أظهرت نتائج تقرير مؤشر هشاشة الدول السنوي الذي تنشره "صندوق السلام العالمي" التي يقع مقرها في العاصمة الأمريكيةواشنطن أن الجزائر تراجعت بمركزين مقارنة بالتقرير الذي نشره المصدر نفسه في السنة الماضية التي كانت ال72، حيث حلت هذه السنة في المركز 71، بعدما حصلت على رصيد نقاط بلغ 78.8، وبالتالي فهي تنتمي الى الدور المؤشر عليها باللون البرتقالي وهي متوسطة بين مختلف التصنيفات الواردة. ويعتمد ترتيب المؤشر على منهجية عكسية، حيث إن أكثر الدول هشاشة في العالم تكون هي في المرتبة الأولى فيما أقل الدول هشاشة تحصل على المرتبة 178، وهو ما يؤكد أن هناك 100 دولة أفضل تصنيفا من الجزائر. ويعتمد هذا التقرير على 12 مؤشرا فرعيا، تتمثل في كل من الضغوط الديمغرافية واللاجئين والتظلمات الجماعية والتنمية الانسانية، والتنمية غير المتكافئة، وكذا الفقر والتراجع الاقتصادي، وشرعية مؤسسات الدولة، والخدمات العامة، وحقوق الإنسان، وحضور النخبة، والتدخل الخارجي. وفيما يخص الخانة الأولى من التقرير المتعلقة بالضغوط الديمغرافية، فقد حصلت على 5.7 نقاط، وهو مستوى متوسط، وعلى صعيد ملف اللاجئين فقد حصلت الجزائر على 6.7 نقاط، وهي علامة ضعيفة تكون قد تأثرت بتقارير المنظمات غير الحكومية العالمية حول انتهاكات، وبقيت العلامة الضعيفة مع مؤشر التظلمات الجماعية حيث نالت 7.9 نقاط. وتحسن مستوى الجزائر في جانب التنمية الإنسانية لتحصل على مستوى متوسط عموما ب5 نقاط، أما في مجال توازن التنمية الاقتصادية فقد حصلت على 5 نقاط وهو مستوى متوسط. وعاد المستوى الضعيف مع مؤشرات كل من مستوى الفقر والتراجع الاقتصادي، وشرعية المؤسسات والخدمات العامة وحقوق الإنسان، وليعود الى المستوى المقبول مع مؤشر التدخل الخارجي، حيث اعتبر الجزائر من الدول التي ليس لديها تدخلات في الشؤون الداخلية للدول الأخرى في الجانبين السياسي والعسكري، رغم المشاكل الكبيرة التي تعيشها دول الجوار المباشر من أزمات سياسية وأمنية كبيرة. وأمام المؤشرات المقبولة للجزائر، إلا أن دول الجوار باستثناء تونس والمغرب كلها تسير نحو مزيد من الهشاشة وتقترب من مستوى الدول الفاشلة، خصوصا ليبيا ومالي اللتين حلتا في المركزين 42 و37 على التوالي. وعلى المستوى العربي احتلت دولة جنوب السودان الترتيب الأول بين دول العالم من حيث الهشاشة متبوعة بالصومال والسودان، وحل اليمن بالمرتبة الثامنة، والعراق وسوريا في المرتبتين ال13 وال15 على التوالي، أما مصر فحلت في المرتبة ال31 بالقرب من ميانمار ونيبال ورواندا. وجاءت دول الخليج العربي في مراتب متأخرة من حيث الهشاشة فحققت بذلك مراتب متقدمة نسبيا، إذ جاءت السعودية في المرتبة ال96 بينما حلت الكويت وعُمان وقطر والإمارات في مراتب أفضل. أما في الترتيب العالمي فقد حلت كل من فنلندا والسويد والدنمارك والنرويج وسويسرا في مقدمة الدول الأكثر نجاحا، والتي تتضاءل فيها مظاهر الهشاشة.
