يتعرض العشرات من المسافرين الجزائريين منذ مدة قاربت الشهر عبر مطار العاصمة الإيطالية روما "فيوميتشينو"، لمعاملات مهينة لا إنسانية وتمييزية من دون غيرهم من الجنسيات، حيث يتم حشرهم في قاعة خاصة بالمطار للتحقيق معهم، وحجزهم وإبقاؤهم تحت مراقبة مشددة إلى غاية موعد رحلتهم نحو إسطنبول أو العودة نحو العاصمة. وبحسب شهادات مسافرين جزائريين تعرضوا لهذه المعاملة المهينة، فإن هذه الحوادث تتعلق خصوصا برحلة الجزائرإسطنبول عبر روما على متن خطوط شركة"أليطاليا"، حيث يتم جمع أكثر من مائة شخص وسط غرفة ضيقة بمجرد نزولهم من الطائرة والتحقق من جنسيتهم الجزائرية، النساء مع الرجال والأطفال والجميع لهم مرحاض واحد وهذا لمدة تفوق 5 ساعات، بما منع الكثير منهم من دخول دورات المياه، في انتظار الرحلة سواء نحو إسطنبول أم العودة إلى العاصمة. وذكر المسافرون ل "الشروق" أن العديد من الجزائريين أصيبوا بحالات إغماء وسط مشادة مع أفراد الشرطة وصراخ الأطفال في مشهد لم يألفه المسافرون عبر هذا الخط، مؤكدين أنه تمت معاملة الجزائريين بتمييز واحتقار منقطع النظير وكأنهم إرهابيون. وأضاف مسافر من جيجل ل "الشروق" قائلا: "القضية متعلقة باستخدام الجزائريين لهذا المطار كمنفذ للحراقة نحو أوروبا مستغلين التوقف الليلي بداخله"، وتابع: "رغم هذا لن نقبل بأن تعلق الشرطة الإيطالية شماعة فشلها في المراقبة علينا نحن الجزائريين"، موجها نداء إلى السلطات وخصوصا الدبلوماسية منها للتدخل ووضع حد لهذه الإهانات المتكررة. وتأتي هذه الإجراءات الإيطالية بعد مساءلة برلمانية لحزب رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، سيلفيو برلسكوني، وهو حزب فورتسا إيطاليا قدمها النائب ماوريتسيو غاسباري، حول تقصير رجال الشرطة في المراقبة بذات المطار، حيث أشارت ذات المساءلة أنه ومنذ مطلع السنة تمكن أكثر من 500 جزائري من الإفلات من الرقابة الإلكترونية والفيزيائية بمطار روما فيوميتيشنو، وتم استعماله كمنفذ للهجرة السرية. وقال النائب عن منطقة أوربا عدا فرنساأمريكا وأوقيانوسيا، نورالدين بلمداح، في اتصال ب "الشروق" بأن هذه المعاملة غير مقبولة، وسيتم إخطار المصالح الدبلوماسية الجزائريةبروما من سفارة وقنصلية قصد التدخل. وأكد النائب الأفلاني بلمداح بأنه سيتم إبلاغ لجنة الصداقة البرلمانية الجزائرية الإيطالية، للنظر والتحقق من هذه الحوادث، وتحريك البرلمان الإيطالي للتحقق وتوضيح الأمور وملابسات هذه المعاملات.