دعا ناشطون في المجتمع المدني من منطقة الساحل، أمس، بالجزائر العاصمة، إلى حل سياسي متفاوض عليه للنزاع الذي يمزق دولة مالي منذ عقود، وإلى دور جزائري فاعل في تسوية النزاع القائم على حدودها الجنوبية. دعا رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في مالي، الشيخ محمد ديكو، في تدخله في افتتاح أشغال الندوة الدولية للتضامن مع الشعب المالي، إلى إنقاذ المفاوضات الجارية في بوركينا فاسو بين الحكومة المؤقتة ببماكو، والمقاتلين التوارڤ الذين يسيطرون على أجزاء من المدينة (كيدال)، وناشد دول المنطقة للتدخّل لمساعدة بلاده للنهوض، متوجها للجزائر على وجه الخصوص، لمساعدة بلاده على إيجاد الحلول للصراع الذي يمزق بلاده. وقال “يحق لمالي أن تعتمد على دعم ومساندة الجزائريين، كما كان الشعب المالي عونا للجزائريين خلال حرب التحرير”. وأشار أكوري اغ أيكنان، رئيس جمعية أبناء كيدال والإطار بوزارة الصحة بباماكو، في تصريح ل«الخبر”، أن الجزائر مدعوة للانخراط بشكل أكبر في حل النزاع، وأضاف أن “تراجعها في الساحة أثّر سلبيا على تطور الأوضاع في البلد، واستغلته قوى إقليمية أخرى للدخول على خط التسوية”. وتحدث زعماء محليون من توارڤ الشمال، عن خطر يتربص بمسار التسوية القائمة بسبب الشروط التي تفرضها الحكومة المركزية في باماكو، التي تصر على نزع أسلحة متمردي الحركة الوطنية للأزواد، ودخول المدينة التي تضم حاليا قوات فرنسية وتشادية. وأضافوا أن احتمال تأجيل موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 جويلية المقبل، وارد، بسبب الوضع المتفجر في كيدال. وبهذا الخصوص، قال أكوري اغ أيكنان، رئيس جمعية مواطني كيدال الرافضة لمشروع الأزواد، إن الاتفاق الجاري التفاوض حوله في واغادوغو، يبقى هشا، ولو تم تجاوز الخلافات بين الحكومتين، لافتا أن السلطات المنتخبة في مالي مدعوة لإيجاد حل دائم للنزاع القائم في البلد. بدوره، قال سفير مالي الأسبق في الولاياتالمتحدةالأمريكية، الشيخ عمر ديارا، إن سيطرة الدولة المالية على كل الأقاليم، شرط لكل تسوية، مع تخلي التوارڤ عن أسلحتهم، مكررا موقف الدولة المالية بهذا الخصوص، وحمّل الزعامات التقليدية للتوارڤ مسؤولية تخلف التنمية، لأنهم، حسب قوله، حوّلوا الدعم الحكومي لصالحهم على حساب أبناء هذه المناطق. وأعرب ممثلون للمجتمع المدني في موريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو، عن دعمهم إيجاد حل للنزاع الداخلي في البلد. ورأى وزير العدل الأسبق في موريتانيا، أن على الماليين مواجهة آثار الحرب، وإيجاد حل دائم بدل الحلول الظرفية، وألح على أهمية فتح تحقيق في التجاوزات التي شهدها البلد، وفرض الحقيقة والعدالة. واعتبر الأمين العام للرابطة، الشيخ يوسف مشرية، من جهته، أن اللقاء مبادرة لحقن دماء الماليين، وخصوصا أنه جمع لأول مرة أطياف المجتمع المالي، معتبرا أن أمن مالي من أمن الجزائر.