المصابون بالأمراض التنفّسية يستغيثون طالب مسؤولو قطاع الصحّة، وتحديدا المشرفون على قسم الأمراض الصدرية في المراكز الاستشفائية، وكذا المصابون بالأمراض التنفّسية بضرورة التدخّل العاجل لوزير الصحّة عبد المالك بوضياف من أجل مراسلة نظيره وزير النقل عمار غول لإعادة النظر في المرسوم الوزاري الذي يحدّد كيفية نقل مادة الأوكسجين إلى المستشفيات أو إلى منازل المواطنين المصابين بضيق التنفّس. يعاني الآلاف من المرضى المصابين بضيق التنفّس على المستوى الوطني من النقص الفادح في مادة الأوكسجين على مستوى المستشفيات العمومية بسبب التعقيدات التي يواجهها مدراء الصحّة ومسؤولو القطاع في جلب هذه المادة التي تتطلّب عملية نقلها الحصول على رخصة من وزارة النقل بدل الحصول عليها من مديريات النقل الولائية، حيث يتكبّد المرضى معاناة كبيرة جرّاء نقص مادة الأوكسجين في المستشفيات ونفادها في الكثير من المرّات، خاصّة في الولايات الجنوبية والداخلية. واعتبر المصابون بضيق التنفّس -حسب تصريحات أدلوا بها ل (أخبار اليوم)- أن نفاد مادة الأوكسجين من المؤسسات الصحّية يهدّد حالاتهم الصحّية، خاصّة في موسم الشتاء وتزامنا مع ارتفاع نسبة الإصابة بالأنفونزا الموسمية التي تسبّبت في وفاة العديد من كبار السنّ والذين يعانون من الأمراض المزمنة، من بينها (الربو وضيق التنفّس)، وهو ما زاد الطّين بلّة ورفع من حدّة خوفهم، مشيرين إلى أن الإجراء في السنوات الفارطة كان يقتصر على الحصول على ترخيص من مصالح الأمن ليتمّ تحويل صلاحية منح الرخصة إلى وزارة النقل. للإشارة، وقع مدراء الصحّة في الكثير من الأحيان في ورطة حقيقية بسبب طول انتظار الموافقة على منح الترخيص من مصالح وزارة النقل، وهو الأمر الذي يؤدّي الى نفاد الأوكسجين من المؤسسات الصحّية، ما يهدّد صحّة المرضى الذين يعانون من ضيق التنفّس أو الأمراض الصدرية الأخرى. وللعلم، فإن المرسوم الوزاري الذي يحدّد كيفية نقل مادة الأوكسجين إلى المستشفيات أو إلى منازل المواطنين المصابين بضيق التنفّس يلزم مدير الصحّة أو أيّ شخص آخر يريد الحصول على ترخيص لنقل مادة الأوكسجين أو جلبها إلى المستشفيات بمراسلة وزارة النقل بدل مديريات النقل الولائية، وهو الإجراء الذي يستغرق وقتا طويلا -على حدّ تعبيرهم- ما يعرّض المرضى لأخطار صحّية. من جانب آخر، استغرب المواطنون المصابون بمرض الربو (ضيق التنفّس) منح رخصة لنقل مادة غاز البوتان رغم أن هذا الأخير أكثر خطورة من مادة الأوكسجين. وللتذكير، توجّهت السلطات إلى هده الإجراءات بعد التردّي الأمني الذي عرفته الجزائر وقيام الجماعات الإرهابية باستعمال مادة الغاز والأوكسجين في صناعة القنابل. وأفادت مصادر مطّلعة بأن العديد من نواب البرلمان الممثّلين لولايات الجنوب الجزائري تدخّلوا ورفعوا الانشغال إلى وزير النقل عمار غول الذي منح الموافقة على منح الرخص على مستوى مديريات النقل الولائية بالجنوب استثنائيا بعد أن كشفوا المعاناة الكبيرة التي يتخبّط فيها المرضى، فيما ينتظر مدراء الصحّة تعميم الإجراء على المستوى الوطني .