باشروا لقاءات واجتماعات مع المواطنين والعقلاء بغرادية تنقل بعض الأعيان وممثلي المجتمع المدني من ولاية خنشلة إلى ولاية غرداية، من أجل الشروع في مشاورات وحوار واسع يجمع طرفي الخلاف في الولاية عقب أحداث العنف الخطيرة والمتسلسلة التي شهدتها عدة مدن وأحياء بغرداية مؤخرا. أفادت مصادر مطلعة ل"البلاد"، بأن بعض أعيان ولاية خنشلة عبّروا عن استنكارهم واستيائهم من الوضع الخطير بولاية غرداية بسبب المواجهات التي تتجدد في كل مرة بين أبناء المنطقة الذين طالما تعايشوا على مدار القرون الماضية دون خلافات عرقية أو دينية، ونبذوا العنف والفتنة التي عرفت منعطفا خطيرا مؤخرا وأفضت إلى سقوط ضحايا من القتلى والجرحى وتهجير العائلات وترويع السكان وحرق المنازل والمحلات ونهب الممتلكات وعمليات التخريب التي حوّلت مدن وأحياء غرداية إلى معارك حرب. وأوضحت مصادرنا بأن مجموعة من أعيان خنشلة من كبار العروش في الولاية وعقلائها وبحكم تجربتهم في فكّ النزاعات والخلافات، بادروا بخطوة إلى إيجاد حلّ نهائي لهذه الأحداث المتكررة، وقرروا النزول إلى مدن وأحياء غرداية منها القرارة وبريان وغرداية، والتقوا بعقلائها ومواطنيها من كلا الطرفين المتخاصمين، وتحدثوا إليهم، وذلك تحضيرا للقاء كبير يحمل مبادرة صلح، لإيجاد حلول نهائية للأزمة، وأوردت مصادرنا في سياق متصل، أن هذه المبادرة انخرط فيها عدد كبير من العقلاء والأعيان من ولايات أخرى، وأعلنوا استعدادهم للحاق بالركب وقيادة هذه المبادرة. كما تجري السلطات المحلية وأعيان وعقلاء المدينة اتصالات ومساعي حثيثة لوأد الفتنة والتحسيس والتوعية بضرورة الكفّ عن إيذاء طرف لآخر وترويع وترهيب المواطنين وشلّ الحياة اليومية للسكان. وفي إطار متصل، عاد الهدوء الحذر مساء أول أمس وأمس إلى أحياء ومدن غرداية ومدينة بريان التي عرفت قبل يومين عمليات تخريب على نطاق واسع ومواجهات وأعمال عنف خطيرة. تم مواجهتها بعد تدخل قوات حفظ النظام العام، في حين لا تزال قوات الأمن ترصد التحركات المشبوهة والأشخاص الذين يسعون وراء تجديد المواجهات والمساس بأمن وممتلكات المواطنين، من خلال تكثيف الدوريات الأمنية ونشر قوات الأمن من الدرك والشرطة في كل المداخل والمخارج والأحياء على غرار قصر "مليكة" الذي لا تزال قوات الدرك والشرطة مُرابطة فيه.