غريب أمر الاتحاد الاوروبي الذي أكد في عديد المرات أنه يريد وقفا فوريا لإطلاق النار ويوافق على فرض عقوبات على المستوطنين الصهاينة لاعتداءاتهم المتكرّرة على الفلسطينيين في الضفة الغربيةالمحتلة، ولكنه يبقى في موضع المتفرّج على الجرائم المروعة والمجازر الدامية التي يرتكبها جيش الاحتلال منذ 165 يوم في قطاع غزة، ويذهب ضحيتها يوميا المئات ما بين شهداء ومفقودين وجرحى غالبيتهم العظمى أطفال ونساء. جميل أن يعرب المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لويس ميغيل بوينو، عن أسف الأوروبيين إزاء المجاعة التي يواجهها سكان قطاع غزة.. وجميل أيضا أن يؤكد أن هذا أمر مرفوض ويتحدث عن ضرورة فتح المعابر للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية وأن الاتحاد الأوروبي يضغط من أجل ذلك، والأكثر من ذلك أن يعلن أن 26 دولة من الأعضاء تريد وقفا إنسانيا فوريا لإطلاق النار في غزة. وليس ذلك فقط فوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي وافقوا أول أمس، وللمرة الأولى على فرض عقوبات على مستوطنين صهاينة لاعتدائهم المتكرر على الفلسطينيين في الضفة الغربيةالمحتلة، وهو ما يعني وجود تيار داخل هذا الاتحاد يدفع باتجاه دعم الفلسطينيين في مواجهة واحد من أبشع أنواع الاحتلال الذي عرفها التاريخ. ولكن الغريب والمريب في الأمر أن هذا الاتحاد الأوروبي الذي أصبحت دوله تجمع على رأي واحد فيما يتعلق بمسائل تخص القضية الفلسطينية، يكتفي فقط بالقول دون الفعل وقد تسبّب العدوان الصهيوني على قطاع غزة في استشهاد أكثر من 31 ألف شخص 72% منهم أطفال ونساء، وهم من ضمن الفئات الهشة التي وضع الاتحاد الاأروبي ومعه كل الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية الحقوقية والأنسانية ترسانة قوانين وأعراف لحمايتها. رغم ذلك فالاتحاد الأوروبي لا يزال يكتفي بالقول ولم يحرك ساكنا لفرض عقوبات على حكومة الاحتلال وجيشها الهمجي لإنقاذ على الأقل ما يمكن إنقاذه من أرواح بشرية يتسبب هذا الاحتلال بقصفه المكثف وسياسة التجويع الممنهجة في إزهاق المئات منها يوميا على مسمع ومرأى من هذا الاتحاد.