سلط المخرج الفرانكو جزائري "فابريس بن شاوش" في فيلمه الجديد "تيمقاد" الذي قدم عرضه الشرفي، الثلاثاء، للصحافة، بسينما الجزائرية بالعاصمة الجزائر، نظرة سوداوية عن الجزائر لم تخل من الإساءة للجزائريين والتحامل على تاريخ البلاد. وبحضور المنتج لطفي بوشوشي عن الجانب الجزائري (خاص) وغياب المخرج بحجة "عدم الحصول على التأشيرة" وكذا الطاقم الفني والتقني للفيلم المنتج بشراكة بين (فرنسا - الجزائر–بلجيكا) تدور القصة حول جمال، باحث في علم الآثار فرنسي من أصل جزائري، يعود إلى أرض أجداده وتحديدا إلى منطقة " تيمقاد" بباتنة، للقيام بعمليات تفتيش في الحفريات الأثرية، ومختار المعلم، يحاول تثقيف وتعليم تلاميذ القرية، كما قرر أن يجعل أطفال القرية لاعبي كرة قدم محترفين، لكنّه ليس مؤهلا ليكون مدربا للفريق. هنا يظهر جمال الذي يقوم باستعراض لكرة القدم، فيطلب منه مختار أن يصبح مدربا للفريق، حيث يحقق بعدها نجاحات معه في بطولة ما بين الرابطات بباتنة ثم التوجه إلى فرنسا للتباري مع نادي مرسسيليا (فئات الأطفال). وما يلفت الانتباه أنّ قصة كرة القدم مغلفة بشعارات زائفة تعكس نظرة أوروبية سلبية للجزائر، حيث صور بن شاوش في "تيمقاد" كلشيهات خاطئة ومسيئة للمجتمع الجزائري ومنتقصة لتاريخ الجزائر من خلال حوار قاتم وصور مهينة لتاريخ المدينة الأثرية "تيمقاد" التي أبرزها في عدّة مشاهد لكن بطريقة مخجلة كأن تسلط الكاميرا على المشي على الآثار التي تحمل كتابات رومانية تعود لآلاف السنين أو تشويهها بكتابات وخربشات باليد دون إعطاء أدنى قيمة لقيمة ووزن هذه الآثار، فضلا عن تصوير "الماعز" في مشاهد كثيرة وهو يرعى داخل المدينة الأثرية. وعلى سبيل المثال ورد في حوار الممثلة مريم أكيدو (جميلة) مع ابنها "مصطفى" الذي كان قد اتهمها بإقامة علاقة مع جمال وقال لها "جمال إنسان طيب" فردّت عليه: "ليس كما كلاب هنا" وتقصد الجزائريين المولودين في الجزائر وليس المغتربين. أو حيث خاطب "جمال" (المغترب) لاعبيه التلاميذ بغية تحفيزهم على المضي قدما في البطولة وبإشراك طفلة واسمها "نعيمة" ضمن الفريق بعد قص شعرها لتشبه الذكور وقال: "تخلوا عن هذه التقاليد، تحرروا أو ابقوا في ما قبل تاريخهم تحت الحضارة". وهي رسالة ضمنية إلى أنّ الجزائريين يعانون من التخلف ومن عديد العقد لاسيما إذا ما ارتبط الموضوع بالمرأة والتاريخ. وفي كليشي أخر يصف بن شاوش مخرج وكاتب الفيلم رفقة عزيز شواكي الجزائريين بالعنيفين من خلال مشهد جمال وجميلة التي ذبحت أمامه دجاجة بعد أن رفض ذبحها وقال أنا آكل بيضها فقط ولا يمكنني قتلها، إضافة إلى توظيفه بعض الألفاظ الأخرى السيئة ك"سبّ الدين" أو "العدو" بالرغم من أنّها مقابلة في كرة القدم وتقديمه في المباراة النهائية لاعبيه حفاة الأقدام ويلعبون مع خصم يرتدي أحذية رياضية... إلخ. والمشاهد للفيلم يدرك أنه موجه للأخر أي الأوربيين بصفة عامة وليس للجزائريين بعد مجموعة الصور القاتمة عن التخلف والعنف و"الميزيرية" التي رسمها عن الجزائر وشعبها بالرغم من أنّ المخرج جزائري الأصل. واعترف بوشوشي في جلسة النقاش أنّ الفيلم قدم كليشيهات سلبية عن المجتمع الجزائري لكن لا يمكنه أن يفرض رأيه على المخرج بن شاوش أو التدخل في خياراته إلا إذا كانت هناك اتهامات للجزائر. وأكدّ بوشوشي أنّه انضم إلى منتجي الفيلم سنة 2011 وكتب الفيلم في 2005 لكن بدا التصوير في 2014.