بقلم: علاء سعد حميدة* من أسس المراجعة والبناء الفكري: إصلاحيون (مصلحون) أم إسلاميون؟ مصطلح الإصلاحي والمصلح مصطلح قرآني كريم، أشار إليه المولى عز وجل في غير موضع من القرآن الكريم. مصطلح إسلامي أطلقه - في الغالب الأعم- خصوم المشروع الإصلاحي من مستشرقين ومستغربين ومن يدور في أفلاكهم. (نحن دعوة إصلاحية في أمة مسلمة) عبارة يسيرة، لكنها تحمل كثيرا من الحلول الكبيرة لمشكلات أيديولوجية وتطبيقية كبيرة. حركة التجديد والإصلاح والحسبة بمفهوم الإسلام تقبل التعدد والشراكة، ولا تصنع صفا وهميا تقيس به على صف رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه.. فورثة صف النبي صلى الله عليه وسلم هو كل الأمة المسلمة شرقها وغربها، قديمها وحديثها إلى قيام الساعة.. ملامح مشروع إصلاحي نهضوي أطلق مقولة: إصلاحيون لا إسلاميون لحل كثير من المشكلات الفكرية لدى المصلحين والمجتمع على السواء. من وجهة نظري كطارح لتعديل مصطلح الإسلاميين إلى الإصلاحيين أن له أهمية وتطبيقية وفكرية .. فهو يحدد طبيعة المشروع الإصلاحي وتداخلاته، والأدوار المنوطة بنا من خلاله، ويحدد بوضوح فكري وعاطفي ونفسي وتطبيقي أن الصف المسلم هو مجموع الأمة المسلمة كلها .. وأن الإصلاحيين طائفة من المسلمين لا يزيدون عليهم ولا يمتازون في شيء إلا بما يثيبهم الله عليه لحسبتهم في الآخرة .. ووفقا لهذه الرؤيا يستقر في ذهن الإصلاحي ووعيه وحسه - على السواء- احتمال تعدد المنابر والمؤسسات الإصلاحية وتعاضدها جميعا على النهوض بالأمة والمجتمع وإصلاحها وعدم تعارضها أو تخاصمها، ويستقر في ضمير المصلح أن بيعته لإمامه أو رئيس طائفته الإصلاحية هي بيعة عمل، وليست بيعة دين أو بيعة خليفة المسلمين.. وبالتالي يجوز تعدد بيعات العمل في عنق المصلح الواحد، ويجوز له تعدد الانتماءات للمؤسسات الإصلاحية.. ويتحقق في ضمير المؤسسة الإصلاحية أنها جزء من الأمة، وليست أمة بديلة، وتستقر فكرة المحاسبة المؤسسية للمسؤول؛ لأنه- وفق هذا المفهوم- ليس في مرتبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما في مرتبة مسؤول عادي؛ يخطئ ويصيب، ويحاسب ويسأل، ويعزل ويزكى كل مسؤول حسب برنامجه وقدراته واجتهاداته.. ناهيك عن فكرة حتمية شمولية التنظيم الإصلاحي .. الفكرة التي ثبت استحالة تطبيقها حول قرابة قرن كامل من الزمان.. فإيماننا بشمولية الإسلام لا تعني حتمية شمولية الدعوات الإصلاحية القائمة على أسس وقواعد الإسلام، ولا يمكن لدعوة إصلاحية أن تتحول إلى أمة داخل الأمة، ولا إلى دولة داخل دولة من دولها .. هناك مفاهيم وأحاسيس كثيرة ستتغير في نفوسنا إذا عدلنا -فقط- المصطلح من وصف الإسلاميين إلى وصف المصلحين أو الإصلاحيين.