سوناطراك تواجه ضغوطا شديدة من المشترين الأوروبين كشفت الوكالة الروسية "انترفاكس جلوبال انرجي" المتخصصة في الطاقة في تقريرا لها أمس، أن مستقبل الصادرات الجزائرية من الغاز، بات غير واضح، في ظل التراجع الكبير في مردودية الآبار بحقول "حاسي الرمل"و"حاسي مسعود" وتأثر باقي المشاريع الجديدة التي كانت تراهن عليها سوناطراك بأزمة أسعار المحروقات في وقت يهدد ارتفاع الطلب الداخلي أن تتحول الجزائر من دولة مصدرة للغاز إلى مجرد دولة مكتفية ذاتيا من هذه المادة. وجاء في تقرير للوكالة المذكورة أعلاه تحت عنوان "بقعة ضوء على سوناطراك ومستقبل آبارها الغير مطمئن"، أن "مساعي سوناطراك في تعظيم إنتاجها من الغاز كسبيل لتعويض شح المداخيل المتأتية من البترول ستكون مهمة صعبة"، ونقل التقرير عن محمد بغول وهو مستشار مستقل للنفط والغاز "أن نحو 50 بالمئة من إنتاج الجزائر مصدره أحواض بمنطقة حاسي الرمل وحاسي مسعود"، مضيفا أن المنشآت في هذه المناطق "قد استنزفت وبلغت مراحل متقدمة تحد من مردودية إنتاجها". وفي شهر أوت الماضي، قال وزير الطاقة صالح خبري إن البلاد تهدف إلى زيادة إنتاجها الغازي بنسبة 13 بالمئة إلى 151 مليار م3 سنويا في آفاق 2019 وهي أرقام صعبة المنال في ظل الوضع الحالي حسب الخبراء وقال بغول إنه "حتى وإن تم تحقيق هذا الهدف فإنه يبقى أقل من مستويات الإنتاج التي بلغتها الجزائر سنة 2008 والمقدرة ب 154 مليار متر مكعب"، مضيفا أن "العائق الرئيسي الذي يواجه الخطط الحكومية للرفع من الإنتاج هو تراجع الاحتياطات وتردي قدرات الإنتاج". وعرج تقرير الوكالة الروسية على عامل آخر من العوامل التي تعيق رفع الإنتاج والمتمثل في ارتفاع الطلب الداخلي والذي يساهم حسب التقرير في "تقييد الكميات المتاحة للتصدير" حيث يتحمل الارتفاع الملفت للإحتياجات المحلية من الغاز تراجع الصادرات الجزائرية من هذه المادة بنسبة 7.5 بالمئة خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2015 "حسب ارقام بنك الجزائر. وفي هذا الصدد، ينقل التقرير عن نيوكولاس وايد، كبير الباحثين في مؤسسة ميناس وشركائه والتي تقوم باستشارات لصالح الشركات الطاقوية العاملة بالجزائر أن "الأمور تسير على ما يرام إلى حد ما بالنسبة لإنتاج الغاز في الجزائر، لكن إذا لم توجه المزيد من الكميات المستخرجة نحو التصدير، فإن العائدات ستواصل التراجع بشكل خطير"، وما لاحظناه حقا في الجزائر هو زيادة الاستهلاك المحلي بشكل كبير وطالما أن الطلب المحلي آخذ في الإرتفاع هناك لن تكون القدرة على التصدير والاستفادة من العائدات متاحة بالشكل المرغوب". وعاد نيكولاس وايد ليوضح أكثر في هذه المسالة "إنه واحد من لائحة طويلة تستنزف احتياطات الغاز في هذا البلد، فحصة الطلب الداخلي لم تكن تتجاوز ال35 بالمئة قبل عشر سنوات وهي اليوم تهيمن على 70 بالمئة من الإنتاج الغازي للجزائر". لكن الإنتاج وحده لا يلخص محنة سوناطراك التي تواجه "ضغوطا شديدة من المشترين الأوروبين على ضرورة مراجعة عقود البيع وتخفيض الأسعار بما يوافق التراجع الذي مس أسعار النفط، ذلك أن أسعار الغاز تعتمد على أسعار البترول في فهرستها"، حسب ما نقله التقرير عن مهدي هارون وهو شريك في شركة المحاماة "كينج اند سبالدينج" الذي أضاف أن "كثيرا من المشترين خفضوا من طلباتهم إن لم يكونوا أصلا بصدد إنهاء عقودهم «
