استنكرت السلطات العسكرية في تونس الأخبار التي تردّدت في الأيام الأخيرة عن قيام طائرتين حربيتين جزائريتين باختراق الأجواء التونسية، وقالت إن كل ما قيل بهذا الخصوص يبقى مجرّد «معلومات عارية من الصحة»، وأكثر من ذلك فقد ذهبت إلى حدّ التأكيد أبن الجهات التي تقف وراء مثل هذه التسريبات تسعى إلى «التشويش على العلاقات الممتازة بين البلدين». قرّرت السلطات التونسية فتح تحقيق من أجل معرفة الجهات التي تقف وراء محاولة تعكير علاقاتها مع الجزائر بنشر إشاعات عن حدوث احتكاك بين طائرات حربية بين البلدين الأسبوع الماضي، وهو ما أكده مسؤول عسكري تونسي لصحيفة «المصوّر» المحلية، حيث أفاد بأن مصالح الأمن المختصة في بلاده «تعكف حاليا على تحليل ومتابعة هذه الإشاعة لمعرفة من يقف خلفها، والهدف من إطلاقها بهذا التوقيت بالذات». وبحسب الصحيفة ذاتها فإن المسؤول العسكري أشار في تصريحه إلى خطورة هذه التسريبات «خصوصا وأنه تم ربطها بفرنسا»، من خلال الحديث عن تدخل الرئيس الفرنسي «نيكول ساركوزي» لدى الجزائر «لتحذيرها من مغبة تكرار مثل هذا العمل» وفق ما نقلته بعض الأوساط الإعلامية في تهجّم واضح على الجزائر. إلى ذلك وصف المسؤول العسكري التونسي «الإشاعة بأنها مشبوهة وخطيرة» وذلك «بالنظر إلى توقيتها، فيما تم تسجيل أعلى درجات التعاون والتنسيق بين القوات المسلحة التونسية ونظيرتها الجزائرية لحماية الحدود المشتركة من أية أعمال تخطط لها الجماعات الإرهابية التي لا تريد استقرار الأوضاع واستتباب الأمن بالجزائر كما في تونس». ونقلت الصحيفة ذاتها التي وصفت مصدرها العسكري ب «رفيع المستوى»، تعليقه عن هذه الأنباء بأنها قوله: «إنها معلومات عارية عن الصحة، وتهدف إلى التشويش على العلاقات الممتازة بين البلدين»، مضيفا في هذا الشأن بأنه «لم يتم أبدا تسجيل مثل هذه الحادثة»، مثلما اعتبر كل هذه التسريبات بمثابة «بإشاعة سمجة، وفبكرة مكشوفة.. يبدو أن أطرافا تقف خلفها في محاولة يائسة لتسميم علاقات الأخوة بين البلدين والشعبين الشقيقين». وكانت أنباء ترددت خلال الأسبوع الماضي ونشرتها عدة صحف عربية مفادها أن طائرتين حربيتين جزائريتين اخترقتا أجواء تونس، وأن طائرتين تابعتين لسلاح الجو التونسي تصدّت لهما، وكاد أن يحصل اشتباكا جويا لولا انكفاء الطائرات الجزائرية وعودتها إلى الجزائر. وأشارت نفس الأنباء إلى أن الرئيس الفرنسي «تدخل شخصيا، حيث أبلغت المخابرات الفرنسية الجزائر بأن هذا الأمر غير مسموح به، كما طالبت تونس بضبط النفس».