قال مسؤول إذاعة فلسطينية محلية في مدينة الخليل جنوبالضفة الغربيةالمحتلة، السبت، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي داهمت مقر المحطة فجراً وصادرت أجهزة البث وسلمته قراراً بوقف بثها ستة أشهر. وقال أمجد شاور مدير محطة إذاعة الخليل عبر الهاتف لوكالة رويترز للأنباء: "سلمونا (جيش الاحتلال) قراراً بإغلاق المحطة لمدة ستة شهور بحجة التحريض". وأضاف شاور: "قوة كبيرة اقتحمت المقر معها شاحنة وتم مصادرة كافة معدات البث". واتهم شاور سلطات الاحتلال بممارسة "سياسة تكميم الأفواه". وقال "نحن نعمل في المحطة منذ ما يقارب عشرين عاماً وهي تقع في منطقة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية". وهذه هي المحطة الإذاعية الثانية التي تغلقها سلطات الاحتلال في مدينة الخليل منذ بداية الشهر الجاري. وتعتبر مدينة الخليل أكبر مدن الضفة الغربيةالمحتلة ويسكنها حوالي 200 ألف مواطن. وبموجب اتفاقية الخليل التي وقعت في عام 1997 بين منظمة التحرير الفلسطينية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، قسمت المدينة إلى قسمين أحدهما خاضع للسيطرة الكاملة للأجهزة الأمنية الفلسطينية والآخر خاضع للسيطرة الإسرائيلية ويسكن فيه ما يقرب من 500 مستوطن وسط أربعين ألف فلسطيني هم سكان البلدة القديمة. وتتهم سلطات الاحتلال وسائل الإعلام الفلسطينية بالتحريض على العنف مع استمرار المواجهات - التي استشهد فيها نحو ثمانين فلسطينياً مقابل مقتل 17 إسرائيلياً - للشهر الثاني على التوالي. وقال كميل الحاج القائد العسكري الإسرائيلي لمدينة الخليل: "هذه الأحداث أجبرتنا على تعزيز قوات جيش الدفاع (الاحتلال) ابتداء من هذا اليوم (أمس الجمعة)، وسيتم تواجدهم بمناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وبالأخص في منطقة الخليل حتى يتم الاستقرار". وأضاف في تصريحات مسجلة نشرتها إدارة المدينة في الخليل: "هذا النشاط سيؤثر على الحياة اليومية وسيستمر حتى إرجاع الاستقرار إلى المنطقة". وخاطب الحاج أهالي الخليل قائلاً: "بيدكم القدرة لإيقاف هذه العمليات وإرجاع الأمن والاقتصاد إلى المنطقة". وتشير الإحصاءات إلى أن عدداً كبيراً ممن تتهمهم قوات الاحتلال بالمسؤولية عن تنفيذ هجمات خلال الموجة الأخيرة من العنف هم من سكان منطقة الخليل.