موقع إلكتروني لجامع الجزائر    هذه تواريخ سحب استدعاءات المترشّحين    بن قرينة: الرئاسيات ضمان للاستقرار المؤسساتي    اتفاقية توأمة بين مدرسة الحماية المدنية ونظيرتها التونسية    افتتاح صالون باتيماتيك    إقبال واسع على معرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط    طاسيلي للطّيران..رحلتان يوميا على خط الجزائر - باريس    طريق السلام يمرّ عبر تطبيق الشرعية الدولية    غيريرو يغيب عن إيّاب رابطة أبطال أوروبا    عقب إنزاله إلى الفريق الرديف: ببرودة عميقة .. آدم وناس يرد على قرار نادي ليل الصادم    سيميوني مرتاح للفوز على مايوركا    مصالح الدّرك الوطني تُحذّر من الاحتيال عبر الانترنت    رئيس الجمهورية يُقرّر التّكفّل بالفنّانة بهية راشدي    ثلاث ملاحم خالدة في الذّاكرة الوطنية    جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تنظم لقاءً    على الجميع الالتزام بالمرجعية الدّينية الوطنية    المجلس الإسلامي الأعلى : سنوسي يعرض بالبحرين تجربة الجزائر في توطين الصيرفة الإسلامية    المجلس الشعبي الوطني : يوم برلماني حول "واقع سياسة التشغيل في الجزائر"    جيجل: إعادة فتح حركة المرور بجسر وادي كيسير بعد إصلاحه    وزير الداخلية يشرف بالبويرة على مناورة دولية للحماية المدنية    الأيام السينمائية الدولية بسطيف: 21 فيلما قصيرا يتنافس على جائزة "السنبلة الذهبية"    بموجب مرسوم تنفيذي : إنشاء القطاع المحفوظ للمدينة العتيقة لمازونة بولاية غليزان وتعيين حدوده    يخترع مبررات دائمة لاستمرار العدوان وتوسيع دائرة الصراع .. هنية يتهم نتنياهو ب"تخريب جهود الهدنة"    جيدو/الجائزة الكبرى لدوشانبي: ميدالية برونزية للمصارعة الجزائرية أمينة بلقاضي    "معركة الجزائر" تشحذ همم الطلبة الأمريكيين للتنديد بالعدوان الصهيوني على غزة    القمة ال15 لمنظمة التعاون الاسلامي ببانجول : الوزير الأول يلتقي برئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي    وهران: 50 مشاركا في الطبعة الأولى لصالون التجارة الإلكترونية    بلمهدي يشرف على يوم تكويني لفائدة المرشدين الدينيين المعنيين ببعثة حج 2024    التوعية بمخاطر الأنترنت تتطلب إدراك أبعادها    المرافقة النفسية لعدم العودة إلى الإجرام    السيد بلمهدي يشرف على يوم تكويني لفائدة المرشدين الدينيين المعنيين ببعثة حج 2024    النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية خلال أشغال القمة الإسلامية (15) لمنظمة التعاون الإسلامي    فلسطين: ارتفاع حصيلة الشهداء جراء العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ألفا و683    الصحة العالمية: هجوم الكيان الصهيوني على رفح قد يؤدي إلى "حمام دم"    الجزائر تستنفر العالم حول المقابر الجماعية بغزّة    بطولة إفريقيا للسباحة المفتوحة أنغولا-2024: الجزائر تحصد 6 ميداليات من بينها 3 ذهبيات    هذه توجيهات وزير المالية للبنوك..    حماية الطفولة: السيدة مريم شرفي تستقبل من قبل وزير المصالح الاجتماعية بكيبك    إجراءات للوقاية من الحرائق بعنابة: تزويد محافظات الغابات في الشرق بطائرات "الدرون"    ميلة: قافلة طبية لعلاج المرضى بسيدي مروان    رئيس الجمهورية يهنئ نادي فتيات أقبو    محادثات بين العرباوي والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي    حماية الدولة الوطنية مكسب غير القابل للتنازل    أول وفد لرياضيينا سيتنقل يوم 20 جويلية إلى باريس    عزلة تنموية تحاصر سكان مشتة واد القصب بتبسة    المعالم الأثرية محور اهتمام المنتخبين    وكيل أعمال محرز يؤكد بقاءه في الدوري السعودي    4 شعب تتصدر النشاط وهذه هي "وصفة" تطوير الإنتاج    النزاع المسلح في السودان.. 6.7 مليون نازح    اقترح عليه زيارة فجائية: برلماني يعري فضائح الصحة بقسنطينة أمام وزير القطاع    البروفيسور الزين يتوقف عند "التأويلية القانونية"    الالتقاء بأرباب الخزائن ضمانا للحماية    الشريعة الإسلامية كانت سباقة أتاحت حرية التعبير    برنامج مشترك بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكبر الكوارث في كرة القدم
نشر في الهداف يوم 12 - 04 - 2011

فسقوط الطائرات وحتى اندلاع الحروب، كلها صور من الصور القاتمة السواد للرياضة الأكثر شعبية في العالم، بين هذا وذاك تعددت الأسباب والنتيجة واحدة، آلاف وربما عشرات الآلاف من القتلى وأضعافهم من الجرحى سقطوا ولا زالوا يتساقطون ضحايا لجنون كرة القدم، كوارث كرة القدم لا تعترف بالحدود السياسية ولا الاقتصادية، فمن أوروبا الغربية المتطورة والغنية إلى إفريقيا ما جنوب الصحراء المتواضعة الفقيرة، كوارث كرة القدم لا تفرق بين اثنين فالكل سواسية .
ما بني على باطل فهو باطل
يتداول رجال القانون عبارة ما بني على باطل فهو باطل في إشارة إلى أن الحق لا يمكن أبدا تأسيسه على الباطل، وفي هذا السياق يمكننا أن نضع كرة القدم تلك الرياضة التي يرى عدد من المؤرخين أن بدايتها كانت دموية، فبين من يرى أن الصينيين هم من اكتشفها وبين من يرجح كفة الإغريق أو الفراعنة، يميل التيار الغالب إلى ترجيح ظهورها إلى انجلترا، حيث يقول بعض المؤرخين بأن أصل ظهور كرة القدم يرجع إلى انجلترا حينما قامت جيوش الدنمرك باحتلال البلد سنة 1016 وبعد مقاومة عنيفة انتهت بهزيمة الدنمركيين ومقتل قائدهم سنة 1024 وحينها قام الانجليز بقطع رأس القائد الدنمركي وتداولوا على ركله بأرجلهم، وسرعان ما انتقل هذا التقليد إلى الأطفال الذين أصبحوا يركلون كرة مصنوعة من جلد البقر، حتى بدأت رياضة كرة القدم في التشكل بداية من حدود سنة 1050 ميلادية .
انجلترا مهد كرة القدم ومهد كوارثها
يبدو أن العلاقة التي تجمع بين كرة القدم وانجلترا ليست مجرد علاقة عادية بين رياضة ودولة منشأها أو دولة تضم إحدى أقوى وأقدم البطولات الكروية عبر العالم، بل أن العلاقة التي تجمع بين انجلترا وكرة القدم أبعد من ذلك بكثير، حيث أن أشهر كوارث كرة القدم في التاريخ إما حدثت في انجلترا أو إحدى المقاطعات البريطانية، وإما كانت في مباراة كان أحد طرفيها أو كلاهما من بلاد عاصمة الضباب .
أقدم كارثة كروية في تاريخ المستديرة
تاريخ الثاني من شهر أبريل 1902 كتب وبالبنط العريض أقدم كارثة من كوارث الملاعب على الإطلاق، إذ وخلال مباراة بين المنتخبين الانجليزي وجاره الاسكتلندي ضمن فعاليات كأس الجزر البريطانية، وبينما كانت المباراة تدخل دقيقتها الخمسين والنتيجة تشير إلى التعادل بهدف في كل شبكة، وإذ بالمنصة الواقعة على المدرج الغربي لملعب ايبروكس الشهير في مدينة غلاسكو الاسكتلندية تبدأ في التهاوي نتيجة للأمطار الغزيرة التي شهدتها المدينة في الليلة السابقة للمباراة، وحينها كان المدرج ممتلئا بمئات المشجعين الذين سقطوا من على علو تجاوز العشرة أمتار، ليسقط منهم عشرة موتى في أولى كوارث كرة القدم للقرن الماضي .
ايبروكس ... مقبرة في صفة ملعب
كارثة ايبروكس الثانية حدثت بتاريخ 2 جانفي 1971 برسم ديربي الأولد فيرم الذي يجمع قطبي مدينة غلاسكو الرينجرز والسيلتيك، فبعد مرور 89 دقيقة من دون أهداف تمكن سيلتيك من تسجيل أول أهدافه بنهاية المباراة مما جعل الكثير من مشجعي رينجرز يهمون بمغادرة الملعب، وشاءت الصدف أن يسجل كولين شتاين هدف التعادل للرينجرز في آخر ثانية من الوقت بدل الضائع، وحينها حاول بعض المشجعين الذين كانوا في طريقهم لمغادرة الملعب العودة له لمشاهدة ما حدث بالضبط، فالتقوا بأعداد هائلة من المشجعين الآخرين مغادرين للملعب، مما تسبب في حدوث تدافع شديد أدى إلى مقتل حوالي 66 شخصا وجرح ما لا يقل عن 200 آخرين معظمهم من الأطفال .
كارثة أخرى في أقدم مسابقة كروية
يعتبر يوم التاسع من شهر مارس عام 1946 تاريخا شاهدا على إحدى أقدم كوارث كرة القدم الانجليزية، بل والأكثر من ذلك فان مناسبة هذه الحادثة كانت مباراة ضمن البطولة الكروية الأقدم في العالم ألا وهي كأس الاتحاد الانجليزي، حيث وفي التاريخ المشهود وضمن مباراة جمعت بولتون ضد ستوك سيتي في كأس الاتحاد الانجليزي، تسبب تدافع الجماهير على السياج الواقي بملعب بوردن بارك في انهيار أحد الجدران متسببة في تدافع كبير للمشجعين نجمع عنه مقتل ما لا يقل عن 33 شخصا وجرح أكثر من 400 آخرين حيث أشارت التحقيقات حينها إلى أن السبب في التدافع الذي حدث بالملعب راجع إلى تجاوز عدد المشجعين داخل الملعب القدرات الاستيعابية لمدرجاته .
سيجارة تشعل احتفالات برادفورد بالصعود
التاريخ يوم السبت 11 ماي 1985 وبينما كان فريق برادفورد يحتفل بنيله تأشيرة الصعود إلى بطولة القسم الثاني الانجليزي، اجتاحت النيران إحدى مدرجات الملعب فاتكة بأرواح 56 شخصا، البداية كانت باندلاع النيران في القسم القديم من الملعب قبيل نهاية الشوط الأول حيث قامت قوات الطوارئ بإجلاء الأنصار الذين شاهد أحد عشر ألف منهم التهام النيران للمدرج في بضع دقائق، وحسب التحقيقات فالسبب المرجح لنشوب هذا الحريق هو سقوط سيجارة على كأس من البوليستر وزاد من تفاقم الكارثة المقاعد الخشبية الهرمة وسريعة الالتهاب في المدرجات حينها، بعد الحادث قررت سلطات مقاطعة بوبويل منع استعمال المقاعد الخشبية في الملاعب، كما اتخذت إجراءات صارمة لتأمين الحماية للملاعب .
هيزل الكارثة التي غيرت تاريخ الكرة الانجليزية
شهد نهائي كأس الأندية الأوروبية البطلة لسنة 1985 بين الفريق الأقوى في العالم حينها ليفربول الانجليزي ونظيره الايطالي جوفنتوس حدوث أشهر كارثة كروية في تاريخ كرة القدم والتي حدثت بملعب هيسل البلجيكي ومنه أخذت اسمها، بدأت المأساة بقيام مشجعي الفريق الانجليزي بكسر السور الفاصل بينهم وبين الطليان قبل انطلاق المباراة مما دفع أنصار جوفنتوس إلى التدافع نحو حائط آخر مما تسبب في مقتل حوالي 39 مناصرا وجرح 600 آخرين معظمهم من أنصار السيدة العجوز، ومع ذلك لعبت المباراة وفاز بها جوفنتوس بهدف لميشال بلاتيني من ضربة جزاء اتضح فيما بعد أنها حدثت خارج منطقة 18 متر وبرر البعض ذلك بمحاولة الحكم تفادي وقت إضافي قد يزيد من شحن الجماهير، احتفل لاعبو جوفنتوس دون أن يعلموا بأن الحادثة تسببت في وفيات، أما تبعات الحادثة فكانت سيئة على الأندية الانجليزية التي حرمت من المشاركة في البطولات الأوروبية إلى غاية سنة 1990 مع زيادة عام إضافي لليفربول .
ليفربول ... فريق ارتبط بالكوارث أكثر من ارتباطه بالبطولات
ملعب هيلسبروغ بمدينة شيفيلد الانجليزية هو الآخر شاهد على إحدى أكبر مآسي كرة القدم العالمية والانجليزية والتي كان بطلها مرة أخرى مشجعو فريق ليفربول، فبتاريخ 15 أبريل 1989 وضمن نصف نهائي كأس الاتحاد الانجليزي التقى الفريق الانجليزي العريق بمواطنه الشهير نونتنغهام فورست وكالعادة كان أنصار الريدز حاضرين بقوة، ولأن الكثيرين منهم بقوا خارج الملعب بسبب الاكتظاظ، اضطرت الشرطة آنذاك لفتح أحد البوابات الجانبية للسماح لهم بالدخول إلى المدرج الغربي وهو مدرج خالي من المقاعد بحيث يبقى الأنصار واقفين، ونظرا للاكتظاظ داخل المدرج سحق العشرات نتيجة دفعهم بقوة نحو السياج الحديدي الفاصل بين الجمهور والميدان والذي وضع لتفادي نزول المشاغبين للميدان وإذ به يصنع إحدى أسود صفحات تاريخ كرة القدم حيث قتل ما لا يقل عن 96 شخصا بينهم نساء وأطفال اختناقا ودهسا على أسوار السياج .
الدافع وراء نزع السياج الفاصلة بين الميدان والمدرجات من الملاعب الانجليزية
بعدما ساءت الأوضاع في ملعب هيلسبورغ قامت الشرطة بإزالة السياج الفاصل بين الجمهور والميدان للسماح للمشجعين بالنزول إلى الميدان قصد تفريغ المدرج الذي شهد الكارثة، غير أن قرارها جاء متأخرا متسببا في وفاة وإصابة العدد المذكور من المشجعين، حصيلة مأساوية دفعت هيئة التحقيق في المأساة إلى إصدار قرار إلزامي لجميع الملاعب الانجليزية، يقضي بنزع جميع السياج الفاصلة بين المدرجات والميدان مع إلزامية جعل المدرجات جميعا بمقاعد لتفادي تكرار كارثة هيلسبورغ وهو ما يبدو واضحا في مباريات البطولة الانجليزية حاليا حيث لا يوجد أية سياج فاصلة بين المدرجات والميدان، هذا وحمل رئيس هيئة التحقيق جاستيس تايلور الشرطة آنذاك الجزء الأكبر من مسؤولية ما جرى بسبب فتحها للبوابة الجانبية رغم امتلاء الملعب عن آخره، في حين شيد فريق ليفربول لوحة نصبا تذكاريا لضحاياه وأصبح يتذكرهم كل سنة .
مناصرون بعقلية "نلعب ولا نحرم"
بتاريخ 23 ماي 1964 بملعب العاصمة البيروفية ليما، لقاء جمع المنتخب المحلي بيرو بضيفه الأرجنتيني ضمن التصفيات التأهيلية لمسابقة كرة القدم للألعاب الأولمبية المزمع إقامتها في طوكيو آنذاك، 45000 متفرجا غصت بهم جنبات الملعب حينها وكان معظمهم من أنصار المنتخب المحلي، سيطر الأرجنتينيون على أطورا المباراة وكللوا سيطرتهم بهدف التقدم الذي استمر إلى غاية الدقيقة قبل الأخيرة من المباراة والتي سجل فيها منتخب بيرو هدف التعادل، فانقلبت حسرة أنصاره إلى فرحة هستيرية لم تدم سوى بضع لحظات بعدما تدخل الحكم رافضا الهدف بحجة عدم شرعيته، وكانت تلك الصارفة بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير حيث نزل أنصار المنتخب المحلي إلى أرضية الميدان وقاموا بضرب الحكم، ويا ليت الأمور توقفت عند هذا الحد .
وتنتهي المباراة بنتيجة 318 هدفا و500 فرصة ضائعة
دخول الجماهير لأرضية الميدان كان تباعا حيث بدأ البعض ينزل لضرب الحكم والآخرون يتبعونه، أما من تبقي من الجماهير فوق المدرجات فراح يشعل النيران ويرمي المقذوفات في كل ناحية وصوب ليتحول الملعب وفي لمح البصر إلى ساحة معركة اختلط فيها الحابل بالنابل، وأصبح كل من في الملعب جزءا من اللعبة، أنصار بيرو وضيوفهم الأرجنتينيون لاعبو المنتخبين ورجال الشرطة بالطبع، بل وامتدت أعمال العنف إلى خارج الملعب أيضا، لتنتهي فصول هذه المباراة الغير عادية بنتيجة تاريخية بكل المقاييس، مقتل ما لا يقل عن 318 شخصا وجرح حوالي 500 آخرين .
مباراة بدأت بصافرة وانتهت بهجوم عسكري وتدخل أممي
الدولتين الجارتين هندوراس والسلفادور بأمريكا الجنوبية، لم تكن العلاقة بينهما في أحوال جيدة عندما أوقعتهما قرعة تصفيات مونديال 1970 في مواجهة حاسمة للحصول على تأشيرة واحدة للمونديال، ففي المباراة الأولى فازت هندوراس على ملعبها وصاحب المباراة اعتداء على الجالية السلفادورية المقيمة بشكل كبير في هندوراس مما جعل السلفادوريين يهربون عائدين إلى موطنهم، وبعدها بأسبوع فازت السلفادور وعومل أنصار هندوراس بمثل ما عاملوا به جيرانهم في اللقاء الأول، بعدها وفي جويلية 1969 بالمكسيك فازت السلفادور في مباراة فاصلة وتأهلت لمونديال المكسيك 1970 وحينها كانت الدولتين قد حشدتا قواتهما العسكرية على الحدود وكان انتهاك طائرة هندوراسية كافيا لتغلغل الجيش السلفادوري في أراضي هندوراس ودخلا الطرفان في حرب استمرت 100 ساعة وخلفت آلاف القتلى من الجانبين فيما أصبح يصطلح عليه حرب كرة القدم أو حرب المائة ساعة .
نيران صديقة في مباراة الإخوة الأعداء
23 جوان 1968 تاريخ سيبقى شاهدا على أسوء كارثة كروية في تاريخ الأرجنتين، حيث قتل 71 مناصرا من مشجعي بوكاجونيورز اختناقا خلال مباراة الديربي أمام مضيفهم ريفر بلايت في ما اصطلح عليها كارثة الباب 12 والتي ملخصها أن أنصار بوكا قاموا بإحراق أعلام غريمهم ريفر ورموها نحو المدرجات السفلى التي كانت مخصصة لهم في ذاتهم، مما تسبب في تدافع شديد أدى إلى الكارثة، في حين رجح آخرون أن يكون السبب في ذلك هو انضمام أنصار ريفر إلى مدرجات ضيوفهم مما خلق نوعا من الاكتظاظ في حين اعتبر آخرون أن إغلاق البوابة 12 للملعب في غير وقتها كان السبب فيما حصل ومع ذلك يبقى الرأي الأول هو الأرجح .
كوارث ملاعب البلدان الشيوعية قد تختلف عن نظيرتها اللبرالية
أسوء كارثة في تاريخ ملاعب كرة القدم على الإطلاق كانت بتاريخ 20 أكتوبر 1982، برسم مباراة جمعت بين فريقي سبارتاك موسكو الروسي بضيفه الهولندي هارليم ضمن كأس الاتحاد الأوروبي، حيث بالغ مشجعو الفريق الروسي بفرحتهم لتسجيل فريقهم هدفا في آخر دقيقة من عمر المباراة ضمن له التأهل للدور المقبل، فنزلوا إلى الميدان وكانت الحصيلة حينها أكثر من 340 قتيلا لم يعلن عنهم إلا نهاية فترة التمانيينات أي خلال عهدة الرئيس غورباتشوف، بعدما تمسكت السلطات السوفياتية طيلة السنوات التي تلت المأساة بالادعاء على أن عدد ضحايا الكارثة لم يتجاوز 66 قتيلا .
كرة القدم تقتل في بلد لا كرة فيه
دولة نيبال الواقعة على الحدود الهندية الصينية والتي تضم سلسلة جبال الهمالايا دولة لا تقاليد كروية لها، ومع ذلك فلم تكن كذلك بالنسبة لكوارث الرياضة الأكثر شعبية في العالم، حيث وبتاريخ 12 مارس 1988 ضربت عاصفة قوية عاصمة نيبال كاتمندو وحينها حاول المشجعون الذين كانوا حينها في الملعب الفرار خارج الملعب للاحتماء، غير أنهم اصطدموا بوجود بوابات الملعب مغلقة، ونظرا للتدافع الكبير الذي حدث حينها، سحق العشرات تحت الأقدام وبلغت الحصيلة آنذاك حوالي 93 قتيلا وما لا يقل عن مائة جريح .
تذاكر مزورة تقلب الفرحة إلى حداد وطني لثلاث أيام
ملعب ماتيو فلوريس بغواتيمالا سيتي عاصمة دولة غواتيمالا هو الآخر كان شاهدا على مأساة أخرى من مآسي كرة القدم، فبتاريخ 16 أكتوبر 1996 وقبيل انطلاق مباراة المنتخب المحلي بضيفه الكوستاريكي ضمن تصفيات مونديال 1998، وقع تدافع كبير على بوابات الملعب بسبب توافد عدد هائل من المشجعين الحاملين لتذاكر الدخول بأعداد تتجاوز القدرة الاستيعابية للمدرجات، حيث اقتحموا الجهة الجنوبية للملعب بالقوة مما أدى إلى انهيار المدرج بمن فيه، وحاولت قوات الطوارئ حينها إجراء عملية إجلاء بتفريغ المدرج المنكوب نحو الميدان، ومع ذلك فقد كانت الحصيلة ثقيلة مرة أخرى حيث تجاوز عدد الضحايا 80 قتيلا وعدد كبير من الجرحى، كان رئيسا الدولتين الجارتين يخططان لحضور المباراة معا غير أن القدر شاء غير ذلك، ليعلن بعدها رئيس غواتيمالا الحداد الوطني لثلاثة أيام حزنا على ضحايا هوس كرة القدم، أو بالأحرى ضحايا مزوري تذاكر المباريات .
الفيلة تتأهل للمونديال بالدوس على جثث أنصارها
افتتح منتخب كوت ديفوار مشواره في تصفيات كأس العالم 2010 والتي ضمن تأهله لها مؤخرا بفوز كبير أمام مالاوي بخماسية نظيفة، غير أن الخمسين ألف مشجع الذين غصت بهم مدرجات ملعب أبيدجان حينها لم يكتب لهم أن يفرحوا كثيرا، إذ وقبل نهاية المباراة بوقت قصير انهار أحد الجدران بالملعب متسببا في حالة من الذعر بين الجماهير التي تدافعت هاربة مما خلف تزاحما وحالات اختناق خلفت حوالي 19 قتيلا وما زاد الطين بله استعمال الشرطة للغازات المسيلة للدموع قصد السيطرة على الوضع غير أن ذلك أدى إلى زيادة الذعر وسط المشجعين .
وللحكاية بقية ...
لا يتوقف مسلسل كوارث كرة القدم عند هذا الحد بل سجل التاريخ يوميات كروية سوداء أخرى كان للقارة السمراء نصيب الأسد منها، ففي 16 جوان 1996 أدى تدافع بملعب لوساكا بزامبيا إلى وفاة تسعة أشخاص، وأدى استعمال الشرطة للقوة لمقتل ثلاث مشجعين في منروفيا بليبيريا سنة 1996، كما قتل 13 آخرين خلال استعمال الشرطة لغازات مسيلة للدموع لتنظيم الملعب بهراري عاصمة زيمبابوي بتاريخ 9 جويلية 2000، وقتل 43 مناصرا في نوفمبر 2001 بسبب الاكتظاظ خلال كلاسيكو جنوب إفريقيا بين كايز شيفس وأورلاندو بيرتس، وقتل 123 شخصا كذلك بعد تدخل الشرطة لقمع الأنصار الذين كانوا يرمون المقذوفات نحو الميدان بملعب أكرا الغانية بتاريخ 9 ماي 2001 في أسوء كارثة كروية بتاريخ إفريقيا .
الفيفا تشدد على معاملة المشجعين بصفتهم بشرا ...
عقب توالي كوارث كرة القدم وفي مقدمتها حوادث التدافع داخل الملاعب، تحرك رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيب ساب بلاتر وتكلم أمام ممثلي 205 اتحادا كروي في آخر اجتماع للفيفا بجزر البهاماس قائلا، بأنه تجب إزالة جميع الحواجز والجدران الفاصلة بين الجمهور والميدان إذ قال بلاتر : "الأسوار والسياج لا توضع إلا للمجرمين والحيوانات ولا أظن المشجعين من هاتين الفئتين" وقال بلاتر أيضا بأن الاستغناء عن الحواجز الفاصلة بين الجمهور والميدان يمكن أن يكون بصفة تدريجية مثمنا في الوقت نفسه التجربة البريطانية بعد كارثة هيلسبورغ .
كوارث كرة القدم لم تتوقف عند الحوادث المميتة التي تحدث في الملاعب بل تعدت ذلك بكثير، ومن أهم الكوارث التي عاشتها كرة القدم بعيدا عن الماعب حوادث الطيران التي ذهب ضحيتها على مدى العقود الماضية عدد كبير من الفرق الكروية، وتبقى حادثة ميونيخ 1958 أشهرها على الاطلاق
مانشستر يونايتد والثلج القاتل
دخل فريق مانشستر يونايتد منافسة كأس الأندية الأوروبية البطلة موسم 1957-1958 بثوب المرشح للتتويج بعدما خانه الحظ في الموسم الذي سبقه، وفعلا قدم الفريق مستويات ممتازة غير أن ذلك لم يعمر طويلا، إذ وبعد خوض الفريق لمباراة ضد النجم الأحمر لبلغراد في يوغوسلافيا وبينما كان الفريق في طريق عودته إلى الديار بعدما ضمن التأهل للدور المقبل من المسابقة على حساب الفريق اليوغوسلافي، توقف بمطار مدينة ميونيخ الألمانية للتزود بالوقود وذلك بتاريخ 6 فبراير 1958، وحين محاولة الطيار الإقلاع فشل في ذلك مرتين بسبب مشاكل في المحركات، غير أنه نجح في الثالثة ويا ليته لم ينجح في ذلك، إذ أن نجاحه كان مؤقتا ومأساويا بعدما فشلت الطائرة في بلوغ الارتفاع المقرر لها مما أدى إلى اصطدامها بالسياج المحيط بالمطار وتحطمها فوق أحد المنازل الخالية .
السير بوبي تشارلتون بطل بسبعة أرواح
أسفر حادث ميونيخ عن مقتل 23 شخصا من ركاب الطائرة من أصل 34 شخصا كانوا على متنها، ومن بين الضحايا قتل سبعة لاعبين من فريق مانشستر يونايتد وتبعهم الثامن لاحقا متأثرا بجراحه البليغة، في حين اعتزال لاعبان آخران بعد إصابتهما بإصابات خطيرة حالت دون عودتهما لملامسة الكرة مرة أخرى، كما أصيب المدرب كذلك إصابة بليغة عاد بعدها بموسم لتدريب الفريق، أما أسطورة الكرة الانجليزية السير بوبي تشارلتون فقد أصيب هو الآخر ومكث عدة أيام في المستشفى، أرجع المسئولون السبب في الحادثة إلى الطيار الذي نجا منها وطردوه من عمله، في حين أكدت التحقيقات أن الثلوج التي كانت على أرضية المطار كانت السبب، بعدها أصبحت الذكرى تخلد سنويا كما أقيم نصب للضحايا في مانشستر ووضعت ساعة في ملعب الأولد ترافورد الخاص بالفريق تبدأ تقويمها من تاريخ الحادث .
الرحلة التي غيرت تاريخ الكالشيو
يصنف تاريخ كرة القد فريق تورينو الايطالي كأحد أعرق الأندية في أوروبا وايطاليا، حيث سيطر على الكالشيو طيلة فترة الأربعينيات التي نال خلالها خمس بطولات ايطالية متتالية، كما كان يشكل القوام الرئيسي للتشكيلة الأساسية للمنتخب الايطالي آنذاك، غير أن هذا الفريق حاليا أصبح يتأرجح بين القسمين الأول والثاني الايطالي تاركا السيطرة لجاره جوفنتوس، والسبب في هذا التغير الدراماتيكي في مسيرة الفريق رحلة عبر الطائرة بتاريخ 4 ماي 1949 قادت الفريق من لشبونة بعد خوضه لقاءا وديا أمام بنفيكا البرتغالي، وبينما كانت الطائرة تتهيأ للهبوط فوق أرضية ميدان مطار تورينو اصطدمت بكاتدرائية سوبر براغا وتحطمت وقتل في الحادث 31 شخصا منهم 18 لاعبا معظمهم دوليون ايطاليون، وعدد من الصحافيين، في حين نجا من الرحلة لاعب واحد لعدم سفره بسبب الإصابة إضافة إلى أسطورة برشلونة كوبالا الذي كان منشغلا بعلاج ابنته آنذاك وحينها صام الفريق عن الألقاب إلى غاية منتصف السبعينات وتراجع بعدها بشكل واضح .
ضغطة زر تنهي تاريخ منتخب بأكمله
تاريخ 28 أبريل 1993 تاريخ سيبقى راسخا في ذهن كل متابع لكرة القدم الإفريقية، كيف لا وقد شهد مأساة ذهب ضحيتها منتخب زامبيا لكرة القدم أحد أقوى منتخبات القارة آنذاك، استقل وفد الرصاصات النحاسية الطائرة متوجها إلى السنغال لمواجهة منتخبها المحلي برسم تصفيات مونديال 1994، كان مقررا للطائرة التوقف مرتين بكل من الكونغو والغابون للتزود بالوقود حيث اكتشف خلال هبوطها بالكونغو خلل في أحد محركات الطائرة غير أن قائد الرحلة واصل رحلته التي شهدت عند اقترابه من الوصول إلى الغابون اندلاع حريق في أحد المحركات، مما اضطره لإيقاف المحرك المعطل لتفادي انفجاره والاعتماد على المحرك الثاني، غير أنه أخطأ فأوقف المحرك السليم مما تسبب في سقوط الطائرة على بعد حوالي 500 متر من الشواطئ الغابونية، قتل في الحادث 30 شخصا منهم 18 لاعبا والطاقم الفني للمنتخب إضافة إلى الصحافيين وطاقم الطائرة .
الاحتراف في أوروبا ينقذ حياة بواليا
رئيس الاتحاد الزامبي لكرة القدم حاليا كالوشا بواليا والذي يعتبر أفضل لاعب كرة قدم في تاريخ زامبيا، كان أبرز عناصر المنتخب الزامبي المنكوب سنة 1994، وكان مقررا له أن يخوض المباراة أمام السنغال رفقة منتخب بلاده، ونظرا لاحترافه آنذاك في صفوف فريق بي أس في أيندهوفن الهولندي، قرر بواليا الالتحاق بداكار مباشرة من هولندا للانضمام إلى زملاءه في المباراة أمام السنغال، قرار لم يكن يدري بواليا عند اتخاذه بأنه سينقذ حياته من موت لحق جميع زملاءه، حيث كان قدره أن يبكي مثلما بكى الجميع على زملاءه وهو يشاهد على شاشات التلفزيونات العالمية صور جثث زملاءه وأمتعتهم تطفو فوق مياه المحيط الأطلسي، مع العلم أن الاتحادية الزامبية آنذاك أعادت تشكيل منتخب جديد فشل في التأهل لمونديال أمريكا ولكنه حقق نجاح باهرا في كأس أمم إفريقيا 1994 بتونس كلله بالوصول إلى النهائي الذي خسره أمام نيجيريا .

وللجزائر نصيب من مآسي كرة القدم ...
ملعب 20 أوت ومدرجات الموت
ملعب 20 أوت بحي العناصر بالجزائر العاصمة أو ما يصطلح عليه ملعب الكوزينة، ملعب شهد ملاحم كروية جزائرية كبيرة قبل افتتاح ملعب 5 جويلية ومع ذلك فهو شاهد أيضا على أكبر حوادث الملاعب الجزائرية، فسنة 1982 شهدت مقتل 10 أشخاص في انهيار أحد أسقف مدرجات ملعب شباب بلوزداد والذي لازال يشكل خطرا على مرتاديه إلى غاية يومنا هذا، والسبب بكل تأكيد قدم هذا البناء الاستعماري خصوصا في ضل العوامل الطبيعية المحيطة به والتي تميزها رطوبة عالية .
رحلة جوية تقضي على عائلة كروية بتمنراست
رحلة الخطوط الجوية الجزائرية المعرفة بالرقم 6289 يوم الخميس 6 مارس 2001 لم تكن رحلة عادية بالنسبة لفريق عين آريان لكرة القدم التابع لولاية تمنراست لأنها وببساطة شديدة كانت الأخيرة للاعبيه حينها، طائرة البوينغ 737 كانت في رحلة من مدينة تمنراست إلى الجزائر العاصمة مرورا بغرداية، وكان على متنها 103 أشخاص هم 97 مسافرا و6 من أفراد الطاقم، غير أن الرحلة لم يكتب لها النجاح إذ سقطت مباشرة بعد إقلاعها وتوفي في الحادث 102 أشخاص ونجا واحد فقط، وكان من بين الضحايا 11 لاعبا ومسيرين من فريق عين آريان لكرة القدم بتمنراست معظمهم ينتمون لنفس العائلة وحينها وقفت الفاف وقفة حسنة مع الفريق، إذ سمحت له بالانسحاب من البطولة فيما تبقى من الموسم آنذاك مع احتفاظه بمكانته في القسم ذاته للموسم الموالي .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.