بدأ الناخبون الأتراك التصويت، أمس، الأحد، لاختيار رؤساء بلدياتهم، في انتخابات تشكل اختباراً لإدارة الرئيس رجب طيب إردوغان، العازم على استعادة إسطنبول بعد هزيمة 2019. وفتحت أولى مراكز الاقتراع في الساعة 7:00 (4:00 بتوقيت غرينتش) الأحد في شرق تركيا، على ما أفاد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية»، بينما بدأت عمليات التصويت في المدن الكبرى، مثل أنقرةوإسطنبول وفي غرب تركيا بعد ذلك بساعة، على أن تنتهي في الساعة 17:00 (14:00 بتوقيت غرينتش). وألقى إردوغان بكل ثقله في الحملة الانتخابية، فجاب البلد البالغ عدد سكانه 85 مليون نسمة، إلى جانب مرشحي حزب «العدالة والتنمية» الذي يتزعمه، وعقد مهرجانات انتخابية بوتيرة وصلت أحياناً إلى 4 مهرجانات في اليوم. وخاض شخصيا معركة مرشحه لإسطنبول مراد كوروم، وهو وزير سابق يفتقر إلى الشعبية، غالبا ما يظهر في لافتاته إلى جانب الرئيس. ويسعى إردوغان عبر هذه الانتخابات الثأر للإهانة التي تعرض لها بهزيمة حزبه عام 2019 أمام رئيس البلدية المنتهية ولايته أكرم إمام أوغلو في العاصمة الاقتصادية للبلاد أحد أبرز معاقل حزبه. ويرى مراقبون أنه في حال إعادة انتخاب أكرم إمام أوغلو، فإن ذلك سيُكسبه نقاطا في الانتخابات الرئاسية لعام 2028. والسبت، قبل يوم من الانتخابات، عقد إردوغان ثلاثة تجمعات انتخابية في إسطنبول، القسطنطينية السابقة التي يصفها بأنها «الجوهرة، الكنز، قرّة عين أمّتنا» والتي كان رئيس بلديتها في التسعينات قبل أن يصبح رئيسا لتركيا. وخلال تلك التجمعات، تحدث مجددا عن «أوجه القصور» لدى إمام أوغلو الذي وصفه بأنه شخص طموح لا يكترث كثيرا لمدينته و«رئيس بلدية بدوام جزئي» مهووس بالرئاسة. وقال قبل توجّهه للصلاة في مسجد آيا صوفيا «أُهملت إسطنبول على مدى السنوات الخمس الماضية. نحن نسعى لإنقاذها من كارثة». ورغم أنّ استطلاعات الرأي تشير إلى تقدّم طفيف لرئيس البلدية المنتهية ولايته، فإن ذلك لا يعني أنّ فوزه محسوم أو شبه محسوم في الانتخابات البلدية، لا سيّما أنّ فوز إردوغان في الانتخابات الرئاسية في مايو جاء مخالفا للتوقعات. وخلافا للانتخابات البلدية التي أجريت عام 2019، فإن المعارضة هذه المرة مشتتة. لم يتمكن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، من الحصول على دعم الأحزاب الأخرى، سواء في إسطنبول لصالح إمام أوغلو أو في أي مدينة أخرى في تركيا.أما حزب الشعوب الديموقراطي «ديم» الموالي للأكراد فيخوض الانتخابات البلدية بمفرده مجازفا بالخسارة أمام الحزب الحاكم المهدد هو نفسه في بعض المناطق بحزب ينيدن رفاه (الرفاه الجديد) الإسلامي. من جهته، أكد رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل السبت فيما كان يقوم بجولة في مدينة إزمير الواقعة في غرب البلاد والتي يتوقع أن تبقى بيد المعارضة مثل العاصمة أنقرة «سنحقق غدا انتصارا عظيما لن يكون هزيمة لأحد (…) ففي النهاية، تركيا هي التي ستنتصر».