علمت "الأيام" من مصادر مؤكدة أن الحكومة لم تدرج مشروع «مدينة النور» ضمن قائمة المشاريع السياحية المعاد تقييمها ودراستها ومطابقتها بشروط قانون المالية لسنة 2010، ورفضت الترخيص مجددا لرجل الأعمال السعودي «طارق محمد بن لادن» لإقامة مشروعه الضخم بسبب القرابة التي تجمعه مع زعيم القاعدة «أسامة ابن لادن». وذكرت مصادر «الأيام» أن الحكومة قررت إعادة النظر في عدة مشاريع سياحية ضخمة قاربت 25 مشروعا، وفقا للأحكام التشريعية الجديدة التي أقرها قانون المالية التكميلي لسنة 2009 وقانون المالية 2010، إلا أنها لم تدرج مشروع رجل الأعمال السعودي «طارق محمد بن لادن»، صاحب مؤسسة الشرق الأوسط للتطوير، المتمثل في «مدينة النور» بمنطقة «بوغزول»، التي تنوي الحكومة تحويلها إلى قطب رئيسي للتنمية، لاسيما وأنها كانت في وقت سابق مشروع العاصمة الجديدة للجزائر الذي أعلن عنه الرئيس الراحل «هواري بومدين» قبل إلغائه رسميا السنة الحالية والإبقاء على مدينة الجزائر عاصمة للبلاد وفقا لما ينص عليه الدستور، حيث تقع مدينة «بوغزول» في منطقة إستراتيجية تتوسط البلاد وتحديدا بجنوب ولاية المدية على حدود مع مدينة عين وسارة بولاية الجلفة في نقطة تقاطع طريقين رئيسيين يربطان الجزائر العاصمة بالجنوب وولايات الشرق بالجنوب أيضا. وكان « طارق محمد بن لادن» شقيق «أسامة بن لادن» زعيم تنظيم القاعدة قد كشف عن مشروع استثماري ضخم ينوي إقامته في الجزائر تتجاوز قيمته الاستثمارية 50 مليار دولار أمريكي، وذلك عقب لقائه مع رئيس الحكومة السابق «عبد العزيز بلخادم»، حيث صرّح بأن الحكومة أبدت إعجابها بالمشروع المتمثل في مدينة متكاملة بالجزائر أطلق عليها اسم «مدينة النور» مثل تلك المدن التي أقيمت بكل من السودان، اليمن وجيبوتي، إلا أنها ستكون أضخم بكثير عنها نظرا لخصوصية المنطقة وارتباطها بمشروع قديم تعلق بنقل العاصمة الجزائرية إلى هذه المدينة. وفي سياق متصل، أشارت مصادر «الأيام» أن رجل الأعمال السعودي عرض على الحكومة عدة مشاريع أخرى على غرار مدينة سياحية ضخمة بإحدى الولايات الساحلية قد تتجاوز تكلفة إنجازها المبلغ المرصود لبناء «مدينة النور» ب «بوغزول»، إلى جانب مشروع آخر يتمثل في مدينة رياضية متكاملة تحتوي على ملاعب لكل الرياضات، مراكز طبيبة-رياضية وفنادق ومرافق إيواء تستقبل الوفود والرياضيين، فضلا عن مراكز تدريبات عالية الجودة، إلا أن الحكومة لم ترد على الفكرة لا بالقبول ولا بالرفض. ومن بين الأفكار التي أراد المستثمر «بن لادن» تجسيدها بالجزائر العاصمة، مشروع بناء وتجهيز المدينةالجديدة «سيدي عبد الله» إلا أن الحكومة فضلت منح هذه الصفقة للشركة الكورية «دايو إنجنرينغ» وهي أحد أكبر شركات المقاولة والبناء في جنوب شرق آسيا بقيمة قدرها 650 مليون دولار أمريكي، بسبب نفس الحجة المتمثلة في التخوف من "الاسم" الذي يحمله هذا المستثمر، وحسب ما ينص عليه الشطر الثاني من الصفقة، فستتكفل شركة «دايو أنجينرنغ» بإنجاز 50 بالمائة من مشاريع مدينة «بوغزول» التي خصصت الحكومة مبلغ 2500 مليار دينار جزائري لتهيئتها، على أن يقوم المجمع الكوري «سامو أن» بإنجاز 30 بالمائة منها، فيما ستتكفل الشركة الكورية «ووليم» بإنجاز الحصة المتبقية منها والمقدرة نسبتها ب 20 بالمائة.