الروتين مشكلة يعاني منه اغلب الناس بسبب تكرر العمل نفسه يوميا ما يجعل من كل الأيام تتشابه وبالضرورة تؤدي للملل، وإن كانت الموظفات تجد متنفس من خلال توجهها للعمل، فربات البيوت ما من حل سوى انتظار أن يرحمها زوجها بخرجه أو ضيافة ما، هذا الذي عبرت به بعض النساء. لطيفة مروان السيدة نورية -تبلغ من العمر أربعين سنة ربة منزل منذ عشرين سنة- قالت "رغم أن أولادي في طولي إلا انه يمنعني من الخروج، فكل ما اعرفه هو التنظيف والطبخ، حتى انه لا يقوم بأخذي في نزه، فما إن اطلب ذلك حتى يبد بالشكوى انه تعب أو مريض، وعندما اطلب الإذن بالخروج مع أولادي يمنعني ويخبرني انه سيرافقني لاحقا، لكن اعلم النتيجة الجلوس بالبيت، وكأني حارسة المنزل الممنوع عليها تركه، اعلم أن الزوجة مكانها بيتها لكن أضحيت لا احتمل تكرر اليوم نفسه معي، ومقابلتي لأسوار المنزل التي حفظت كل نقطة منها، وحتى التلفزيون لم يقلل من السأم الذي أعيشه". السيدة ريم -في الثلاثين من العمر متزوجة منذ ما يقارب الخمسة سنوات- روت لنا "زوجي لا يتركني أغادر المنزل إلا برفقته وإذا كانت هنالك مناسبة تدعوا لذلك، كالأعراس أو الحفلات آو اللقاءات العائلية أصبحت ادعوا أن يكثروا من الأفراح لكي أتمكن من التنفس قليلا، أبقى اغلب الأوقات في المنزل مع العلم أني متعلمة ولست ممن تعود على المكوث في المنزل، بالعكس أمضيت اغلب أوقاتي قبل الزواج في الخارج، ما بين الدراسة والنزهات مع الأصدقاء، فتخيلوا وضعي الآن أحس نفسي كأني في سجن مغلق ممنوع علي مغادرته وأنا التي كنت كالطير الحر لا اترك مكان، أصبح الملل رفيقي والتنظيف والطبخ مؤنسي". السيدة نور الهدي -في العشرينيات لم يمض على زواجها سنة كلمتنا خفية عن حماتها كنت قد اشترطت عليه قبل الزواج أن أواصل تعليمي وبعدها احصل على وظيفة لأشغل وقتي بها، كانت موافقته متردد حيث انه اخبرني انه سيرى إن لزم الأمر، ما إن تزوجني حتى منعني من إكمال دراستي بحجة انه يغار علي من وجودي في الشارع لوحدي، ومنعني من الخروج إلا للظرف القسوة والآن أنا متوجهة للطبيب بالتأكيد مع المرافقة وإلا كنت بالبيت، صراحة مع هذه المدة القصيرة بدأت اشعر بالضجر، فكيف يمكنني أن أكمل حياتي هكذا، أتمنى آن ارزق بطفل لعله يملأ علي حياتي ويقلل من الرتابة التي أعيشها". يقول سليم زرقاوي، أخصائي في التنمية البشرية وعلم النفس، أن معظم ربات المنزل تشعر أنها تعيش جحيم لا ينتهي وسط أعباء الروتين اليومي وتحس أنها في دائرة لا تنتهي، الذي قد يعتبره البعض عمل شاق وممل خالي من الإثارة والمتعة، وتنظر للمرأة العاملة على أنها أفضل منها، لعدم تفرغها التام للمهام اليومية الروتينية، ولكي تستطيع العيش بسلامة دون الدخول في حالة من الاكتئاب عليها أن تجد الرضا والسعادة في الأعمال التي تقوم بها، وعليها الاستمتاع بأداء الأعمال المنزلية كوسيلة فعالة للتخلص من أعراض الملل وكذا بإمضاء الوقت مع الأولاد مما ينسيها بعض الأعباء".