شكّلت عملية تمليط تمثال الأمير عبد القادر بقلب العاصمة نقطة تساؤل واستنكار من طرف جمعية الأمير عبد القادر، معتبرة الأشغال التي خضع لها النصب التذكاري المخلد لمؤسس الدولة الجزائرية مساساً بأهم الرموز الوطنية، باعتبار اللون الذي ظهر به التمثال لا يعكس الجانب الجمالي الحقيقي، إلى جانب ذلك فإن المار بالقرب من التمثال يلاحظ ذلك الشرخ الذي أحدثه المقاول مما زاد في تشويهه، وقد يصعب ترميمه خاصة وأنه مصنوع من مادة البرونز. أدانت مؤسسة الأمير عبد القادر في بيان لها نتائج أشغال تمليط تمثال الأمير عبد القادر بشارع العربي بن مهيدي (الجزائر العاصمة) بسبب اللجوء إلى استعمال الطلاء فوق هذا التمثال المصنوع من البرونز. وأوضحت المؤسسة في بيانها أن “تمثال الأمير عبد القادر خضع مؤخرا لأشغال، حيث كانت المفاجأة أن التحفة قد زينت بطلاء لا يعجب الناظرين” وهو ما لم يلق كما أضافت “استحسان العديد سواء من السكان القاطنين بالعاصمة أو بمختلف مناطق الوطن”. وجاء في بيان مؤسسة الأمير عبد القادر أن هذه الأخيرة “بصفتها المدافعة على ذاكرة الأمير (...) فهي تندد بشدة بهذا الإهمال الفاضح أمام عدم تحرك أي طرف والذي يسيء لصورة هذه الشخصية التي تستحق أكثر من هذه المعاملة والجزائر تحتفل بخمسينية استقلالها وهذا ما ولد ازدراء سواء لدى المارة والمواطنين أو الأجانب المدافعين عن الرموز الوطنية”. وإذ اعتبرت أشغال تمليط هذا التمثال البرونزي الذي يعود إلى سنة 1987 “إخفاقا” ذكرت المؤسسة بالانتقادات الكثيرة المنددة بالمعاملة “غير اللائقة” وغير”العادلة” التي تعرض لها التمثال الوحيد في العاصمة المخلد للمقاوم والإنساني ومؤسس الدولة الجزائرية. واعتبرت المؤسسة أن الجميع شهد على أن من قام بهذه الأشغال “تصرف عن جهل” معربة عن تأسفها لعدم استشارة مديرية الفنون الجملية التي “بفضل تجربتها ومهارتها كانت قد تتجنب هذه الكارثة المتمثلة في طلاء هذا المعدن النبيل المتمثل في البرونز”. من جهته، نفى النائب ببلدية الجزائر الوسطى الملكف بالشؤون الثقافية والتربوية السيد نور الدين بوضياف في تصريح ل«المساء” أن يكون المقاول الذي قام بالتمليط قد أعاد دهن التمثال، بل إن اللون الظاهر هو لون البرونز الحقيقي، والذي سيعود إلى لونه السابق مع مرور الأيام، بفعل العوامل الطبيعية، لكن محدثنا استغرب وجود شرخ في واجهة التمثال، مشيراً الى أن ذلك خطأ فني وسيتم ترميمه، وذلك باستدعاء المقاول وإلزامه بذلك، مستبعداً أن تكون عملية الترميم صعبة. وأكد السيد بوضياف أن تمليط تمثال الأمير الموجود قبالة مقر بلدية الجزائر الوسطى كان بمبادرة من مصالح البلدية، ويدخل في إطار تهئية الساحة في إطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال. إلى جانب ذلك، استغرب المارة ظهور التمثال بشرخ لم يكن به منذ نصبه لأزيد من 20 سنة معتبرين ذلك إهمالا من طرف المقاول، أو أن صفقة المشروع منحت لمن لا يملك الكفاءة الفنية في تمليط وترميم مثل هذه النصب التاريخية.. فهل تتحرك مصالح بلدية الجزار الوسطى التي بادرت بالأشغال لتخفي العيب المستحدث؟