انطلقت أمس تظاهرة إحياء الذكرى 24 لاغتيال الشاب حسني، بحضور عدد من رفقاء المرحوم وأصدقائه، إلى جانب ممثلين عن المجتمع المدني بوهران ومواطنين من عدة ولايات من الوطن، حيث أعطى النائب أحمد مجاهد ممثلا لرئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة، إشارة بداية إحياء الذكرى بمبادرة من الجمعية الثقافية للحفاظ على التراث الوهراني. بمناسبة هذه التظاهرة التي ستتواصل اليوم بحفل فني ضخم يشارك فيه 50 فنانا من كل ربوع الوطن ومن المغتربين والأجانب، أكّد النائب مجاهد أن المرحوم حسني «يعدّ أيقونة من أيقونات الفن الجزائري، قدّم الكثير للجزائر بالنظر إلى الفترة العصيبة التي كانت تمر بها البلاد، حيث فضّل التحدي وإدخال الفرحة إلى قلوب الجزائريين في سنوات الدم والدمار»، وأضاف أنّ المرحوم حسني كان شهيد الواجب بوقوفه في وجه الإرهاب بالكلمات والغناء والرومانسية، مؤكدا أن مثل هذه التظاهرات تعدّ كرد لجميل فنان من أبناء الجزائر. من جهته، أكّد رئيس الجمعية الثقافية للحفاظ على التراث الوهراني، السيد بختي خالد براهمي، أنّ المهرجان ما كان لينظّم لولا وجود أشخاص لا زالوا يحبون المرحوم حسني، داعيا إلى ضرورة العمل على تطوير المهرجان والاحتفال به سنويا كمهرجان محلي بوهران، يحيي ذكرى فنان حارب الإرهاب بالكلمة، ووقف إلى جانب الشعب وفضّل الموت في الجزائر عوض الهروب إلى الخارج. للإشارة، شهدت التظاهرة أمس، وضع باقة من الزهور في موقع اغتيال المرحوم الشاب حسني بحي قمبيطا الشعبي ببلدية وهران، وقراءة فاتحة الكتاب على روحه، ثمّ التوجّه إلى مقبرة الشهداء، حيث تم الترحم على روح شهداء الجزائر، ليختتم بزيارة قبر المرحوم حسني، حيث كانت أرملة المرحوم حسني أوّل الواصلين إلى مقبرة عين البيضاء رفقة والدتها، وعبّرت عن سعادتها لتذكّر المرحوم حسني بعد سنوات من التهميش واللامبالاة التي طالت ذكرى وفاته. كما شهد نفس اليوم تنظيم معرض خاص بالصور بمقر جمعية «حضارة العين»، وهو المعرض الذي ضمّ صورا قديمة للمرحوم رفقة عدد من أصدقائه وبعض الفنانين الذين عملوا إلى جانبه، كما عرف المعرض الكشف عن صور عرضت لأوّل مرة عن المرحوم حسني، خاصة بطفولته في حي قمبيطا، وصور عن نشاطاته بالمنطقة خاصة في فريق جمعية وهران الذي حمل ألوانه.وشهد يوم الخميس عرضا وثائقيا حول حياة الفنان المرحوم الشاب حسني، من إخراج عبد اللطيف مراح الذي كشف عن حياة الفنان وبعض اللقطات الخاصة التي شاهدها الجمهور لأوّل مرة. يشار إلى أنّ السلطات المحلية لولاية وهران غابت عن التظاهرة، وهو الأمر الذي حرك الفنانين وأصدقاء المرحوم الشاب حسني، وطالبوا بتدخّل والي وهران لترقية التظاهرة مستقبلا.
