سونلغاز تعلن عن فتح 587 منصب شغل بالجنوب    كأس الجزائر لكرة القدم داخل القاعة: ناديا القصر وأتلتيك أقبو أوزيوم ينشطان النهائي في 2 مايو بالقاعة البيضوية    وزارة المجاهدين : الوزارة في مواجهة كل من يسيء للمرجعية ولمبادئ الثورة    مؤتمر رابطة "برلمانيون من أجل القدس": أعضاء الوفد البرلماني يلتقون بإسماعيل هنية    الحراك الطلابي العالمي الدّاعم للفلسطينيّين يصل إلى كندا وأوروبا    كتابة الدّولة الأمريكة تُوجّه انتقادا حادّا للمخزن    الفريق أول السعيد شنقريحة يشرف على افتتاح أشغال الاجتماع السنوي لإطارات العتاد    مولودية الجزائر.. خطوة عملاقة نحو التتويج باللقب    النخبة الوطنية تتألق في موعد القاهرة    الترجي التونسي لدى الرجال يتوّج باللقب    وزير الموارد المائية والأمن المائي من سكيكدة: منح الضوء الأخضر لتدعيم وحدة الجزائرية للمياه بالموظفين    برج بوعريريج.. 7 مخازن عملاقة لإنجاح موسم الحصاد    مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي: انطلاق ورشات تكوينية في مهن السينما لفائدة 70 شابا    "حكاية أثر" مفتوحة للسينمائيين الشباب    باتنة: إجراء عمليات زرع الكلى بحضور أطباء موريتانيين    الصحراء الغربية: إبراز دور وسائل الإعلام في إنهاء الاستعمار خلال ندوة بالإكوادور    الصهاينة يتوحّشون في الضّفة    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 34 ألفا و454 شهيدا    تربية: التسجيلات في السنة الأولى ابتدائي بداية من هذه السنة عبر النظام المعلوماتي    الرئيس يكرّم قضاة متقاعدين    مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري يثمن قرار خفض نسب الفائدة على القروض الاستثمارية    الجزائر الجديدة.. إنجازات ضخمة ومشاريع كبرى    الكرة الطائرة/ بطولة إفريقيا للأندية/سيدات: جمعية بجاية تتغلب على ليتو تايم الكاميروني (3-2)    1000 مليار لتعزيز الأمن في المطارات    انطلاق أشغال منتدى دافوس في الرياض بمشاركة عطاف    الجزائر وفرت الآليات الكفيلة بحماية فئة المسنين وتعزيز مكانتها الاجتماعية    لحوم الإبل غنية بالألياف والمعادن والفيتامينات    خنشلة: التوقيع على اتفاقيتي تعاون مع مديريتي الشؤون الدينية والتكوين المهني    ممثلا لرئيس الجمهورية, العرباوي يتوجه إلى كينيا للمشاركة في قمة المؤسسة الدولية للتنمية    بوغالي يؤكد أهمية الاستثمار في تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي    انعقاد الدورة الأولى للمشاورات الجزائرية-القطرية    مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي: طرح الصعوبات التي يواجهها المخرجون الفلسطينيون بسبب الاحتلال الصهيوني    بغالي: الإذاعة الجزائرية ترافق الشباب حاملي المشاريع والمؤسسات الناشئة من خلال ندواتها    البليدة: إطلاق أول عملية تصدير لأقلام الأنسولين نحو السعودية من مصنع نوفو نورديسك ببوفاريك    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة بالنسبة لمطار أدرار    مؤسسات ناشئة: إطلاق مسابقة جوائز الجزائر للتميز    حج 2024: دورة تدريبية خاصة بإطارات مكتب شؤون حجاج الجزائر    فلسطين : العدوان الإرهابي على قطاع غزة من أبشع الحروب التي عرفها التاريخ    نطق الشهادتين في أحد مساجد العاصمة: بسبب فلسطين.. مدرب مولودية الجزائر يعلن اعتناقه الإسلام    مباشرة إجراءات إنجاز مشروع لإنتاج الحليب المجفف    استئناف أشغال إنجاز 250 مسكن "عدل" بالرغاية    لا صفقة لتبادل الأسرى دون الشروط الثلاثة الأساسية    دورة تكوينية جهوية في منصة التعليم عن بعد    حساسية تجاه الصوت وشعور مستمر بالقلق    إنجاز جداريات تزيينية بوهران    15 ماي آخر أجل لاستقبال الأفلام المرشحة    أكتب لأعيش    هدم 11 كشكا منجزا بطريقة عشوائية    لو عرفوه ما أساؤوا إليه..!؟    الاتحاد لن يتنازل عن سيادة الجزائر    رياض محرز ينتقد التحكيم ويعترف بتراجع مستواه    بيولي يصدم بن ناصر بهذا التصريح ويحدد مستقبله    تفكيك مجوعة إجرامية مختصة في السرقة    منظمة الصحة العالمية ترصد إفراطا في استخدام المضادات الحيوية بين مرضى "كوفيد-19"    حج 2024 : استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    مدرب مولودية الجزائر باتريس يسلم    دروس من قصة نبي الله أيوب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أزواج يستولون على مرتبات زوجاتهم وآخرون يختلسون أموالهن
عمل المرأة يجعلها محل طمع بعض الرجال
نشر في السلام اليوم يوم 07 - 04 - 2012

يعتمد بعض الرجال على زوجاتهم أو بناتهم في توفير مصاريف البيت, ويستولي البعض منهم على مرتباتهن, مستخدمين معهن أساليب العنف أو التهديد وهذا ما يتسبب في العديد من المشاكل والخلافات داخل الأسر.
تتعدد الأسباب التي تشعل النزاعات داخل الأسرة وأسوءها الخلاف بين الزوجين بسبب راتب الزوجة, فبعض الأزواج يعتبر راتب الزوجة حقا مكتسبا له لقبوله خروجها من المنزل, وأنه مساهمة منها في الأعباء الأسرية, بينما تتمسك بعض الزوجات بما أوجبه الإسلام على الزوج من مسؤولية تحمل الاحتياجات المالية للأسرة, الأمر الذي يفتح الباب واسعا أمام الشقاق والتنازع الذي قد يصل إلى ساحات المحاكم وينتهي بالطلاق. فمن المعروف أن الرجل هو المسؤول عن مصاريف البيت وتحمل أعباء العائلة من احتياجات الحياة اليومية, ولكن ما أصبح متداولا في مجتمعنا اليوم هو انعكاس الأدوار واعتماد بعض الرجال على زوجاتهم أو بناتهم في توفير متطلباتهم الخاصة, لتنقلب الموازين وتصبح المرأة هي من تضطر إلى العمل لتوفير مصاريف البيت, وهناك من تمارس عليها القوة في حال رفضت المساهمة براتبها في مصاريف البيت. قررنا الاقتراب من نساء عاملات وأخريات توقفن عن العمل بعد إصابتهن بأمراض ليجدن أنفسهن دون معيل بالرغم من تضحياتهن لسنوات طويلة في العمل من أجل إعالة أسرهن ولكنهن لم يجدن من يقف إلى جانبهن وقت الحاجة.
راتب الزوجة يجعل بعض الأزواج إتكاليين
السيدة «مليكة» هي أول من وجدناها لتحكي لنا عن تجربتها المريرة التي خدعت بعد زواجها من رجل أوهمها أنه يعمل ولديه بيت لتجد أن كل ما أخبرها به أكاذيب, وهو ما جعلها تضطر للعمل لإعالة بيتها, خاصة بعد ما رزقت بطفل مما جعل أعباء المنزل تتراكم عليها فتضطر إلى العمل لساعات إضافية لتوفير مصاريف إيجار البيت وحتى توفير متطلبات زوجها من أبسط الأمور, وتبريره لها عندما تصارحه أنها تعبت من تحمل الأعباء بمفردها هو أنه لم يجد عملا ويخجل من العمل في شيء لا يليق به حسب ما أخبرتنا به.
في حين عبرت «جميلة» عن حزنها من الاستغلال الممارس عليها, وهي التي ظنت أنها سترتاح من اعتماد والدها عليها في إعالته بعد ما تعبت في العمل لسنوات وقررت التهرب من المسؤولية لتكرس حياتها لتربية أطفالها وبناء أسرة بالزواج من رجل ظنت أنه سيسترها في بيت وسيجعلها ترتاح من مصاريف الحياة اليومية خصوصا عندما أوهمها أنه يعمل كإطار في شركة, وهذا ما جعلها تسرع في إجراءات الزواج لتجد نفسها واقعة في دوامة من الأكاذيب بعد ما علمت أنه كان يعمل بناء وتوقف عن العمل بعد زواجها به لتجد نفسها مضطرة للعمل لدفع إيجار البيت وتوفير مصاريفه, وما زاد من انزعاجها أنه لا يشعر بتعبها في العمل ولا يساعدها في ترتيب المنزل, ويطلب منها أن تقرضه المال لشراء السجائر لتجد نفسها أمام نفس السيناريو الذي كانت تواجهه في بيت والدها على حد تعبيرها.
إن رفض بعض النساء منح المال لأزواجهن يعرضهن للضرب من قبلهم وهذا ما يجري مع «ليلى» التي تقول: «قررت الزواج من رجل كنت أظن أنه سيضمن لي مستقبلي أنا وأولادي, ولكن منذ أن توقف عن العمل بدأ في استغلالي, ولم يكتف بأني أساعد في مصاريف البيت وأوفر احتياجات أولادي الخمسة, بل يضربني ويشتمني حين أرفض إقراضه المال, وما زاد من انزعاجي هو أنه يسرق مني المال ليبذره في تناول الكحول».
وهو نفس ما حدث لزوجة عملت لسنوات طويلة وكانت تعيل أسرتها الكبيرة عندما فشل زوجها في الحصول على عمل, وكانت تدخر البعض من المال الذي تحصل عليه لشراء منزل يضمن مستقبل أطفالها, لتكتشف فيما بعد أن شقاء وتعب السنوات التي ضيعتها في العمل وآمالها في شراء منزل يستر أطفالها ضاعت عندما اكتشفت أن المال الذي ادخرته سرقه زوجها وبذره في لعب القمار, وتؤكد أنه رغم كل هذا, إلا أنها تعرضت للعنف منه مما جعلها تطلب الطلاق منه, وما زاد الطين بلة أنها طردت من المنزل عند تراكم ديون الإيجار خصوصا بعد توقفها عن العمل بسبب مرضها.
أما «جميلة» فهي إحدى السيدات التي رهنت حياتها في سبيل توفير حياة هنيئة لأسرتها, إلا أنها لم تتوقع يوما ما حدث لها, فبعد أن عملت لسنوات طويلة لشراء بيت, وجدت نفسها تلقى مصيرا مجهولا في الشارع مع أولادها بعد ما ضاعت سنوات عملها وتعبها بسبب خداع زوجها لها وثقتها العمياء به, حيث تقول: «صبرت على زوجي بعد ما توقف عن العمل منذ عدة سنوات وقررت العمل لساعات إضافية لتوفير المال الكافي لشراء منزل, ولعدم تمكني من إكمال الأوراق الخاصة بشراء المنزل, طلب مني زوجي أن أكتبه باسمه وأنه سيغيره باسمي عندما أتمكن من إحضار أوراقي, ولكنه كان في كل مرة يتهرب عندما أفتح له هذا الموضوع, فقررت أن أتركه باسمه, وكنت أثق فيه كثيرا, ولكنه بمجرد توقفي عن العمل مؤقتا بسبب مرضي بدأ يثير المشاكل فنشبت بيننا خلافات بسيطة, وما فاجأني أنه طردني خارج البيت مع أولادي مع أن البيت من المفروض أنه ملكي, وأثار الفضائح أمام الجيران, ولكن كونه مسجل على اسمه خدعني ولم يشفق حتى على أولاده, وهذا ما جعلني أضطر إلى العمل بالرغم من مرضي لإعالة أطفالي وتوفير المال لأستأجر منزلا بعد ما كان لي منزل أملكه, وما زاد من معاناتي هو علمي بأنه تزوج بعد ذلك, وقد فضل زوجته على أولاده الذين هم من صلبه, وأنا أعيش في صدمة نفسية, لأني لم أتقبل أن تعيش امرأة أخرى في بيتي الذي حصلت عليه بعد تعب كبير في عملي, وأن زوجي لم يحترم العشرة الطويلة بيننا وخدعني, فضمن مستقبل زوجته بسببي وسلب مني حقي في ملكية المنزل».
أزواج ينكرون الجميل ويختلسون أموال ومجوهرات زوجاتهم
كثيرا ما تسعى المرأة جاهدة لتحقق طموحاتها من أجل مستقبل أفضل, وهناك من عملت لسنوات طويلة وادخرت لإنشاء شركة خاصة بها لتجد في الأخير أن زوجها هدم جميع آمالها في النجاح, وضيع مستقبلها بعد ما اختلس الأموال التي جنتها من عملها ونجاحاتها في الشركة, وهرب وتركها تتحمل مسؤولية ابنه بمفردها وأغرقها في الديون مع شركات أخرى مما جعلها تخسر كل ما تملكه وتبيع مجوهراتها وتتدين من أقاربها لسد الدين, وتعمل في إحدى الشركات وبعد أن كانت من العائلات الميسورة, أصبحت من العائلات المحدودة الدخل بسبب تصرفات زوجها الطائشة, وهذا ما أكدته لنا «سليمة» التي مازالت تعاني من صدمة نفسية حتى الآن, لأنها لم تجد أي تبرير لتصرفات زوجها.
هذا وتشتكي بعض الزوجات من اختلاس أزواجهن لمرتباتهن المدخرة في البنوك بعد تزوير إمضاءهن أو أخذ توكيل منهن وهذا ما حدث مع «فريدة» التي تقول: «كتبت توكيلا لزوجي بعد ما كنت في مهمة خاصة بعملي لشراء احتياجات خاصة لابنتي الصغيرة, لأنه لا يعمل ولم أكن أتوقع أنه سيخدعني بعد أن اكتشفت أنه اختلس جميع أموالي المدخرة من البنك, والغريب أنه ترك ابنتي عند بيت أهلي دون أي شعور, وهرب بمبلغ كبير من المال الذي ادخرته من عملي لسنوات طويلة».
ولا تختلف قصة «إيمان» عن سابقتها, إلا أن زوجها هذه المرة قام بتزوير إمضاء زوجته ليستولي على راتبها, حيث تقول «اكتشفت أن زوجي قام باختلاس أموالي من البنك بعد ما قام بتزوير إمضائي, والغريب في الأمر أنني عندما صارحته بما فعل, قام بضربي وأخبرني بكل جرأة أنه أنفقها في إدمان المخدرات, وهو ما جعلني أطلب الطلاق».
ومن جهة أخرى, هناك من تعرضت للضرب والتهديد بالرغم من أنها كشفت أن زوجها يسرق منها راتبها لإنفاقه في إدمان المخدرات وهو ما حدث مع «كريمة» التي تقول: «اضطررت للعمل بعد توقف زوجي عن العمل وكنت أضع مرتبي في البيت, وفي كل مرة أجد أن المبلغ ناقص, إلا أن اكتشفت أن مجوهراتي مسروقة وحتى مرتبي الذي حصلت عليه من العمل فغضبت, وعندما أخبرت زوجي بالأمر ضربني وأخبرني أنه أنفقها في إدمان المخدرات, وعندما طلبت منه الطلاق, هددني بأنه يجب علي أن أدفع له مبلغا من المال ليوافق على الطلاق».
وهناك من تتعرض للتهديد من زوجها بعد اكتشافها أنه يسرق راتب عملها وينفقه في خيانتها مع صديقته ويبذره في الملاهي الليلية, وهذا ما حدث م ع»منال» التي اكتشفت أن زوجها كان يسرق منها راتب عملها من البنك بعد ما وثقت به وكتبت له توكيلا وينفقه في قضاء نزواته مع النساء, وفوق ذلك قام بضربها وبعدما طلبت منه الطلاق ساومها بأن تكتب له تعهدا بأن تدفع له راتبها الشهري من العمل مقابل أن يمنحها حريتها وهذا ما جعلها توافق على الأمر مقابل أن تنال حريتها وتحافظ على كرامتها».ويلجأ بعض الأزواج إلى اختلاق حجج لزوجاتهم للاستيلاء على مرتباتهن, وهذا ما يحدث مع «نادية» التي تقول: «اضطررت لإعطاء جزء كبير من مرتبي لزوجي والاحتفاظ بما تبقى مقابل أن يسمح لي بالعمل وقد قبلت بشرطه, لأنه ليس لدي أي خيار, لأني أشعر بالملل في البيت, والغريب في الأمر أنه وصل به الأمر إلى أن يطمع فيّ ولا يصرف على البيت من ذلك المبلغ, بل يتركني أصرف على طفلي من المبلغ البسيط المتبقي لي».
ساعدته على شراء بيت في المهجر فطردها منه
«سلمى» هي الأخرى دفعت الثمن غاليا بعد موافقتها بالزواج من رجل لا تعرف عنه شيئا, ولكنها وافقت لإعجابها بشخصيته قبل الزواج, كما أوهمها أنه يعمل في انجلترا, ولديه بيت هناك, لتصدم بعد زواجها منه أنه لا يملك شيئا هناك, ولا يعمل, وهذا ما جعلها تعمل في بلاد المهجر, وكانت تدفع إيجار البيت وتتحمل كل المصاريف, وفوق ذلك يطلب منها إقراضه المال, وعند إكمالها لتسديد البيت انتقلت ملكيته باسمه كونه يحمل الجنسية وطردها منه واكتشفت فيما بعد أنه تزوج من صديقته, فوجدت نفسها غريبة في بلد لا تعرف عنه شيئا, ولم تجد أحدا يقف إلى جانبها, ولحسن حظها أن السفارة ساعدتها على الرجوع إلى بلدها وهي تعيش في حالة نفسية سيئة, لأنها لم تكن تتوقع أن تتغير سلوكيات زوجها بعد الزواج بهذه الطريقة, ولم تتقبل ما جرى لها واعتبرته ظلما في حقها.
حتى بعض الآباء يستولون على مرتبات بناتهم
لا يقتصر الأمر على الأزواج, بل أصبح الأمر نفسه ينتهجه بعض الآباء أو الأخوة, حيث تقول «جميلة»: «أبي يستغلني ويهددني بالطرد من المنزل بعد وفاة والدتي إذا لم أمنحه جزءا من راتب عملي كل شهر, وما يزعجني أنه ينفقه في شرب الكحول والتدخين بالإضافة إلى أنه يعتمد علي في مصاريف البيت, وأنا لا أستطيع ادخار أي مبلغ من المال لأستطيع توفير جهاز زواجي أو بناء مستقبلي».
وهناك من الأولياء من يفرضون شروطا على بناتهم للسماح لهن بالزواج من فارس أحلامهن, وهذا ما حدث مع «كريمة» التي تقول: «عملت لسنوات طويلة لإعالة والدي بعد موت والدتي مع أنه قادر على العمل, إلا أنه كان يستغلني ويستولي على نصف مرتبي لإنفاقه في شراء التبغ وشرب الكحول, والغريب في الأمر أنه عندما قررت الزواج, رفض هذا الموضوع, ووضع لي شروطا لكي يقبل بزواج,ي وهي أن أكتب له تعهدا بأني سأمنحه نصف راتبي حتى يقبل بزواجي, ولأني كنت مضطرة لذلك, قبلت بالأمر ولم أكن أتوقع أن أقرب الأشخاص إلي سيفعل بي هذا الأمر, وكان تبريره لهذا التصرف الغريب هو أنه تعب في تربيتي, وهذا رد للجميل الذي قام به معي».
سلب الراتب الشهري للزوجة يدخلها في حالة نفسية سيئة
تقول الدكتورة «نبيلة صابونجي» مختصة في علم النفس الاجتماعي: «تسود في مجتمعنا ظاهرة غريبة وهي تحمل الزوجة أو الشابة مسؤولية الرجل والمرأة معا, فهي تضطر إلى الخروج للعمل إما لكسر روتين البيت اليومي ولتشعر بالتجديد وتكسر الملل, وإما عندما تشعر أن الزوج قد قصر في واجباته ولم يتحمل مسؤولية أعباء المنزل من مصاريف, وهناك بعض الأزواج يستغلون الموقف ويتوقفون عن العمل بالرغم من أنهم قادرون على ذلك ويبدأون بفرض حجج على الزوجة لتبرير تصرفاتهم, فيعتبرون أن سيطرتهم على راتب الزوجة هو حق مشروع لهم باعتبار أن الزوجة ستقصر في واجباتها تجاه بيتها أو أنها من واجبها مساعدة زوجها في مصاريف البيت, ولكن هذا التبرير غير مقبول, لأن الرجل ليس له الحق في سلب المرأة راتبها الذي تجنيه بعد شقاء طويل وتعب كبير في العمل, فتنقلب الموازين, وتصبح المرأة هي من تتحمل أعباء مصاريف البيت, وعندما تدخل إلى البيت متعبة تضطر إلى القيام بواجباتها من تربية الأبناء وأشغال المنزل الشاقة, وهذا ما يزيد الضغوط عليها, فتتراكم عليها المشاكل وتشعر أنها تتحمل فوق طاقتها فتصاب بضغط نفسي وانهيار عصبي, وما يزيد من حالتها سوءا عندما تصبح مصدر استغلال من عائلتها أو من زوجها وتسلب منها حقوق راتبها فتشعر بالظلم والاحتقار, وأنها تعيش حياة غير مستقرة, وتعاني من اضطهاد واستغلال فتشعر بالقلق والإحباط وحتى الاكتئاب نتيجة ما تعانيه من مشاكل سواء في البيت أو العمل, وهذا ما يجعلها تحاول الدفاع عن نفسها لترد اعتبارها وتحافظ على كرامتها بمصارحة زوجها أو عائلتها أنها لم تعد تتحمل هذا التصرف غير اللائق, وهذا ما يجعلها تعيش في خلافات متكررة مع زوجها أو عائلتها, ولكن الكثير منهم لا يقدرون مشاعرها وأحاسيسها فيكون رد الفعل دائما عكسيا باستخدام العنف اللفظي أو المعنوي بالضرب أو الشتم, وهذا ما يشعرها بالإهانة والتهميش وتنشأ لديها حالة من الغضب الهستيري والرغبة في الانتقام, وتتجرد من أنوثتها ورقتها لتصبح عدوانية قد ترتكب جريمة قتل تجاه الشخص الذي يضطهدها لاشعوريا نتيجة الغضب الشديد من سلبها لحقوقها أو استغلالها بشكل غير مبرر من الزوج أو عائلتها أو تنهي حياتها التعيسة بوضع نهاية لحياتها, خاصة عندما يستخدم الزوج معها أساليب استفزازية كتهديدها بحرمانها من أطفالها أو عدم السماح لها بالطلاق وتقييد حريتها ووضع شرط سلبها لراتبها الذي تجنيه بعرق جبينها لقبول طلباتها, وهذا ما يجعلها تشعر بالاضطراب النفسي, وأنها مخيرة بين شيئين لا يمكن أن تتنازل عنهما, وهذا ما ينشئ لديها العدوانية نتيجة عدم تقبلها لما تعيشه من ظلم, فقد تلجأ إلى ارتكاب الجريمة لتشعر بالراحة النفسية, ويؤثر الخلاف بين الزوجين حول الراتب الشهري على الكثير من الأسر التي تنتهي في أغلب الأحيان بالتفكك الأسري, فصحة المرأة النفسية تتأثر بشكل سلبي يصعب علاجه أحيانا جراء الابتزاز الذي تتعرض له من قبل شريك الحياة».
سلب راتب المرأة الشهري يخالف تعاليم ديننا الحنيف
يقول الدكتور «عبد الله بن عالية», أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الخروبة: «إن ديننا الإسلامي لم يجبر الزوجة على الإنفاق على الزوج, لأنه كلف الرجل بالإنفاق على الزوجة, وإن كانت تملك مالا, لكن ما نلاحظه في مجتمعنا هو عدم التزام بعض الأزواج بتعاليم وقيم دينهم,والسبب في انتشار هذه الظاهرة هو ابتعاد بعض الرجال عن الوازع الديني, فالمرأة واجبها فقط هو العناية ببيتها وأولادها ولا مانع من أن تعمل وتساعد في مصارف البيت مع زوجها إذا كان هذا بإرادتها ولا يجوز أن يجبرها الرجل على ذلك بالإكراه أو الابتزاز, لأن الإسلام أوصى باحترام المرأة وعدم سلب حقوقها باستعمال أساليب العنف غير المبرر والذي يضر المرأة من الناحية النفسية ويدمر العائلة ويهدد استقرار المجتمع, لأن الأسرة هي نواة المجتمع, فالدين حدد واجبات للرجل تجاه أسرته وهو الإنفاق على أطفاله وزوجته وتحمل مسؤولية وأعباء منزله, ولم يذكر ذلك في واجبات المرأة, والإسلام كان واضحا كل الوضوح فقد قال تعالى: «وعلى الموسع قدره» وقوله صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرا». فالمرأة عندما ترى أن الزوج بحاجة وهي تملك المساعدة وترغب في ذلك, فالإسلام لا يمنعها من ذلك, ولكن لا يمكن للرجل إجبارها على ذلك بالقوة, فالأصل أن الإنفاق يكون من قبل الزوج, ولا يحق له إجبارها على الإنفاق, ف»الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا وللرجال عليهن درجة», فالآية الكريمة تشير وبشكل واضح إلى إلزام الرجل بالإنفاق على زوجته وإن كانت ميسورة الحال, فالقوامة هنا قوامة إشراف لا قوامة سيطرة واستبداد».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.