزة الذين يحصدهم الحصار وآلة الحرب العسكرية "البلدزورية" على حد سواء أمام مرأى العالم، وناشدت الوكالة أصحاب الضمائر ان يغيثوا غزة أيضاً بالأغذية والأدوية وغرف النوم للعرسان الذين اضطر كلهم لتأجيل أفراحهم إلى ما بعد غياب الأحزان وعودة الأفراح لمدينتهم العتيقة. ولكن لا مغيث: مضى شهرين منذ جوان/ جويلية ومضى أربعة وتبعهم أربعة أخرى وهلّ العام الجديد وازداد الحصار.. غزة: مدينة يحدها غربا بحر محاصر فلا صيد ولا أسماك ولا أمان للراحة، يحدها شرقاً بالتصاق رهيب سلك إلكتروني يوفر أماناً تكنولوجياً للمحتل الذي يراقب أنفاس المدينة المحاصرة، هناك على ذاك السلك المكهرب اصطاد الاحتلال عشرات الأطفال والرجال الذين حاولوا البحث عن مصدر رزق باصطياد الطيور المهاجرة فكانت رصاصات الاحتلال لهم بالمرصاد، وللموت فقط لذويهم تبقى جثة الشهيد يومان إلى حين يقتنع المحتل بإبلاغ الكوادر الطبية عن وجود قتيل ما... ويحدث اللقاء بين الأهل وشهيدهم المفقود في ثلاجة الموتى ولا تكفي الدموع لاسترداده، فغزة لم تفارقها جنائز التشييع وبيوت العزاء فكل شارع بها يحكي قصة شهيد، وكل منزل لا يخلو من آهات الحصار. جنوباً: يحد المدينة المحاصرة معبر رفح المغلق وهناك جراحات وآهات وبكاء حار لمن منعهم إغلاق المعبر من معانقة الأهل بغزة، في الجانب المصري عالقون يتوقون لأبنائهم ولرائحة المدينة المحاصرة، أما شمالاً فغزة محاصرة بفعل معبر إسرائيلي سيء السمعة قتل على أبوابه حجاج بيت الله الحرام والمعاناة تطول. مدينة أظلمت ليلاً... وفي النهار المضيء بنور الشمس لا صوت مذياع ولا تلفاز ولا غسالة حتى ولا مدفأة تبعث الحر في أجواء المدينة الباردة، أما الشموع فقد عزّ وجودها بالمدينة المحاصرة وارتفعت أثمانها، لتصبح الشمعة كالعروسة طلابها كثر ومهرها أكبر.. وبالنهاية مقاومة تأبى الخضوع لذل المحتل الذي يحاول عصرها حتى الذوبان، وترسل حمم الحصار إلى مستوطنات المحتل المحيطة بالقطاع، ودعوات رسمية لوقفها، في ظل اقتناع شعبي عارم أنها وسيلة مقاومة أمر وزير الجيش الاسرائيلي ايهود باراك بفرض المزيد من العقوبات على سكان قطاع غزة فيما يعرف بالمرحلة الثانية من "مسلسل العقوبات". وقالت المصادر الاسرائيلية انه عقب أوامر باراك بتنفيذ المرحلة الاولى من الحصار يوم الجمعة حيث اغلقت المعابر ومنع الوقود عن غزة، أمر ايهود باراك صباح أمس مديري مكتبه بتنفيذ المرحلة الثانية والتي تعني منع ادخال الادوات الكهربائية مثل الهواتف النقالة والكمبيزتر المحمول (الحقيبة) واجهزة اي بي اس واجهزة ام بي 3 وام بي 4 MP3 -MP4. ويعترف قادة الامن الاسرائيلي انهم لن يستطيعوا إبقاء غزة مظلمة لوقت طويل وانهم سيضطرون اجلا او عاجلا لاعادة تزويد القطاع بالوقود ولذلك يفكرون في فرض عقوبات اخرى متنوعة على حماس لعدم تمكينها من الحكم . وكان رئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت قال: لن نسمح ان تعيش غزة حياة طبيعية فيما لا يعيش سكان سديروت حياتهم الطبيعية شرعية تضمنها الشرائع الدولية لكل من يستبيح الاحتلال دمه وأرضه وغذاءه. قالت مصادر أمنية اسرائيلية، ان معابر قطاع غزة ستبقى مغلقة رغم تراجع إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه اسرائيل خلال اليومين الاخيرين. مساعداتنا الإنسانية لم تعد تدخل غزة بسبب إغلاق المعابر أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم، أن مساعداتها الإنسانية لم تعد تدخل إلى قطاع غزة منذ يم الجمعة ، بعد إغلاق إسرائيل لمعابر القطاع. وصرح الناطق باسم "الأونروا" كريستوفر غانيس، أن كل المعابر مغلقة ولا تمر أي مساعدات، وقال: من الضروري جداً أن يعاد فتح المعابر لمنع حصول تدهور إضافي للوضع في غزة، لأن ذلك يعني تفاقم معاناة 5.1 مليون فلسطيني. وأضاف أن الإغلاق له تأثير خطر على الصحة العامة، مشيراً إلى تسجيل زيادة في حالات الكساح في صفوف الأطفال. وأوضح أنه في الأيام العادية تدخل 15 إلى 20 شاحنة محملة بالمواد الأساسية إلى القطاع، وأن عزلة غزة المتزايدة ستزيد من تشدد السكان المحبطين في وقت يسعى فيه المجتمع الدولي إلى إعادة عملية السلام إلى سكتها. جون غينغ مدير عمليات وكالة الغوث يوجه نداء عاجلا الى العالم للتدخل لحل الازمة الانسانية وحماية السكان في القطاع وناشد جون جينع مدير عمليات الاونروا في الاراضي الفلسطينية العالم التدخل العاجل لانقاذ غزة من الظلام الذي تعيشه بسبب توقف عمل محطة توليد الطاقة . وقال جينغ في مؤتمر صحفي عقده الليلة في غزة: ان السكان المدنيين يدفعون ثمنا باهظا بسبب النزاع القائم وأن غزة تعاني نقصا في كل شيء، المخابز توقفت عن العمل والمستشفيات لا تكفيها المحولات وهي باردة من الداخل والدواء غير متوفر و الأوراق غير موجودة والاسمنت لبناء القبور غير متوفر والأكفان غير متوفرة لموتي غزة، وهناك نقص في الطعام واذا ما توفر شيء فان أسعاره خيالية. وأضاف جينغ: "كل إنسان في غزة باتت لديه مشكلة شخصية تزداد صعوبة ومن المعيب ان نسمع جدلا حول ما يحدث". مؤكدا ان الإمدادات تقلصت بنسبة 70 % عن ما كانت متوفرة قبل حزيران الماضي وان سكان غزة متشوقون لنهاية هذه المعاناة، وقال : "لا نملك المصطلحات الكافية لوصف ما يجري"، مطالبا بفتح معابر القطاع . وأوضح جينغ أنه يتوجه للعالم لحماية السكان المدنيين حسب القانون الدولي رافضا القيام بأعمال غير قانونية للرد على أعمال غير قانونية مثل إرهاب السكان في المناطق المحاذية للقطاع بإسرائيل . وقد خاطب جينغ المتظاهرين في مسيرة شموع في شارع الوحدة للمطالبة في برفع الحصار "نعمل في غزة بدون انقطاع و مشكلتكم حقيقة وسنعمل ما بوسعنا من أجل حلها". رئيس المجلس التشريعي الدويك: المطلوب الترفع عن الخلافات الجانبية والتحرك لرفع الحصار عن غزة ويخص الرئيس بهذه الدعوة دعا رئيس المجلس التشريعي د. عزيز دويك من سجنه إلى التوحد في مواجهة الحصار، مطالبا في رسالة له الرئيس محمود عباس بالتحرك لفك الحصار عن غزة. وقال أدمى قلبي وقلب كل مسلم وعربي وحر وغيور في العالم ما يعيشه أهلنا في قطاع غزة من نقص في الطعام والشراب والعلاج والمحروقات بفعل الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة والذي استكملت حلقاته أخيرا بإغلاق جميع المعابر وهو الأمر الذي يتهدد حياة مليون ونصف مليون فلسطيني محاصرين هناك. اعتصام اعتصم نواب كتلة التغيير والاصلاح ووجهاء وشيوخ وعلماء قطاع غزة وجمع غفير من المواطنين والمرضى داخل سيارات الاسعاف أمام معبر رفح جنوبي قطاع غزة مطالبين بفتحه. وناشد د. يحيى موسى النائب عن حماس الرئيس المصري حسني مبارك وكافة الدول العربية للتحرك لرفع الحصار عن قطاع غزة الذي يتعرض مرضاه للموت بسبب نقص الدواء والغذاء وإغلاق المعابر حول القطاع بالكامل. كما وجهت عديد من المريضات داخل سيارات الإسعاف النداء للامتين العربية والاسلامية وللزعماء العرب للنهوض وفتح معبر رفح لإدخال الغذاء والدواء وإنقاذ أطفال القطاع والمرضى، والمساح للمهددين بالموت بالعلاج داخل الأراضي العربية. وكانت كتلة حماس البرلمانية قد دعت المواطنين للاعتصام اليوم الاثنين امام معبر رفح لدعوة مصر لحلحلة الحصار المفوض على قطاع غزة بالكامل. غزة : حسن دوحان
