دعا وزير الفلاحة و التنمية الريفية ، رشيد بن عيسى، اليوم ، بالجزائر العاصمة مختلف مصالح الغابات إلى مساهمة أكبر في تجسيد مختلف برامج التجديد الريفي التي تمت مباشرتها في إطار البرنامج الخماسي 2010-2014. و أوضح الوزير خلال اجتماع ضم مختلف رؤساء المصالح التقنية لمحافظات الغابات و المقاطعات الاقليمية أن "أعوان الغابات يلعبون دورا متميزا في السياسة الريفية كونهم أساس البرنامج الوطني للتنمية الريفية". و اعتبر بن عيسى أن تجسيد برنامج التنمية الريفية الذي يعد أحد الركائز الثلاثة لسياسة التجديد الفلاحي و الريفي بلغ سرعته القصوى. لكن استكمال المشاريع المسجلة يستدعي تجنيد كل إطارات هذا السلك المكلف بتطبيق هذا البرنامج الواسع الذي يتعلق لاسيما بحماية الأحواض المنحدرة و النباتات الغابية و مكافحة التصحر و الاستغلال الغابي و مكافحة حرائق الغابات. و حسب أرقام المديرية العامة للغابات فان تنفيذ هذا البرنامج بلغ نسبة 57 بالمئة على الرغم من الموارد المالية الهامة المسخرة. و أوضح الوزير أن "الأمر يتعلق اليوم بتعزيز الأدوات التي جاءت بها الاصلاحات التي تمت مباشرتها ميدانيا و محاولة استكمال برنامج 2010-2014 و التحضير للبرنامج الخماسي القادم 2015-2019". و أضاف أن انجاز مشاريع التنمية الريفية المستدامة ينبغي أن يتم بالتشاور مع السكان الريفيين. و لتعجيل عملية تنفيذ مختلف البرامج أعطت الحكومة صلاحيات لمحافظي الغابات للنظر فيلتسيير الاموال و كذا تسيير و تنشيط الفضاءات الريفية حيث يعيش40 بالمئة من السكان الجزائريين.كما أنشأ القطاع المؤسسة الجزائرية للهندسة الريفية بغرض تعزيز انجاز الورشات الريفية من خلال عقود بالتراضي. و شاركت قطاعات أخرى على غرار الموارد المائية و الجماعات المحلية في هذه المشاريع الرامية إلى تحسين الظروف المعيشية لسكان الأرياف و استحداث الثروات و الحفاظ على الموارد الطبيعية. إلا أن التحولات المترتبة عن هذا البرنامج أثارت مخاوف لدى سلك أعوان الغابات بالنظر إلى حجم النشاط الواجب مباشرته في مختلف البرامج المدرجة ضمن سياسة التجديد الريفي. و بخصوص الصعوبات التي يواجهها أعوان الغابات ميدانيا أعرب بن عيسى عن "استعداده" لتزويد هذا السلك بوسائل مادية و بشرية من أجل تسهيل تطبيق هذه المشاريع. و من جهة أخرى طلب الوزير من مصالح الغابات "بذل قصارى جهودها" من أجل نجاح حملة مكافحة حرائق الغابات في 2013 و "استخلاص الدروس من سنة 2012" التي التهمت خلالها الحرائق حوالي 100.000 هكتار. كما أمر المؤسسة الجزائرية للهندسة الريفية بالشروع "بشكل استعجالي" في فتح ممرات لتسهيل ولوج أعوان الغابات و عناصر الحماية المدنية إذ انتقد عناصر الحماية المدنية بشدة خلال السنة الماضية صعوبات بلوغ الغابات. و أكد الوزير قائلا "فوجئنا في السنة الماضية لكن ما من مجال للمفاجأة هذه السنة".
