طالب العديد من ممثلي المجتمع المدني بولاية الجلفة من وزير الصحة بالتدخل العاجل والحازم من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من قطاعه على المستوى المحلي خاصة بعد التسيب الكبير الذي سجله هذا الأخير مؤخرا والذي لم يسبق له أبدا أن عاش مثل هذا التسيب الحاصل على مستوى الخدمات الصحية. واعتبر ممثلو الجمعيات أن المدير الحالي للصحة أثبت واعترف بعدم أهليته لتسيير قطاعه وهو الذي يخرج في كل مرة "تهديده" بالاستقالة والمغادرة ويؤكد أن "حقيبته في السيارة" ما يعني أن المدير لا يقيم أصلا بالولاية وغير مركز مع مشاكل قطاعه المتفاقمة. كما طالب الناشط "سليم خالدي" من الوزير الاستجابة لطلبات المدير المتعددة وإعفاءه من تسيير شؤون الصحة بالجلفة لأنه غير قادر على ذلك أو غير راغب فيه ما ترتب عنه مشاكل مستعصية بالقطاع حيث أضحى المواطن البسيط يدفع الثمن بحياته في بعض المرات. واستغرب ممثلو المجتمع المدني إصرار الوزارة على إبقاء المسؤول التنفيذي بالجلفة وهو الذي "استقال" فعليا عن النشاط منذ مدة تاركا المستشفيات والمراكز الصحية تتخبط في فوضى عارمة لم تشهد لها الولاية مثيلا من قبل. وعلق الناشط في مجال الصحة "سليم خالدي" على وضع القطاع قائلا: "المدير التنفيذي يوهمنا في كل مرة نتدخل لحل مشكلة أنه متطوع في سبيل الله وبأننا جد محظوظون بتواجده معنا وكأن به يريد منا أن لا نزعجه بمشاكل المرضى من الطبقات الهشة، أريد أن أسأل الوزير: من يعاني في المستشفيات من انعدام سيارات الإسعاف والنظافة والمناوبة الليلية والأطباء وأبسط ظروف التكفل الصحي؟ أليسوا الزوالية؟"، مطالبا من وزير الصحة بتحمل مسؤولياته لأن الوضع أصبح لا يحتمل التأخير. تجدر الإشارة أن قطاع الصحة يعرف نزيفا في الأطباء منذ قرابة سنة حيث تشير مصادر أن أكثر من 15 طبيبا غادروا الولاية خلال هذه الفترة بسبب تدهور ظروف العمل.