أجمع مختلف زوار الطبعة ال19 من "معرض الجزائر الدولي للكتاب" على غلاء أسعار الكتب المعروضة بشتى دور النشر المشاركة وبمختلف مضامينها وتوجهاتها، ورأى الكثير منهم أنها لا تتناسب مع قدرتهم الشرائية، خاصة الكتب العلمية منها التي فاقت أسعارها كل التوقعات، وضربت بالقدرة الشرائية للطالب الجزائري عرض الحائط، مستغلة بذلك الحاجة الماسة للكتاب العلمي في أبحاثه ودراساته، حيث يقول الطالب "ك. م" ل"البلاد" إنه اشترى 4 كتب علمية تتعلق بمجال دراسته، وذلك بمبلغ "مليون سنتيم"، ليدلنا زبون آخر على دار "أشات"، أين بلغ سعر الكتاب الموجه لطلبة الهندسة والطب والميكانيك التطبيقية " 2مليون سنتيم للكتاب الواحد وهو مبلغ باهض جدا حسب رأيه، وأمام إغراء الطالب بالمطبوعات العلمية خاصة تلك التي كانت مفقودة، يقف هذا الزبون مكتوف الأيدي عاجزا عن تسديد فاتورة كتاب الحاجة إليه ضرورية وليست ترفيهية او تثقيفية، وأعرب هؤلاء الطلبة عن استياءهم من الأسعار الخيالية للإصدارات العلمية، داعين مختلف دور النشر المتخصصة فيها إلى التخفيض من ثمنها حتى يتمكّنوا من اقتنائها، معتبرين أن بعض العارضين في الأجنحة غير مؤطرين، وهو ما يجعل الكثير منهم ومن الباحثين عن الكتب يدخلون في دوامة ومتاهة البحث عن العناوين التي يرغبون فيها وما يلاحظ في دور النشر حسب رأي محدثنا إنها مؤسسات ذات طابع ربحي أكثر منها ترويجي. من جهة أخرى، شهدت أجنحة دور النشر المتخصصة في الروائيات سواء المكتوبة باللغة العربية أو الفرنسية حضورا مكثفا من الزوار، مما يعكس اهتمام الجزائريين بطابع الكتاب الروائي، ففي جناح منشورات "فيسيرا" كان هناك حضور ملفت للزوار على روايات الكاتب الحبيب السائح وزجليات عبد الرزاق بوكبة ولم يقتصر الإقبال على دور نشر الجزائرية فقط فجناح "غالميار" الفرنسي شهد استقطاب عدد هائل من جمهور المعرض لما قدمه من إصدارات لروايات جديدة، وكان معرض الكتاب هذا العام موعدا للقاء الكثير من الكتاب وأصحاب الإصدارات الجديدة بأصدقائهم الافتراضيين أو "الفيسبوكيين" الذين جاءوا من مختلف الجهات وولايات الوطن لحضور عملية البيوع بالتوقيع لكتابهم المفضلين، وناقشوا معهم الكثير من القضايا وما يلاحظ على هؤلاء الأصدقاء الافتراضيين عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" إلمامهم ومتابعتهم لجديد كتابهم.