قرار تنحية عمار سعداني، من على رأس حزب جبهة التحرير الوطني، لم يكن وليد الساعة، ولا هو قرار اتخذ بمناسبة الدورة العادية للجنة المركزية التي انعقدت بفندق الأوراسي يوم 22 أكوبر الفارط، وإنما القرار كان قد اتخذ وفصل فيه شهر أوت الماضي. كشفت شخصية سياسية معروفة رفضت الإفصاح عن إسمها في تصريح ل "السلام"، أن مسؤولا سام في الدولة أخبرها في وقت سابق بأن قرار إزاحة عمار سعداني، من على رأس الأمانة العامة للأفلام قد فصل فيه من طرف من وضعه في هذا المنصب قبل سنتين، وأن أيامه أضحت معدودة، وأن ما يقوم به سعداني، يضيف ذات المصدر الآن، هو من محض تفكيره وإرادته واجتهاد شخصي منه، وأنه بعيد كل البعد عن تعليمات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الفعلي للأفلان، كما أضاف محدثنا أن خطابه الناري الذي ألقاه بمناسبة اجتماعه بمحافظي الحزب في الخامس من هذا الشهر ما هو إلا رد فعل أراد من خلاله سعداني خلط الأوراق وتوجيه التهم لمن أعتقد بأنهم وراء قرار إزاحته من الأمانة العامة للحزب. ذات المصدر، يضيف في تصريحه، أن قرار تنحية عمار سعداني، الذي أتخذ قبل أشهر من الآن جاء نتيجة العديد من السقطات التي وقع فيها على غرار فشله في تسوية الخلافات داخل جبهة التحرير، بل عمل على توسيع الشرخ بين الأطراف المتنازعة من خلال اعتماده في خطاباته على توجيه التهم بالخيانة تارة وبالعمالة للخارج تارة أخرى لكل من ينتقده أو يعارض سياسته، في غياب الخطاب السياسي الذي طالما ميز جبهة التحرير، ضف إلى ذلك السقطة التي وقع فيها بعد التزامه الصمت حيال الموقف المخزي الذي صدر من رئيس الحكومة الفرنسي إمانويل فالس، في حق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والذي هو رئيس الحزب بعد زيارته للجزائر واستقباله من طرف بوتفليقة.