صرّح مدير الحماية القانونية للتراث بوزارة الثقافة والفنون، عمار نوارة، اليوم الأربعاء، إن الدائرة الوزارية تسعى إلى إعداد نظام معلومات جغرافي بمقاييس عالمية في إطار الخريطة الأثرية قصد جعل التراث الثقافي ضمن المسارات السياحية على أن يتم إطلاق هذا النظام قريبا ووضعه تحت تصرف السلطات المحلية . وقال نوارة، لدى نزوله في برنامج ضيف الصباح بالقناة الإذاعية الأولى، أن هذه المسارات تندرج في اطار اكتشاف المواقع الأثرية الموجودة عبر التراب الوطني ، من خلال إحصاء 25 ألف موقعا أثريا تم جردها في الخريطة الأثرية وهو ما يعكس الجهود اليومية للباحثين في تجسيد برنامج جرد الممتلكات الثقافية وتثمينها. كما تحدث ذات المسؤول، عن تصنيف 1600 موقع أثري ضمن الحظائر الوطنية الثقافية عبر التراب الوطني والتي تمثل نسبة 43 بالمائة من المساحة الإجمالية للجزائر وتقع خاصة بجنوبنا الكبير. وأشار في ذات الشأن، إلى أن إستراتيجية الوزارة في الحفاظ على الزخم والتأمين على التراث وحفظه خطوة مهمة من شأنها تعزيز الترسانة القانونية لحماية التراث. ويتحقق هذا المسعى- يتابع نوارة- من خلال مراجعة المنظومة القانونية لحماية التراث بتعليمات وزارية انطلاقا من عقد جلسات تشاورية مع كل الفاعلين من المجتمع المدني ومراكز البحث ، أين ستعمل لجنة قانونية متخصصة على مراجعته القوانين و الانفتاح على التشريعات الدولية. من جهة أخرى ذكر نوارة أنه تم إطلاق ستة دفاتر شروط للاستثمار في التراث الثقافي في اطار استغلال الموروث الثقافي بشقيه المادي وغير المادي اقتصاديا كمصدر للتنمية المستدامة. وأثنى مدير الحماية القانونية للتراث بوزارة الثقافة والفنون، على الجهود العلمية للباحثين المختصين الجزائريين في المساهمة في إيداع ملفات تصنيف عدة مقومات ثقافية جزائرية ضمن التراث العالمي للإنسانية منها إيداع ملف الزليج كتراث جزائري وملفات أخرى على غرار الحلي التقليدي وتراث أشويق واللباس التقليدي الجزائري لدى اليونسكو واستنتج نوارة، أن هذه الجهود جعلت الجزائر تحتل الصدارة على الصعيد العربي والإفريقي في تصنيف التراث الثقافي والمركز العشرين على الصعيد العالمي . ومن جهته، اقترح عمار نوارة، ادراج التراث الثقافي ضمن المنهاج الدراسي للمنظومة التربوية والجامعية وذلك بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وأعلن مدير الحماية القانونية للتراث بوزارة الثقافة والفنون عمار نوارة ، عن تنظيم الملتقى الوطني حول نتائج الأبحاث الأثرية بالجزائر من قبل الدائرة الوزارية يومي 29 و 30 أفريل الجاري والذي يعود إلى الواجهة بعد 30 سنة من الغياب. واسترسل ذات المتحدث قائلا "هذا الموعد هو فرصة سانحة قصد عرض نتائج ومخرجات هذه الأبحاث في عدة مواقع أثرية والتعرف على دور البحث العلمي في صون التراث الثفافي" وسيعرف الملتقى مشاركة 50 باحثا من بينهم البروفيسور محمد سحنون باعتباره رئيس البعثة العلمية في الاكتشاف العلمي الهام لمنطقة عين بوشريط كما يقوم حاليا بقيادة أبحاثا علمية أثرية أخرى في موقع انسان تيغنيف بولاية معسكر. دعا عمار نوارة في ختام حديثه لبرنامج ضيف الصباح ، إلى ضرورة إشراك المواطنين وفعاليات المجتمع المدني كطرف فاعل في حماية التراث الثقافي. واعتبر نوارة أنه حان الوقت للجمعيات الثقافية والسياحية الناشطة لإعادة الاعتبار للتراث الثقافي وصونه من كل أشكال السرقة والمساس وعليه، دعا ذات المتحدث إلى تعميم ثقافة تبليغ مصالح وزارة الثقافة والفنون ومصالح الأمن عن جرائم المساس والإتجار غير المشروع للممتلكات الثقافية . كما شدد نوارة على توسيع ثقافة التحسيس بأهمية التراث الثقافي في حياتنا اليومية باعتباره عنصرا أساسيا في الغرس الاجتماعي للعادات والتقاليد لدى الأجيال الصاعدة .