"عقدة عدم التغيير" سببها عقول من يدرّسون في الجامعات واصل الشاعر أدونيس إثارته الجدل كعادته عبر إطلاقه مجموعة آراء خلال أمسيته ضمن مهرجان الفحيص الأردني في دورته الرابعة والعشرين، بحضور العشرات من الأكاديميين والسياسيين، بينهم وفدٌ من البرلمان ومجلس البلديات الإيطالي وجمهور كبير في مقابل غياب الأسماء الأدبية المعروفة في الأردن. وقال أدونيس بعدما ألقى 3 قصائد، ورفض الإجابة نهائياً عن سؤال حول موقفه من مآل الوضع العربي الآني "أفضّل الحديث فكرياً لا سياسياً"، مضيفا "النقطة الأساسية أننا بحاجة ماسة إلى إعادة قراءة الموروث ولفظ تاريخ امتداح السلطة القائم على الكذب، والذي أهمل فعل اليد العربية الخلاّقة لمصلحة تمجيد غير الخلاّقين". وأضاف صاحب "أغاني مهيار الدمشقي" أن الأحداث العربية منذ عام 2011 حتى اليوم فتحت الباب على مصراعيه لمُحاكمة المستوى الثقافي، وإدراك أن التاريخ الذي درسناه في الجامعات إيديولوجي تعبوي يمضي في اتجاه واحد يجب نسيانه كلّياً، وإعادة النظر في كل شيء بما في ذلك تحوّل بعض العاديين إلى نُخب تعتقد أنها مُحرّكة". وتابع "لا يوجود شاعر عربي كبير انطلق من فكرٍ ديني فئوي على مدى 14 قرناً جهة إحداث ثورة فكرية مؤثرة بعمق بصورة جذرية لافتة ومهمة". وأكد أيضا "برهن المسلمون أنهم ليسوا في مستوى الرؤية الإسلامية للعالم وربما خسروها وأهملوا كل شيء، والمشكلة تنبع من عندنا، فنحن كسالى وتبعيون وتابعون، وإذا عبّرنا بقليلٍ من الحرية تقمعنا المؤسسة، وصرنا بلا حاضر، وبالتالي بلا مستقبل، وبالمعني الحضاري غير موجودين.. ما نملكه مجرد صفر كبير على الطاولة"، مضيفا أن "أُفرّق بين الفرد العربي من طاقات ومواهب وإبداعات، وبين المؤسسات، وفي لبنان مثال واضح إذ يتصدر اللبناني طليعة العالم، لكن مؤسسات بلده في آخر الركب". ورأى أدونيس أن "عقدة عدم التغيير" سببها "عقول من يدرّسون في الجامعات"، مشدداً على أن الحداثة ليست تطوّراً يطال المركبات والطائرات، وإنما نقلة نوعية في الفكر، و"قد كان جبران خليل جبران أحد أعمدتها رغم اتهامه بأنه لا يعرف اللغة العربية". وقال "نحن اليوم عائمون في الفضاء، وهناك من يريد إعادتنا إلى عصرٍ قديم لا علاقة له بالواقع، وهذا محال لكن إرادتنا المسلوبة المستسلمة تجعلنا عرضة لكل شيء طالما نصمت عن قول لا، ونعجز عن فهم ما يحدث خلف المشهد الظاهر".