تشهد حديقة التجارب العلمية الحامة أو اختصارا حديقة الحامة الموجودة في قلب العاصمة إقبالا كبيرا لتلاميذ المدارس من مختلف جهات الوطن وكذا العائلات التي اغتنمت فرصة عطلة الربيع للترفيه عن أبنائها بعد فصل طويل من المراجعة والتعب، ومن أجل استبدال جو الدراسة بجو من المرح والاستجمام في أرجاء الحديقة الخلاّبة لإعادة شحن النشاط قبل الدخول المقبل، خاصة مع ملاءمة الطقس المعتدل الذي تشهده العاصمة هذه الأيام. تعرف حديقة التجارب بالحامة، خلال هذه الأيام، إقبالا كبيرا من المتوافدين إليها تزامنا مع العطلة الربيعية التي تعتبر فرصة سانحة للعائلات الزائرة للترفيه واكتشاف المكان الساحر والجذّاب بمناظره وهوائه العليل، خاصة بعد إنهاء أبنائها امتحانات الفصل الثاني بغية كسر الروتين اليومي والترويح عن النفس. ويقصد الحديقة يوميا مئات الزوار من العاصمة ومن مختلف ولايات الوطن للتمتّع بفسحة في أحضان الطبيعة يكتشفون من خلالها سحر ممراتها المزيّنة بمختلف أنواع الأشجار الباسقة والأنواع النباتية والحيوانية التي تضمّها، حيث أصبحت الكثير من الأسر تفضّل قضاء ساعات راحتها بالتوجّه إلى حديقة الحامة التي أصبحت، منذ عدة سنوات، تستقطب أعدادا متزايدة من الزوّار والمتنزهين الذين يودون قضاء ساعات هادئة في وسط طبيعي بعيدا عن هموم ومشاغل الحياة، ما جعلها ملتقى لمختلف الفئات العمرية ومن مختلف الولايات من داخل وخارج الوطن وهذا ما لاحظناه خلال جولة استطلاعية قادتنا إلى الحديقة رفقة تلاميذ متوسطة الإخوة بوفاتح من مكيرة بولاية تيزي وزو الذين التمسنا سرورهم وإعجابهم الشديد بالطبيعة، حيث قالت لنا السيدة "ص.ن"، وهي مديرة بذات المتوسطة، أنها كانت من بين الزوار الذين أعجبوا بجمال الحديقة الساحر، الأمر الذي أمتعها وأعجبها، وعليه قررت تنظيم رحلة مدرسية إلى هذه الحديقة العريقة واصطحاب التلاميذ المتفوقين مع أساتذتهم للتمتّع بجمالها الخلاّب، أما عن سبب اختيارها للحديقة، فقد أردفت بقولها: توفر الأمن والأمان ونظافة المحيط.. كلها أسباب جعلتني وفية لها خاصة وأن الطبيعة تستهويني ولا أجد لها مثيلا في مكان آخر. وفي ذات السياق، أضاف "سليمان .خ"، الذي قدّم من البليدة أن للطبيعة راحة نفسية للابتعاد عن الضغوطات اليومية في العمل وهي تجدّد نشاطه، أما عن اختياره للمكان دون غيره، فأضاف أن الهدوء ووجود الأمن في كل مكان من الحديقة سر الإقبال عليها، وحسب عديد المتردّدين على الحديقة، فإن إعادة الاعتبار للحديقة في السنوات الأخيرة من خلال التهيئة الداخلية، بالإضافة إلى كثرة الخدمات من مقاهٍ ومطاعم وتوفر الأمن، ساهمت بشكل كبير في ازدياد الإقبال على هذا الفضاء الطبيعي لقضاء ساعات بعيدا عن جو العمل والضغوطات، وهو ما أعرب عنه عديد المواطنين الذين قصدوا الحديقة رفقة أبنائهم للترويح عن النفس، وأخذ قسط من الراحة في جوّها المميز. ونحن نتجوّل بين أرجاء الحديقة، التقينا بتلاميذ مدرسة ابتدائية من بومرداس الذين أخبرونا أنها المرة الثانية التي يزورون فيها الحديقة حيث أن الأجواء العائلية والمناظر الطبيعية بقيت راسخة في أذهانهم، الأمر الذي دفعهم لإعادة الرحلة هذه المرة، وقد تواجدت عديد العائلات من المدية، سطيف وبجاية ومن ولايات أخرى اختارت المكان دون آخر واتفقت إجمالا على نفس الآراء من جاذبية الطبيعة وهدوء المكان بالإضافة إلى الأمن وكون الحديقة مكانا عائليا، فكان تبادل الصور في جميع أرجاء الحديقة والتعارف بين العائلات من بين النقاط الإيجابية التي تضيفها حديقة التجارب بالحامة، إضافة إلى ما سبق ذكره، توفّر الأمن بها ساهم في زيادة الإقبال عليها، وأول ما يشدّ الانتباه ببوابة الحديقة هو العدد الكبير للأعوان الذين يسهرون على نظافة المكان وتنظيم دخول الزائرين، وهو الأمر الذين استحسنه عديد الزوار ممن التقت بهم الشروق خلال زيارتها الاستطلاعية لهذه الحديقة. وقد كان لأعوان الأمن ذات الانطباع حول الإقبال وهو أمر اعتيادي بالنسبة إليهم، إلا أن الشيء الملاحظ هو تزايد الزائرين يوميا خاصة في العطلة الربيعية التي تلائم الحديقة حيث تستقبل عددا هائلا من العائلات القادمة من مختلف الجهات موجهين نداء للزوار للمحافظة على نظافة المكان، إذ يجب على كل واحد منا أن ينظف ويجمع مخلفاته من بعده ويرميها في الأماكن المخصصة لها، فإذا قام كل واحد منا بعمله، فإننا بذلك سنحافظ على تحفتنا الطبيعية التي حبانا الله عز وجل بها. ولا يقتصر توافد الزوار من داخل الوطن فحسب، بل هناك أجانب يترددون على الحديقة وهو الأمر الذي لمسناه من خلال ملامحهم الأوروبية والأسيوية خلال جولتنا الاستطلاعية.