أعلن الهولندي أرناود فان دورن، عضو مجلس بلدية ''لاهاي'' والعضو السابق بحزب الحرية اليميني المعادي للإسلام، إسلامه، ودون الخوض في ملابسات دخوله في الإسلام. تعليق: الإسلام دين الفطرة، لا يحاربه ولا يعاديه، إلاّ مَن فسدت فطرته، وانتكست جِبِلَّتُه، ولكن.. ربّما يهتدي إليه من عاداه، ويدخل في رحابه الواسعة من أبغضه، وما أشبه اللّيلة بالبارحة، فقد جاء في كتب السِّيرة أنّ أمّ عبد الله بنت أبي حثمة قالت: ''والله إنّا لنترحل إلى أرض الحبشة، وقد ذهب عامر في بعض حاجتنا، فجاء عمر بن الخطاب فقال لي: إلى أين يا أمّ عبد الله؟ فقلت: قد آذيتمونا في ديننا، نذهب في أرض الله حيث لا نؤذى. فقال: صحبكم الله. ثمّ ذهب فجاء زوجي عامر، فأخبرته بما رأيت من رِقَّةِ عمر، فقال: أَطَمَعْتِ في إسلامه؟ قلت: نعم. قال: لا يُسلم حتّى يُسلم حمار الخطاب. قال ذلك يَأْساً منه، لِما كان يرى من غلظته وقسوته على المسلمين. ولكن عمر أسلم ولُقِّب بالفاروق، واستخلفه أبو بكر الصدّيق وصار عَلَمًا على العدل والفقه والعلم، رضي الله وعن الصّحابة كلّهم. وهكذا، أيُّها القارئ الكريم، ينتشر الإسلام في العالم، ويدخل القلوب القاسية، فيملؤها رِقّة ورحمة، ويستقرّ في العقول الفاسدة، فَيُزيّنُها بالرجاحة والرصانة، ويتحوَّل به اللّئيم إلى شهم كريم، والعدو إلى صديق حميم، قال الله تعالى: {وَلاَ تَسْتَوِي الحسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} فصلت 43. فعليك، أيُّها المسلم، أن تكون قدوة للنّاس، بأفعالك وحُسن أخلاقك، ويرى الآخرون فيك دين الإسلام في صورته النّقية، وأحكامه الزكية. الشيخ يحي صاري عضو مجلس الإفتاء بالعاصمة