يواصل الحقوقيون الصحراويون فضح النظام المغربي أمام أعين الرأي العام الدولي بالكشف عن الانتهاكات الخطيرة والممارسات البشعة التي تقترفها قوات الاحتلال المغربي ضد أبناء الشعب الصحراوي سواء في المدن المحتلة أو المعتقلات والجامعات المغربية والتي ازدادت حدة في الفترة الأخيرة. وقد نقل أعضاء ثالث وفد حقوقي صحراوي قدم من الأراضي المحتلة وصل إلى الجزائر في ظرف أشهر قليلة صورا مرعبة وشهادات حية عن معاناة سكان المدن المحتلة من الصحراويين الذين يتعرضون لأبشع الانتهاكات والخروقات في مجال حقوق الإنسان. وقال رئيس الوفد الحقوقي الصحراوي ورئيس مجلس الدفاع عن حق تقرير مصير شعب الصحراء الغربية سيدي محمد دباش أن هذه الزيارة تهدف إلى شد انتباه المجتمع الدولي والمنظمات الدولية على ما يعانيه الشعب الصحراوي "المحاصر" في ظل التعتيم الإعلامي الذي تفرضه السلطات المغربية. وأكد الحقوقي الصحراوي الذي يعد من قدماء المحكوم عليهم بالإعدام والذي قضى ربع قرن في السجون المغربية أن الصحراء الغربية "لن تستلم ما دامت لم تنتزع استقلالها". من جانبها روت المناضلة سكينة جدحلو مأساتها ومأساة كل الصحراويين القابعين تحت نير الاحتلال وأكدت في شهادتها أن قوات الاحتلال لا تفرق لا بين الصغير ولا الكبير ولا بين الرجل والمرأة وتعتدي على كل من تسول له نفسه الجهر بوطنيته الصحراوية والمطالبة بحق تقرير المصير. في حين أكدت الحقوقية نجاة خنيبيلة أن حضور هذا الوفد من المناضلين إلى الجزائر يعد بمثابة رسالة إلى المغرب بخصوص عزم الشعب الصحراوي على مواصلة كفاحه إلى النهاية. مثل هذه الشهادات الحية عن واقع مرير يتخبط فيه أبناء الشعب الصحراوي في المدن المحتلة كانت حاضرة على طاولة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خلال انعقاد دورته ال13 الأربعاء الأخير بمدينة جنيف السويسرية. فقد طالب الوفد الحقوقي الصحراوي المشارك في أشغال هذه الدورة بمحاسبة كل المسؤولين في الحكومة المغربية عن الجرائم المرتكبة في الصحراء الغربية محملا الرباط مسؤولية الكشف عن مصير كل المختفين والمفقودين الصحراويين. وقدمت ناشطات حقوقيات صحراويات مداخلات تمحورت أساسا حول الانتهاكات الخطيرة المرتكبة من طرف سلطات الاحتلال المغربية ضد المواطنين الصحراويين العزل من اعتقالات ومحاكمات صورية وعمليات اختطاف قسرية يتعرض لها يوميا المواطنون الصحراويون بالمناطق المحتلة. ودعت الغالية جيمي نائبة رئيسة الجمعية الصحراوية لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان إلى التدخل لدى الحكومة المغربية لحملها على كشف مصير الصحراويين المفقودين. وطالبت ب"استرجاع جثث الأشخاص المتوفين لتقديمهم لعائلاتهم لتتمكن من دفنهم بصفة لائقة". وبالمناسبة أقيمت ورشة بقصر المؤتمرات بجنيف كشفت الخروقات المغربية السافرة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية وشاركت في تنظيمها حركة "مناهضة العنصرية والصداقة بين الشعوب" بالتعاون مع منظمة "فرنسا للحريات" والفيدرالية الدولية للنقابات والحركة الدولية للتعليم والتنمية والعصبة الدولية للنساء من أجل السلام والحرية. كما تميزت الندوة بمداخلات أبرزت أوجه الممارسات القمعية المغربية نشطها عدد من المختصين والمسؤولين من شتى دول العالم منهم البروفيسور مارسيلو كوهن من المعهد العالي للدراسات الدولية والتنمية بجنيف وفرانسيسكو باستاغلي مسؤول بعثة "المينورسو" السابق بالصحراء الغربية وخوسي متانويل ديلافوينتي المحامي والمراقب الدولي بالصحراء الغربية من مرصد "باداخوث" لحقوق لإنسان وجيافر انكوفاتوريني ممثل الحركة الدولية المناهضة للعنصرية والصداقة بين الشعوب لدى الأممالمتحدة وكريستين فيري رئيس المكتب الدولي لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وفي سياق متصل دعا البرلمان الشيلي حكومة بلاده إلى اتخاذ الإجراءات "الضرورية" ضد المغرب كي يتوقف عن انتهاك حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وعبرت رئيسة مجلس النواب الشيلي اليخاندرا سيبولفيدا عن انشغالها "العميق" إزاء تدهور وضعية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية جراء الخروقات المغربية المتواصلة ضد النشطاء والمواطنين الصحراويين. وأدان الحزب السياسي الإسباني اتحاد التقدم والديمقراطية بشدة الانتهاكات الأخيرة لحقوق الإنسان التي ارتكبها المغرب في الأراضي الصحراوية المحتلة ودعا من جديد الاتحاد الأوروبي إلى "دعم" توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل حماية حقوق الإنسان في هذه الأراضي. يذكر أن مخيمات اللاجئين الصحراويين ستشهد يوم غد انطلاق أشغال الملتقى الدولي الثاني حول المرأة تحت عنوان "المرأة والمقاومة" بمشاركة أزيد من 130 شخصية نسائية عالمية. وستدوم أشغال الملتقى يومين وتنشطه وجوه سياسية وقانونية من مختلف دول العالم تتمحور حول "استعراض تجربة المقاومة في العديد من البلدان منها المقاومة الصحراوية". وسيتميز هذا الملتقى بحضور واسع لمختلف المنظمات والهيئات النسائية العربية وكذا الأوروبية خاصة من إسبانياوفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا بالإضافة إلى شخصيات نسائية إعلامية يضيف نفس المصدر.