يتحدى صهيب مرابط إعاقته كونه أصم وأبكم والتي أصيب بها منذ الصغر، إذ يعتبر من أمهر التقنيين المتخصصين في إصلاح الهواتف النقالة في مدينة الوادي، بل ويقصد محله الكائن بوسط المدينة حتى زبائن من تونس. شاء الله أن يتوافق مولد صهيب مع اليوم العالمي لذوي الاحتجاجات الخاصة، قبل ثلاثين سنة بالضبط، في حي البربري ببلدية ورماس بولاية الوادي، لأسرة متوسطة الحال تمتهن الفلاحة كباقي سكان البلدية التي اشتهرت بزراعة البطاطا، وجد صهيب في عائلته التي كل أفرادها عاديين الحضن الدافئ، والدعم الكبير طوال عمره، لذا كانت علامات النبوغ والذكاء رغم إعاقته بادية عليه، لذا أدخل المدرسة الابتدائية حتى مستوى السادسة ابتدائي، إذ تعلم القراءة والكتابة من خلال حركة الشفاه، حيث قامت عائلته بتعليمه حتى أنه نال شهادة التعليم الابتدائي قبل أن يتم تسجيله في مدرسة خاصة لصغار الصم البكم في مدينة متليلي الشعانبة بولاية غرداية، حيث درس في المركز 03 سنوات أبان عن ذكاء ونباهة كبيرتين. وفور عودته لمدينة الوادي في 2001، عمل بمحل شقيقه الأكبر عبد الباقي المتخصص في إصلاح الهواتف النقالة، بدأ صهيب في ملاحظة وتعلم إصلاح الهواتف النقالة، حتى برع فيها وتغلب على أستاذه وشقيقه، وباعتراف منه، بل بات صهيب أشهر فني لإصلاح الهواتف النقالة في مدينة الوادي يقصده عشرات سكان مدن وقرى ولاية الوادي وحتى عدد من العملاء من تونس والولايات المجاورة. ويتفق كل من يقصد أنه أمهر من يفهم الهواتف النقالة، رغم أن إعاقته يفترض أن تمنعه من ذلك، وأكدوا على أن التفاهم معه سهل للغاية. لصهيب الإنسان عديد الطموحات، فهو يتمنى الزواج في أقرب الأوقات ويسعى لأن يوفقه الله أن يؤدي مناسك الحج مع والدته، فهو دائما يدعو بذلك في صلواته الخمس التي يحرص صهيب على أدائها جماعة في المسجد. كما أن صهيب من عشاق الفريق الملكي ريال مدريد، بل ويكتب كل تشكيلة الفريق الملكي وحتى قائمة الاحتياطيين فيه، ولاعبه المفضل هو الفرنسي ذو الأصول الجزائرية كريم بن زيمة الذي يتمنى أن يقابله، كما يطالع يوميا جريدة الشروق اليومي التي يقول عنها إن محتوياتها رائعة خاصة الصفحات الرياضية والأخبار الخاصة بوادي سوف. وتمنى صهيب أن يتم الاهتمام أكثر بفئة ذوي الاحتجاجات الخاصة، ودعا السلطات إلى تسليط الضوء على معاناة هذه الفئة وتمكينها من مختلف أشكال الدعم خاصة في العمل والسكن.