شرطة تلمسان: الإطاحة بشبكة إجرامية منظمة يقودها مغربيان وحجز أزيد من قنطار من الكيف المعالج    البطولة المحترفة الأولى "موبيليس": نقل مباراتي إ.الجزائر/م. البيض و ش.بلوزداد/ ن. بن عكنون إلى ملعب 5 جويلية    الوزير الأول يستقبل سفير جمهورية إيطاليا بالجزائر    خنشلة.. انطلاق الحفريات العلمية بالموقع الأثري قصر بغاي بداية من يوم 15 مايو    أولاد جلال: انطلاق الأيام الوطنية الأولى لمسرح الطفل    المعرض الوطني للصناعات الصيدلانية بسطيف: افتتاح الطبعة الثانية بمشاركة 61 عارضا    مسيرة حاشدة في ذكرى مجازر 8 ماي    بوغالي: عار المُستدمِر لا يغسله الزمن    مجازر 8 ماي عكست الهمجية الاستعمارية    توقرت: أبواب مفتوحة حول مدرسة ضباط الصف للإشارة    بن سبعيني على خطى ماجر ومحرز..    توقيف 289 حراقاً من جنسيات مختلفة    الحملة الوطنية التحسيسية تتواصل    قالمة.. وفد عن المجلس الشعبي الوطني يزور عددا من الهياكل الثقافية والسياحية والمواقع الأثرية بالولاية    دخول الجزائر ببطاقة التعريف للمغتربين    بن طالب: الزيادات التي أقرها رئيس الجمهورية في منح المتقاعدين لم تعرفها منظومة الضمان الاجتماعي منذ تأسيسها    انطلاق لقافلة شبّانية من العاصمة..    تقديم أول طاولة افتراضية ابتكارية جزائرية    دربال: قطاع الري سطر سلم أولويات لتنفيذ برنامج استعمال المياه المصفاة في الفلاحة والصناعة وسيتم احترامه    رالي اكتشاف الجزائر- 2024 : تنظيم معرض ثري للدراجات النارية بالخروبة للتحسيس بحوادث المرور    بداني يشرف على انطلاق حملة للتبرع بالدم    التوقيع على اتفاقية إطار بين مجمع سونلغاز والمجلس الأعلى للشباب    اختتام ورشة العمل بين الفيفا والفاف حول استخدام تقنية ال"فار" في الجزائر    رئيس الجمهورية يستقبل وزير خارجية سلطنة عمان    شبكة الموزعات الآلية لبريد الجزائر ستتدعم ب 1000 جهاز جديد    رئيس الجمهورية: السيادة الوطنية تصان بالارتكاز على جيش قوي واقتصاد متطور    "الأونروا": الاحتلال الصهيوني هجر قسريا نحو 80 ألف فلسطيني من رفح خلال 3 أيام    منظمة التحرير الفلسطينية تؤكد أنه لا بديل عن الدور الحيوي لوكالة "الأونروا" في دعمها وإغاثتها للاجئين    البروفسور بلحاج: القوانين الأساسية ستتكفل بحقوق وواجبات مستخدمي قطاع الصحة    العاب القوى/ البطولة العربية لأقل من 20 سنة: الجزائر تفتك خمس ميداليات، منها ذهبيتان    ساهمت في تقليل نسب ضياع المياه: تجديد شبكات التوزيع بأحياء مدينة البُرج    إحياء ذكرى ماي الأسود: تدشين مرافق صحية وسياحية بقالمة    الأسلاك الطبية وشبه الطبية: نقابيون يثمنون المصادقة على القوانين الأساسية    المطلوب تحقيق دولي مستقل والوصول للمقابر الجماعية بغزة    المسجلين مع الديوان الوطني للحج والعمرة: انطلاق عملية الحجز الإلكتروني للغرف للحجاج    أكاديميون ومهنيون يشرحون واقع الصحافة والرقمنة    لقاءات بين "ملائكة الأعمال" والطلبة المقاولين في الأفق    نساء سيرتا يتوشحن "الملايا" و"الحايك"    تراث حي ينتظر الحماية والمشاركة في مسار التنمية    أمن عنابة في المؤسسات التربوية    أولمبيك مرسيليا يبدي اهتمامه بضم عمورة    زحافي يؤكد أن حظوظ التأهل إلى الألعاب قائمة    التزام المتعاملين في السياحة بتقديم أسعار ترويجية    جلسة للأسئلة الشفوية بمجلس الأمة    قافلة شبانية لزيارة المجاهدين عبر 19 ولاية    استزراع صغار سمك "الدوراد" بسواحل العاصمة    ليفركوزن يبحث عن بطاقة نهائي البطولة الأوروبية    لا تشتر الدواء بعشوائية عليكَ بزيارة الطبيب أوّلا    "كود بوس" يحصد السنبلة الذهبية    اللّي يَحسبْ وحْدُو!!    الأيام السينمائية الدولية بسطيف: تتويج الفيلم القصير "كود بوس" بجائزة "السنبلة الذهبية"    مهرجان الجزائر الدولي للموسيقى السنفونية : فنزويلا في أول مشاركة لها والصين ضيف شرف للمرة الثانية    التوحيد: معناه، وفَضْله، وأقْسامُه    التصفيات الجهوية المؤهلة للمهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم : مشاركة قياسية للفرق المسرحية والتكوين رهان محافظة المهرجان    أفضل ما تدعو به في الثلث الأخير من الليل    مطالب ملحّة بترميم القصور والحمّامات والمباني القديمة    هول كرب الميزان    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لغم الصراع الطائفي في غرداية
نداءات أطلقها أعيان وشيوخ المنطقة لإنقاذ التعايش بين العرب وبني مزاب
نشر في الخبر يوم 18 - 12 - 2013

هل التاريخ بولاية غرداية عاد ليضغط بثقله من جديد ويلقي بحساسيته إلى واجهة الأحداث، وهل المناوشات التي ما فتئت تندلع هي دفاع عن الماضي أم عن المستقبل، وهل هي قادرة على إخفاء المراحل التاريخية المشرقة للتحالف بين الميزابيين والعرب؟
في غمرة تلك الأحداث، يتراشق الطرفان بتهمة “العنصرية”، ويضع كل طرف نفسه موضع الضحية، ولكن بين الطروحات التي يقدّمها هذا وذاك، هناك اعتراف ضمني بأن مستقبل التعايش بين فرقاء المنطقة بات في حكم المجهول، ففيما يطالب العرب بتقسيم إداري جديد في المنطقة لحل مسببات الأزمة، يقول بني مزاب إن التعايش مع العرب أصبح بحاجة إلى إعادة النظر وإنعاش ودراسة، ولكنهما يتفقان على أن هناك أطرافا تريد استغلال الصراع لجعل المنطقة شرارة أولى لانطلاق ما يسميه العرب “ربيع الجنوب” وما يصفه بنو مزاب ب”ربيع العرب”.
غرداية، هذه الولاية بدوائرها وبلدياتها لم تعد كما كانت من قبل من فرط الحساسية، إن لم نقل الأحقاد التي تشكّل في كل مرة البارود الذي يشعل فتيل المناوشات المكللة دوما بأحداث شغب، تتوج دوما بإعداد حصيلة للخسائر لا تزيد في النهاية إلا متاعب النفوس التي يقول أصحابها إنها حائرة وجريحة في الوقت نفسه، فعلى أرض غرداية تقاطعت طموحات بني مزاب مع عرب الشعانبة لوقت ما ثم عادت لتختلف، ربما لأن الواقع راح يضغط بثقل تناقضاته الاجتماعية والسياسية، ما ولّد حساسية راحت تكبر من يوم لآخر، حتى إن بعض الطلبة من بني مزاب بجامعة غرداية يعترفون صراحة أن الوضع الذي أصبح قائما بين بني مزاب والعرب أشبه ما يكون بالزيت والماء، العنصران اللذان لا يلتقيان أبدا، ما عدا عرش أولاد نايل طبعا الذي يعترفون له بحياده إزاء ما يحدث، مقدّمين له بطاقة حسن السلوك، ومع ذلك فإن الدولة لا تتردد في كل مرة في القيام بمساع للتآخي بين الطرفين.
ويرسم هؤلاء الطلبة خطوطا حمراء أمام من تسوّل له نفسه المساس بمبادئ المذهب الاباضي، ذلك أن بني مزاب يوفرون كل ما أمكن من حرية وأمن لمن يعيش في محيطهم، ولكنهم لن يتسامحوا مع من يمس بمبادئهم. وكمثال على ذلك، أحد الخواص ممن ينتجون المشروبات الكحولية بمنطقة بوهراوة طُلب منه تغيير النشاط فرفض، فقرروا إجباره على غلق مصنعه. ومن بين الأشياء الخطيرة التي لا يمكن تقبلها بتاتا في غرداية هو التحرش بالمرأة المزابية. بل إن الساري اليوم في غرداية وبعض مناطقها هو أن هناك من السلفيين من يكفّر الإباضيين ويصفهم بالخوارج. وعلى الرغم من أن سكان مدينة غرداية من بني مزاب لهم نوع من السلوك المرن في تعاملهم مع الناس، إلا أن بعض العارفين بتداعيات الأحداث يقولون إن الأغلبية من بني مزاب بدأوا يرسمون المسافات الفاصلة بينهم وبين عرب الشعانبة، ويطرحون أسئلة بشأن مستقبل تعايشهم في المنطقة. إذا دخلت إلى الأحياء العربية بإمكانك أن تسمع ما يكفيك من سب وشتم، خاصة الجيل الصاعد الذي راح يوسع الفجوة مع جهله بخلفيات ذلك، فالوافدون الجدد من الولايات الأخرى إلى غرداية وبلدياتها هم من يتسبب أكثر في هذه المناوشات، فالمعروف عن بني مزاب أنهم يتبعون تقاليد معيشية على درجة من الانضباط لا تميل إلى الترف والبذخ، حتى إن الزائر لمنطقتهم بوسعه أن يلحظ النمط العمراني الخاص بهم، إذ لا يتجاوز الواحد منهم الآخر في البناء، بقدر ما يفضلون تراكم الثروة، ولو أن هناك من العرب من ينتقد نظامهم المعيشي ويصفه بالمغلق وتحكمه تقاليد قديمة.
نريد الأرض لا سكنات
أما من الناحية الاجتماعية فيطرح الطلبة بعض المشاكل التي يعتقدون أنها ما تزال تغذي الحساسية الموجودة بين الطرفين، من بينها أن السكنات التي تبنى لا يستفيد منها بني مزاب بالدرجة الأولى على اعتبار أن تقاليدهم لا تشجعهم على الاختلاط بعادات وتقاليد أخرى، بقدر ما يفضلون منحهم أو بيعهم أراض، إلا أن الدولة أوقفت بيع هذه الأراضي ومنحها منذ 1997، ما قاد إلى مشاكل لدرجة أن بني مزاب قاموا الصائفة الماضية بغلق الطريق للاحتجاج ومطالبة السلطات ببيعهم قطعا أرضية، فكل مزابي يتحصل على سكن هو بغرض بيعه لا للسكن فيه.
العرب يعيشون التهميش
ولكن مقابل ما يعترف به هؤلاء، يضع طلبة عرب يدرسون عدة تخصصات بجامعة غرداية، ينحدرون من الڤرارة وبريان، العرب في غرداية وبريان والڤرارة وغيرها موضع الضحية، لاسيما من الناحية الاجتماعية والسياسية، “منذ مدة ونحن نعيش مهمّشين، على اعتبار أن بني مزاب هم من يتولى التحكم في تسيير الشأن العام منذ مدة طويلة”. بل يقولون “بإمكانك أن تقوم بجولة في عمق الأحياء السكنية في الڤرارة لتقف على مظاهر الحرمان والفقر، ناهيك عن غياب التنمية المحلية التي لا تزال في درجة الصفر، دون الحديث عن البطالة لأن المناصب التي تمنح للبلدية والدائرة تقسم وفق قاعدة الأقربون أولى بالمعروف”. وينسحب الأمر أيضا على قضية توزيع السكنات “فلماذا يتم في كل مرة البدء ببني مزاب في توزيع السكنات”.
ولكن النقطة التي يتقاطع فيها الإخوة الفرقاء في المنطقة هي الإجماع على أن الأحداث التي وقعت في الڤرارة وخلّفت خسائر معتبرة وعشرات الجرحى هي نوع من التمييز، أي أن كل طرف يتهم الآخر بالعنصرية على اعتبار أن أعمال الشغب أخذت منحى جذريا، على خلاف الأحداث التي وقعت شهر رمضان الفارط وتلك التي حدثت سنة 1989، تركت نفوسا متعبة وأسئلة مطروحة حول آفاق التعايش على أرض منطقة غرداية.
وتسكن الطرفين أيضا قناعة مؤداها أن الأحداث التي وقعت في الڤرارة لابد أن وراءها أياد خفية من خارج المنطقة، بدليل الحريق الذي طال المخبزتين الوحيدتين، ما يعني أن الذي قام بحرقهما يعرف جيدا أن الڤرارة تعيش في أزمة، خاصة أن الأحداث وقعت نهاية الأسبوع.
ولكن في غمرة تراشق الطرفين بالتهم، يشير أحد الأساتذة، الذي رفض الكشف عن هويته إن كان من العرب أو من بني مزاب، إلى أن “الحساسية والحقد بين العرب وبني مزاب كبرا، وسيبقيان في النفوس إلى أن يظهر عامل آخر يتمثل في ظهور سكان لا يكترثون لا بالعرب ولا ببني مزاب. تصوّر أن حائطا مشتركا بين الطرفين ما يزال محل حراسة من قِبل الشرطة في مدينة غرداية بشكل يومي، على أمل ألا يقوم أي طرف بتحويله ببضع سنتيمترات أو أمتار لصالحه”.
ولكن في غمرة كل ذلك، بوسعك أن تجد في مدينة غرداية مزابيين وعرب غير مكترثين تماما لما حدث، وهم على درجة كبيرة من التعايش فيما بينهم، فكل ما يهمّ، يقول بعض المزابيين والعرب ممن التقيناهم في السوق الواقعة بقلب مدينة غرداية، هو الحفاظ على الاستقرار لضمان سير مختلف المصالح، لاسيما تنمية التجارة وتطويرها، وأن ما حدث في بريان والڤرارة هو أمر عادي نجم عن تفاقم الضغط الاجتماعي.
نمو ديمغرافي محل تساؤلات
العارفون جيدا بالمنطقة والمتابعون لتداعيات الوضع بشكل عام يقولون إن المعطى الديمغرافي الجديد، المتمثل في توافد عدد من سكان الولايات الشمالية إلى الڤرارة وبريان وغرداية وباقي بلديات المنطقة، بغرض العمل، أخلّ بالتوازن الذي كان موجودا لصالح عرب الشعانبة، ما جعل بني مزاب يطرحون أسئلة ويبدون تحفظات بشأنه لأنهم يخشون أن يصبحوا أقلية مغمورة وسطهم، خاصة أن الڤرارة وبريان تعدان ضمن القلاع الصلبة لبني مزاب.
عندما كنا نستعد للتنقل إلى دائرة الڤرارة، الواقعة على بعد 115 كم جنوب شرقي غرداية، أشار علينا بعض أبناء المنطقة بالتزام الحيطة، على اعتبار أن الغرباء عن المنطقة قد يكونون غير مرغوب فيهم.
كانت شوارع الڤرارة خالية تماما من المارة، فيما كانت كامل المحلات التجارية مغلقة، بينما لم تُمح من على العشرات منها آثار الحرق والتخريب والكسر. وعلى مقربة من حي محمود كان بعض العمال الأفارقة منشغلين بجمع نفايات وركام خلّفها حرق دار الشباب. وما وقفنا عليه أنه حتى المؤسسات العمومية لم تسلم من الحرق والكسر والتخريب مثل مقرات “موبيليس” والضرائب وبنك الفلاحة والتنمية الريفية ووكالة تشغيل الشباب ومكتب محاماة. وعلى بعد أمتار منها، كان الحريق والتخريب قد أتى على مراحل مهمة من محلات العطور والمواد الغذائية وأخرى للبيع بالجملة، إلى جانب مكتبة ومخبزة ووحدة للتلحيم وأخرى لغسل السيارات ومحلات أخرى لبيع مواد البناء، بعضها يعود للعرب والبعض الآخر لبني مزاب، فيما أحرقت عشرات السكنات، منها نحو 15 سكنا بحي محمود لوحده، يقول البعض إن أغلبها يعود لبني مزاب. والداخل إلى الڤرارة بوسعه أن يقف على الوضع الاستثنائي الذي يطبعه تموقع عشرات عناصر الشرطة وقوات مكافحة الشغب على مداخل ومخارج الأحياء السكنية الساخنة، مثل حي محمود وأولاد سي امحمد وغيرها، تحسبا لأي طارئ قد يكسر الهدوء النسبي الذي بدأ يعود، ولو أن حالة خوف مرفوقة بحالة ترقب مازالت تخيّم على المنطقة. ويجمع كل من تحدثنا إليهم هناك على أن سببها هو مقابلة في كرة القدم بين العرب وبني مزاب، رغم أن كامل سكان المنطقة كانوا ضد إجرائها، على خلفية وجود حساسية موروثة عن الأحداث التي اندلعت خلال شهر رمضان الفارط، ومع ذلك فإن رئيس البلدية وافق على تقديم الرخصة للعب المقابلة رغم أن رئيس الدائرة وعددا من نواب المجلس البلدي رفضوا إجراءها.
لكن ما هي الخلفيات التي على أساسها تندلع المناوشات وأحداث الشغب في المنطقة بين الإخوة الفرقاء، فإن لم تندلع في غرداية تنطلق من بريان، وإن لم تكن كذلك تنفجر في الڤرارة؟
يجيب يحيى مجلد، أمين قسمة المجاهدين وأحد أعيان عرش أولاد سي امحمد، وعمره 71 عاما، “لو أن الناس لهم نوايا حسنة لعشنا في سلام، فالأنانية بين الطرفين هي التي أوصلتنا إلى هذه المشاكل بين العرب وبني مزاب، فهناك أسباب كثيرة لهذه المشاكل”، ويضيف المتحدث “الإباضيون لهم كل الإمكانيات والوسائل، ومع ذلك لم يترددوا في اقتحام أحيائنا مثل العربي بن مهيدي وعيسات إيدير وحي عميروش وحي المجاهدين، لهم سلطة ولهم مسؤولية، لهم أغلبية في البلدية وفي الولاية ولهم برلمانيون، فعندما نشبت الأحداث بين الشباب لماذا تدخّل الكبار من بني مزاب فيها؟”.
لابد من تقسيم إداري في المنطقة يخدم العرب وبني مزاب
وأثار شيخ أعيان عرش أولاد سي امحمد ما أسماه بالتمييز بين أبناء المنطقة، عندما تطرّق إلى قضية مشروع بناء 600 سكن بهضبة سيدي علي المحادية لحي العربي بن مهيدي، “الهضبة التي كانت محل مطلب العرب لتحويلها إلى مقبرة سنة 2002 لم يأت أي رد بشأنها من قِبل البلدية، إلا أنه في سنة 2006 تفاجأنا بالشروع في عملية تهيئة الأرضية من قِبل الإباضيين من أجل إسكان أبنائهم، قائلين إن الأرضية المذكورة هي امتداد للحي الذي يقطنون به، إلا أن سكان حي العربي بن مهيدي الذي يقطنه 3 عروش عرب (عرش أولاد سي امحمد، عرش أولاد مبارك، عرش أولاد الڤندوز) ومعهم مختلف المواطنين القاطنين به، طالبوا بالإبقاء على النصف الآخر للأرضية، خاصة أنه يوجد بها معلم تراثي.
ويواصل ممثل عروش العرب: “قمنا بتنظيم جلسات حوار مع السلطات العمومية، وتم تخصيص هكتارين للمعلم التراثي بقرار من الوالي مرفق بمحضر قضائي، وتم الاتفاق بين العرب وبني مزاب على تخصيص أرضية للمعلم وأرضية أخرى للسكن، إلا أن بني مزاب لم يلتزموا بالاتفاقية المبرمة بين الطرفين واستحوذوا على الأرضية”. ويرى المتحدث أن “الاستفزازات ما تزال متواصلة من قِبل بني مزاب، بدليل أنه كلما وقعت مشادات أو مناوشات يقومون باقتحام أحيائنا”. أما من الناحية السياسية فيقول: “مند ستينيات القرن الماضي لم يتول عرب المنطقة رئاسة البلدية إلى غاية اليوم، وهذا ما أدى إلى ظهور ضغوط كبرى على الشباب من جانب السكن وحتى العمل، إذ إن مناصب الشغل التي تأتي توزع بشكل سري، والأمر نفسه عندما يتعلق الأمر بتوزيع الأراضي الفلاحية، بل إن الدليل على ذلك هو أن أغلب الواجهات التجارية الكبرى في قلب المدينة تابعة للإباضيين”. وتشير المعلومات المستقاة من لدن بعض السكان إلى أن الإباضيين لهم 17 عضوا في المجلس البلدي مقابل 06 أعضاء للعرب، فيما يحوز الإباضيون على 04 أعضاء في المجلس الولائي بينهم رئيس المجلس، فيما لا يحوز العرب إلا على عضو واحد، ولعل ذلك يعود إلى عاملين اثنين هما: أن الكثافة السكانية في الڤرارة تعود لبني مزاب، بينما يتمثل العامل الثاني في كون بني مزاب ينتهجون خطة العمل بالقائمة الانتخابية الوحيدة، وتحرص السلطات المحلية في كل الحالات على اتّباع الطريقة التوافقية في توزيع وتقسيم كل شيء بين العرب وبني مزاب مناصفة، ولو أن الحاج محمد سلامة، رئيس رابطة جمعيات الأحياء بالڤرارة، يقول “هناك حساسية طائفية قديمة، وهناك أطراف تغذّيها لها مصالح، ولكنها تصطاد في المياه العكرة، وبرغم أننا مند 20 سنة ونحن نحاول التوفيق بين الطرفين إلا أن هناك أطراف ما تزال تغذي الجانب العنصري والطائفي مثل بعض عناصر الأفافاس”.
هناك محاولة من أطراف سياسية لصنع ربيع الجنوب
ويضيف المتحدث بشأن سؤال عما إذا كانت الأحداث التي تندلع في غرداية ومناطقها هي امتداد للاحتجاجات التي تندلع في ولايات الجنوب: “لا أعتقد أن الأحداث التي نشبت في غرداية والڤرارة هي امتداد لأحداث الجنوب، ولو أن هناك محاولات من أطراف سياسية لإحداث ربيع الجنوب”. إلا أنه يعترف قائلا: “هناك إجحاف في حق المذهب المالكي، على اعتبار وجود فقراء عرب في الڤرارة وبريان وغرداية، فبني مزاب ليس لديهم فقر كبير، لهم مصانع وتجارة، بل ولا توجد عدالة في توزيع السكن الاجتماعي، إذ هناك طبقات فقيرة جدا لدى العرب إلا أن بني مزاب يطالبون بأخذ حقهم من هذا النوع من السكنات”.
ولكن إلى متى سيظل الوضع تطبعه حركة مدّ وجزر بين العرب وبني مزاب؟ يجيب يحيى مجلد ممثل عرش أولاد سي امحمد: “إذا لم تتدخل الدولة لإيجاد حلّ يضع حدا للمشاكل العالقة فإن الحساسيات والمناوشات ستتواصل، فالدولة لابد أن تأتي بحلّ جديد يتمثل في تقسيم إداري في المنطقة يخدم الطرفين، كل طرف له مؤسساته التعليمية مثلا ومؤسسات خاصة به”، قبل أن يتابع قوله “تصور أنه كل يوم تحدث مناوشات وسط تلاميذ المدارس الابتدائية، وإن لم تحدث في الابتدائي، تندلع في المتوسط وإن لم تكن كذلك تصل إلى الثانوية”.
”أصلها ومنطلقها عرقي وسببها اجتماعي”
ولكن مقابل الخلفيات والأسباب التي يقدّمها العرب الشعانبة التي يعتبرونها تقف وراء المناوشات التي مافتئت تعود الى الواجهة، يقدّم نصر الدين الشيخ بلحاج، ممثل أعيان قصر الڤرارة لبني مزاب، تفسيرا لذلك بالقول بأنه “لا أحد ينكر بأن المناوشات في أصلها ومنطلقها عرقية، لكن الأسباب التي جعلتها تندلع في كل مرة هي اجتماعية واقتصادية في الغالب وحتى إدارية وهي ليست جديدة على المنطقة، إذ سبق وأن عاشت المنطقة أحداثا من هذا النوع سنوات 1975 و1989 وتكررت مرتين سنة 2013 خلال شهري أوت ونوفمبر الماضيين”. ويرى نصر الدين أن الأسباب الاجتماعية المذكورة هي امتداد للوضعية الاجتماعية السائدة في ولايات الجنوب ككل، كقضايا التشغيل وغياب التنمية في مجالات الصحة والتعليم، والسكن والترفيه، “فمن يحمّل بني مزاب هذه التهمة نقول له إنها تهمة غير مقبولة. وصحيح أن بني مزاب قاموا بمبادرات لحل هذه المشاكل من حيث الاستثمار والتكافل، وهذا ما جعل العرب ينظرون إلينا على أننا أصحاب حظوة ومتميزون، وهذه الراحة التي يعيشها بني مزاب لم تنسهم أبدا إخوانهم العرب ممن يعيشون معهم، لذاك فالقول إنهم مهمّشون ادّعاء باطل”.
ويرى نصر الدين الشيخ بلحاج أن بني مزاب قاموا بعمليات تضامنية واسعة ولازالوا يقومون بها بينها “المساهمة في بناء عدد من المساجد المالكية، والمساهمة في تمويل الناس بغرض العلاج، والمساهمة في تمويل قفة رمضان، وعمليات تضامنية أخرى على مدار السنة، آخرها الختان الجماعي والتطوع لأهالي جبال الصحراء، وتقديم مساعدات بالألبسة والحقائب المدرسية”.
ولم يتردد ممثل أعيان قصر الڤرارة لبني مزاب في إثارة واحدة من المشاكل السياسية التي كان يعاني منها الإباضيون في غرداية بشكل عام، وأسماها بالتمييز العرقي ضد بني مزاب: “العرب كانوا مسيطرين على الحزب الواحد بعد الاستقلال ومارسوا تمييزا عرقيا ضد بني مزاب، واستمر ذلك إلى غاية نهاية السبعينيات، وخاصة في مرحلة حكم الرئيس الراحل هواري بومدين”. وتابع يقول: “هؤلاء العرب منعوا بني مزاب حتى من حيازة بطاقة منخرط في الحزب الواحد آنذاك، وهي الوثيقة المطلوبة للترشح للانتخابات آنذاك. فهناك إقصاء عرقي وتطبيق متعسف لقانون الثورة الزراعية في غرداية والڤرارة تحديدا، بدليل أن هناك أناسا أخرجوا من أراضيهم حتى يستفيد منها العرب”. ونتج عن عمليات التمييز العرقي أشياء أخرى، بينها “عدم التحدث بالمزابية في المؤسسات، وعدم الاعتراف بالبعد المزابي، وممنوع تنظيم محاضرات، والغناء، أو الكتابة بالمزابية، ودام ذلك إلى غاية نهاية الثمانينيات”. واستنادا إلى أقوال المتحدث، فإن الڤرارة مرت بعدة تجارب ونمادج بعد التعددية السياسية، بينها القائمة الموحّدة الانتخابية التي تجمع بين العرب وبني مزاب، ولكن بعد مرور عهدتين أصبح للعرب تصور آخر، هو الترشح بعدة قوائم ما قاد إلى تفتيت وعائهم الانتخابي، ما يعدّ دليلا على عدم انسجام المجتمع المحلي للعرب، بل وحتى بين العروش التسعة، في حين حافظ بني مزاب على وعائهم الانتخابي المنسجم والمتجانس، ما جعلهم في كل مرة يحتلون صدارة النتائج الانتخابية في مختلف المجالس.
”هناك أشخاص يستثمرون في الصراع العربي المزابي”
وتقرأ الأحداث التي اندلعت بالڤرارة مؤخرا من عدة جوانب، معتبرا إياها جذرية قياسا بالأحداث التي سبقتها خلال السنوات الماضية: “الأحداث الأخيرة توسعت إلى تهديد الناس بالقتل والحرق في مساكنهم، واحتجاز أشخاص كرهائن مع استعمال السلاح الناري، والتحريات متواصلة والإصابات موجودة، فضلا عن تعرّض أزيد من 90 منزلا للحرق بدرجات متفاوتة، إضافة إلى أكثر من 60 محلا تجاريا ومؤسسات عمومية، ما يعني أن هناك أبعادا خلفية لهذه الاحداث تتمثل في جرّ الجزائر إلى ربيع عربي تنطلق شرارته من غرداية”. ويعني ذلك، حسبه، أن هناك أشخاص يحاولون استثمار الصراع بين بني مزاب والعرب، ولو أن بني مزاب هم المتضررون أكثر من الأحداث بأزيد من90 بالمائة.ويضاف إلى ذلك “كتابات على الجدران وتصريحات على الفايسبوك تنمّ عن بغض عميق تحتاج الى دراسة وتحليل من قِبل أخصائيين، وهذا ناجم عن تراكمات، فضلا عن انتقال الأحداث بشكل سريع إلى مجموعة من الأحياء، ما يعني أنها أحداث رُتّب لها من قبل، ومحاولة جرّ بعض العروش إلى الفتنة مثل عرش أولاد نايل بالرغم من أنه محايد. وعلى هذا الأساس، فإنه إذا لم يكن هناك حلّ جاد للأسباب أو مسببات الفتنة، يضيف، فقد تتكرر أو تتجدد المناوشات وأعمال الشغب: “حالة التعايش اليوم بين بني مزاب والعرب هي بحاجة إلى إنعاش ومراجعة ودراسة، خاصة أن نفسية الناس قد انهارت من هذا الصراع”. ومع ذلك فإن أعيان المنطقة من طرفي الصراع “يرتّبون لمبادرات بعد أن طالبوا بتطبيق القانون بكل صرامة وعدالة على الجميع، على اعتبار أن الأحداث عرفت تجاوزات خطيرة غير مسبوقة من قِبل أعوان الأمن، لأن الشكاوى موجودة وشهادات الطب الشرعي موجودة، ويطالب بني مزاب بلجنة تحقيق مركزية بشأن التجاوزات المسجلة”.
المناوشات: دفاع عن الماضي أم عن المستقبل؟
لكن السؤال الذي يمكن طرحه في غمرة الصراع الدائر بين الإخوة الفرقاء، هو هل أطراف الصراع من العرب وبني مزاب يدافعون عن الماضي أم عن المستقبل؟ ما يمكن قوله هو أن المناوشات التي تطفو إلى السطح من وقت لآخر لا يجب أن تغطي على الصفحات المشرقة من تاريخ التحالف بين بني مزاب والعرب التي دامت لقرون، لأن الاستقرار والانسجام في المنطقة بوسعه أن يطور التجارة عبر محور الصحراء وصولا إلى إفريقيا الساحل، وهو الفضاء الذي لا يزال غير مستغل نتيجة الحروب وعدم استقرار الأوضاع، ناهيك عن تطوير الاستثمار المحلي، خاصة أن غرداية ما تزال بها أوجه مظلمة لم تلامسها التنمية المحلية، على نحو ما بدأ يبرز في بعض ولايات الجنوب وولايات الهضاب العليا.
إسلام بلاد المغرب يعود للإباضيين أيضا
يشير أستاذ الأنثربولوجيا بجامعة باريس08، الفرنسي بيار فيليب ري، في كتاباته إلى أن هناك صفحات تاريخية مشرقة من التحالف والتعاون بين البربر الإباضييين والعرب، وخاصة عندما أسس الأغالبة مملكتهم بالقيروان سنة 800 للميلاد التي كانت نتيجة اتفاق بين السكان البربر الإباضيين المحليين والقائد العباسي أغلب القادم من المشرق، وساعد ذلك في تأسيس الإباضيين لإمامتهم التي كانت عاصمتها تيارت، مؤكدا على أن أولى موجات دخول البربر في الإسلام تمت على أيدي دعاة إباضيين، أي من أتباع المذهب الإباضي، الذي يتبعه بني ميزاب في الجزائر ومدينة جربة بتونس وجبال نفوسة بليبيا ومنطقة زنجبار بإفريقيا. وينحدر هؤلاء الدعاة من مدينة البصرة في العراق، وكانوا يسمون آنذاك باسم “دعاة العلم”، وهم 5 أعضاء، بين هؤلاء الفارسي عبد الرحمان بن رستم، ونسجوا علاقات مع السكان البربر وتعاونوا معهم، الأمر الذي مكّن في وقت لاحق السكان من الدخول في الإسلام ونشره من تلقاء أنفسهم، على خلاف الطروحات التي تقول إن الفضل يعود لعقبة بن نافع وحده.
الإمامة والصراع مع السنّيين..
ودامت السلطة السياسية والدينية للإباضيين في المغرب العربي قرابة القرنين، وامتدت هذه السلطة من المغرب إلى تونس مرورا بالجزائر، ذلك من غير احتساب تأثيرهم على مناطق إفريقيا الساحل ولاسيما من الناحية التجارية. واستنادا لكتابات الأنثربولوجي المذكور، فإن العناصر الإباضية التي وصلت إلى المغرب كانت تحسن فن مخاطبة الناس ومعاملة مثالية معهم رغم أنهم كانوا ميسوري الحال، ولم يسبق لهم أن لجأوا إلى العنف بعد توسع نفوذهم في المنطقة. وقال “إن تأسيس مملكة الأغالبة سمح بالإبقاء على مواصلة تعزيز أواصر العلاقات مع المشارقة الوافدين ممن التفوا حول الإمامة الإباضية التي امتد حكمها إلى كل أصقاع المغرب، ولم يتم الطعن في شرعيتها أبدا”. ولكنه يشير إلى أن الخلاف بين السنّيين من أصول عربية والإباضيين البربر تفاقم بعد القرن الثامن، لدرجة أن السنّيين العرب كادوا أن يطردوا من إسبانيا على أيدي البربر الإباضيين. ولكن “تقهقر الإباضيين بدأ عندما نجح الفاطميون الشيعة في إبعاد الإباضيين باتجاه الصحراء، ذلك أن الفاطميين لعبوا على وتر الخلافات الحادة التي كانت موجودة بين مختلف التيارات الإباضية وكذا بين سكان البربر أنفسهم”. كما يشير إلى أنه بين سنتي 943 و947 للميلاد “انتفض البربر الإباضيون ضد الفاطميين بقيادة أحد البرابرة السود، وهو أبو يزيد الذي كاد أن ينهي الأمر بأن يرمي بالفاطميين إلى البحر. وبعدها ببضع سنوات تجددت الانتفاضات البربرية الإباضية ضد الفاطميين، لكن هذه المرة بإجبار الفاطميين على الانسحاب من مصر ومن سوريا، رفقة جيوشها التي تنحدر أيضا من بعض مناطق القبائل الصغرى”.
المرابطون والمذهب المالكي..
إلا أنه ومع “وصول المرابطين إلى المغرب انتشرت رقعة الإسلام بشكل واسع ليشمل كامل أنحاء المنطقة، لكن هذه المرة لصالح انتشار المذهب المالكي. وهذا النوع من الإسلام توغّل ليحتل الفضاء الذي وحّده الإباضيون”. وعلى هذا الأساس، فالفضاء المغاربي-إفريقيا الغربية منذ ذلك الوقت أصبح مكسبا للمالكية، وهذا المذهب اليوم هو تيار تاريخي عميق جدا في منطقة المغرب العربي، وكذا في مالي والنيجر وشمال بوركينافاسو وكوت ديفوار وغانا”. ومع ذلك، فان الأستاذ المختص في الأنثربولوجيا يشير إلى أن الوحدة التي تأسست بين الإباضيين البربر والعرب على مدى العصور الماضية انكسرت، للأسف، بفعل الاستعمار.
محمد طيبي: “هناك سيناريو لصناعة البؤرة المشتعلة”
يرى المختص في علم الاجتماع، البروفيسور محمد طيبي، أن التشخيص البعيد للظواهر التي تقذف إلى الفضاء العمومي تجعلنا نطرح القضايا التالية: الأولى هي التراجع الواضح للسلطة الروحية لأعيان المنطقة الأصلاء من المذهبين المالكي والإباضي، والثانية تكمن في غموض هوية المطالب واختفاء الفاعلين والمحركين وراء الكتل الشبانية للمنطقة، وثالثا هو الدفع بالمجموعات الشبانية قليلة الوعي والقابلة للتوظيف إلى الواجهة، فيما تتمثل الأخيرة في الغموض الذي يلفّ مصادر تمويل هذا التوتر. وهذه كلها تحيل، حسب المتحدث، إلى أن هناك سيناريو لصناعة البؤرة القابلة للإشعال والإحياء، وصناعة البؤر هي في جوهرها خطة استراتيجية لجعل بلد ما تحت طائلة العنف والمراقبة والمتابعة الخاصة لكيفيات تسيير أزمته. ويعترف بأنه “عندما تصل المناوشات إلى الدم لا يمكن معالجة المشكلة بسهولة، ولا يمكن أن يقتصر الحل على الأمور الإدارية (في إشارة للمبادرات التي تتم على مستوى الولاية)، بل يجب استظهار قوة جبر الصدأ من خلال تدخل الأعيان الحقيقيين للطرفين، وليس وسطاء الإدارة، ولا حتى الناشطين في المجتمع المدني الذين لا تأثير معنوي لهم على الناس، وفكرة استحالة التعايش بين أتباع المذهب المالكي وأتباع المذهب الإباضي في أصلها لغم يراد ترسيخه لرفع وتيرة الصراع، ذلك أنه منذ قرون لم يطلب من إباضي واحد أن يتحوّل إلى سني ولا من سني أن يتحوّل إلى إباضي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.