مطرب متميز بصوته الطربي الأصيل وأدائه الموزون الشجي، ابن عائلة فنية عريقة، حيث تأثر بخاله الفنان أحمد التومي منذ الصغر وكان سببا في ولوجه عالم الفن في بداية الثمانينيات، ليتبناه بعدها الفنان عبد المجيد طالبي رئيس فرقة كوكب الصباح، وينضم إلى فرقة “ليالي سوف” كمغن، ثم فرقة “الأمل” الموسيقية بقيادة الفنان القدير إبراهيم بليمة، عازف عود متمكّن وملحن وخبير بالمقامات السوفية، له الفضل في صبغ الأغنية السوفية بالطابع الطربي الذي ألبسه إياها لتزداد بذلك روعة وتألّقا، 33 سنة في عالم الفن وفي رصيده 24 ألبوما، أدى أغاني ناجحة، صوّر بعضها على شكل “فيديو كليب” منها؛ “أدهم زي الليل”، “جبت غزالة”، “دايا على السمورة” وغيرها. إدريس التومي ضيفنا لهذا الأسبوع، التقيناه في مدينة الألف قبة وقبة وجمعتنا به هذه الدردشة: يلقبونك بشحرور الأغنية السوفية وصفوة أهل الاختصاص يمتدحون قدرتك على تحويل الفلكلور إلى طرب، فما تعليقك؟ لقبوني بشحرور الأغنية السوفية، وهو شرف لي، ودون فخر أظنني أهلا لذلك، لأن أهل الاختصاص امتدحوا قدرتي على تحويل الفلكلور إلى طرب، وأظنهم أصابوا في ذلك لأنني بالفعل وُفّقت في عملي، فما من أغنية أديتها وكانت بعيدة كل البعد عن الطابع الطربي، إلا وتحولت بصوتي وأدائي إلى طرب، لديّ إمكانات صوتية غير محدودة في مجال الطرب، وبصمتي مميزة، حيث لعبت كل من الموهبة، الدراسة والاطلاع دورا هاما في صقلها وإبرازها على الساحة الفنية هنا بوادي سوف وخارجها في الدول الشقيقة المجاورة كتونس وليبيا ... شخصية فنية متألقة بقدرات صوتية هائلة لم تعرف انتشارا رغم تواجدها في الساحة الفنية منذ أكثر من ثلاثين سنة، فما الذي حال دون شهرة إدريس تومي جماهيريا مع أنّه أهل للشهرة؟ إدريس تومي معروف كفنان بارز في منطقة وادي سوف وخارجها، لكن نظرا للتهميش وقلة الاهتمام بالفنان إعلاميا حجب الفنان الحقيقي ليبرز على الواجهة الدخلاء على الفن ومن يفتقرون لمؤهلات، وهي حقيقة تطغى للأسف على كل المجالات ليس فقط على الميدان الفني، لكننا نأمل في تغيّر الأوضاع وإعادة الاعتبار لمن هو فنان بالفعل ... عازف متمكن، ملحن، مغني وموزع، هذه الأمور إذا اجتمعت أعطت لا شك فنانا شاملا؟ قد أكون فنانا شاملا، لكن مع هذا عادة ما أستعين بأهل الاختصاص، فمثلا في مجال اللحن تعاملت مع الملحن القدير عبد الحميد شبيرة، وإن كنت موزعا، إلا أن هذا لم يمنع من التعامل مع موزعين آخرين، أذكر منهم: الأستاذ قويدر بركان، عبد المجيد طالبي، فاروق العقبي، عثمان حمادي، عاشور طايطاي وابراهيم بليما الذي أتواصل معه باستمرار . المعروف عن إدريس تومي أنه يبدع ولا يكتفي بالتراث، فمن أين تستقي الكلمات؟ لست كاتب كلمات، لذا أفضل حين آمل في الجديد اللجوء إلى شعراء منطقة وادي سوف البارزين وعلى رأسهم: عبد المجيد عنان، بن عون عيسى وعلي سوفية الذي استطاع بفضل تعامله مع كبار الفنانين كسب شهرة واسعة تعدت حدود المنطقة إلى خارجها. سبق أن سجلت لقاءات في حصص تلفزيونية وعدة أغان مصورة، حدثنا عن صدى مثل هذه التجارب بالنسبة إليك كفنان؟ بالفعل، سبق أن سجلت لقاءات وعدة أغان في حصص فنية تلفزيونية منها: “صوت من الوادي” و”رحلة إلى الوادي” وصورت عددا من الأغاني على طريقة “الفيديو كليب”، منها أغنية “أدهم زي الليل”، “جبت غزالة”، “دايا على السمورة” وغيرها، كما سجلت أربع “كليبات” مصورة مع المخرج مصطفى حجاج، إلى جانب لقاءات وتجارب لها صداها ونتائجها الطيبة قطعا، إذ تعمل على انتشار الفنان ونجاحه جماهيريا وفنيا، وكما سبق أن ذكرت، يعد الإعلام وسيلة هامة تصنع اسم ونجومية الفنان، لكنها ذات حدين ترفع وتحط متى شاءت. الملاحظ انعدام استيديوهات لتسجيل الأغاني في وادي سوف، فلماذا وما المشكلة؟ الإمكانيات هي دوما المشكلة، ففتح استوديو يتطلب أموالا كثيرة ودعما، وشخصيا كان لدي استيديو أقفلته بسبب المصاريف الكثيرة والمردود الضئيل، وهي في حد ذاتها أكبر مشكلة... في غياب اسيديوهات في الوادي، إلى أين تلجأ ومن هم المنتجون الذين تتعامل معهم؟ أتعامل عادة مع ورقلة موسيقى “جهيد”، “عالم الشباب”، “أيمن للإنتاج”، “بلعيد وطبنة”، وأمول الإنتاج على حسابي الخاص، حيث لا أتقاضى فلسا حتى يتم بيع ما أصدره، أي أن الفنان يتحمل الخسارة ولا يناله من أرباح نجاحه إلاّ ما يقرره المنتج ... اللهجة التونسية تطغى على كلام ومعظم أغاني إدريس تومي، فما سر هذا التأثر الكبير بالتونسيين؟ بحكم قرب المنطقة من الحدود التونسية، أصبحنا نتحدث مثلهم، وسبق أن غنيت في تونس، مما جعلني أتقن التونسية بشكل سريع وجيد، فالأغنية التونسية محببة لدى الجزائريين، مثل رواج الأغنية الجزائرية في تونس وغيرها من الدول الشقيقة... في ظل هذه الظروف، ألم تفكر يوما في الاعتزال؟ لا، لأنني أعشق الفن وأتنفسه، ولدي أمل في تحسّن أحواله بإعادة الاعتبار للفنان لأن الجزائر بلد الفن الأصيل .. هل من مشاريع في الأفق؟ حاليا لدي عدة أغان ملحنة وكلمات أكثر من رائعة، أي مشروع كامل متكامل، في انتظار منتج حقيقي، لا تاجر يقدّر الفنان الحقيقي ويسعى إلى إصدار الفن الراقي المتميز الذي يهذب ويطرب ...