حاول المتدخلون في الندوة التحسيسية حول ظاهرة الانتحار، الإلمام في محاضراتهم بكل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والدينية والثقافية لظاهرة الانتحار ومدى تعلق الأمر بالتنشئة ونمط الحياة داخل الأسرة باعتبارها المنشأ الأول للفرد ومنه المجتمع ككل، بعد ارتفاع مؤشر حلات الانتحار بباتنة، وتفاقم الظاهرة بما أثار قلق المواطنين وتساؤلاتهم. وبادر المركز الثقافي لدائرة تازولت بباتنة نهاية الأسبوع الماضي إلى تنظيم أيام تحسيسية حول ظاهرة الانتحار، وهو الموضوع الذي فرضته حسب المختصين والمشاركين معطيات معينة أهمها ارتفاع مؤشر الظاهرة بباتنة خلال الفترة الأخيرة وتعلقها بعنصر الشباب على وجه الخصوص ما يطرح الكثير من التساؤلات حول الدوافع الحقيقية لليأس من الحياة ومحاولة الخروج منها بطرق مختلفة، وقد نظمت بالمناسبة مسابقة فنية لطلبة مدرسة الفنون الجميلة حول أحسن لوحة تعالج الظاهرة، وتجدر الإشارة إلى أن ولاية باتنة سجلت منذ حلول السنة الجارية حصيلة غير مسبوقة في الانتحارات، وهي حالات أغلبها مسجل في شهر فيفري تحديدا، أودت بحياة 7 أشخاص من بينهم امرأة، تتراوح أعمارهم بين 16 و48 سنة، وضعوا حدا لحياتهم بطرق مختلفة تراوحت بين الحرق والشنق وتناول الحمض "الآسيد "، وذلك لأسباب لا يزال جلها محل تحقيقات أمنية، فضلا عن كثير من محاولات الانتحار التي لم ينجح أصحابها في تنفيذ مرادهم، وآخرها لشاب أحرق جسده بعد أن غمره بالبنزين أمام مركز الأمن الحضري الخامس منذ أسبوع. وقد أثارت الحصيلة الثقيلة مخاوف المواطنين من التزايد المفاجيء لحوادث الانتحارات التي مست في عمومها فئة الشباب، حيث طالبوا بتفعيل الآليات اللازمة لتشريح أسباب الظاهرة وإيجاد الحلول الضرورية لها، حيث يرى المختصون المشاركون في الندوة التحسيسية أن من بين اهم أسباب انتشارها وسط الشباب والمراهقين، حسب المختصين الاجتماعيين، هو التفكك الأسري وغياب الحوار بين أفراد الأسرة الواحدة في ظل انتشار الماديات وتشعب مطالب الحياة واستقالة الأم والأب من الوظيفة التربوية شيئا فشيئا لحساب اهتماماتهم المادية.