عدد المؤسسات الأجنبية المشاركة يتراجع* إضافة إلى تدنّي الإقبال عليه وغياب الزخم الإعلامي الذي كان يرافقه، يشهد معرض الجزائر الدولي في طبعته ال 48 تراجعا من حيث عدد المؤسسات الأجنبية المشاركة في ظلّ ازدهار المعارض المتخصّصة، غير أن هذه التظاهرة الاقتصادية السنوية تبقى إحدى الوسائل المفضّلة لرجال الأعمال الراغبين في استكشاف السوق الجزائري لأوّل مرّة. يشارك في هذا المعرض الذي يعقد بقصر المعارض من 28 ماي إلى الفاتح جوان 742 مؤسسة أجنبية مقابل 835 مؤسسة أجنبية في 2010 و1.066 في 2007 و1.044 في 2003، حسب أرقام الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير (صافكس) التي تنظّم هذه التظاهرة السنوية. كما انخفض عدد الدول المشاركة في الطبعة الجارية من معرض الجزائر الدولي إلى 30 دولة مقابل 40 دولة في 2010 و36 دولة في 2007 و32 دولة في 2003. وينعكس تراجع الاهتمام الدولي بهذه التظاهرة على المساحة الإجمالية المخصّصة للأجانب، حيث سجّلت انخفاضا إلى 12.533 متر مربّع (م2) في الطبعة الحالية مقابل 17.000 متر مربّع في 2010 و27.714 م 2 في 2007 و24.882 م2 في 2003. ويأتي هذا الانخفاض بالتوازي مع تطوّر المعارض المتخصّصة في الجزائر، حيث تنظّم (صافكس) لوحدها أو بالشراكة مع منظّمين آخرين أكثر من ثلاثين معرضا دوليا في الجزائر كلّ سنة في مختلف التخصّصات (السيّارات والبناء والأشغال العمومية والفلاحة والأدوية والإعلام الآلي والسياحة والكتاب وغيرها). غير أن هذه التظاهرات لم تنقص من أهمّية المعرض الدولي كوجهة رئيسية للكثير من المتعاملين الاقتصاديين الأجانب الذين يقصدون الجزائر لأوّل مرّة للتعرّف على سوقها ومزاياه عن قرب. ويشارك في هذا الإطار حوالي 80 مؤسسة في الجناح المخصّص للهند -ضيف شرف المعرض لهذه السنة- قصد بحث فرص التوغّل في السوق الجزائري، لا سيّما التجهيزات والصناعات الصيدلانية والغذائية والبناء وقطع الغيار. وقال ممثّل فيديرالية غرف التجارة والصناعة الهندية سوراف ميتال في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية إن (الجزائر تمثّل سوقا واعدة لكن غير مستغلّة بالشكل الكافي من طرف الهنود لعدّة أسباب منها البعد الجغرافي)، مضيفا أن الشركات العارضة بالجناح الهندي، والتي يأتي معظمها لأوّل مرّة إلى الجزائر عازمة على استدراك هذا التأخّر من خلال البحث عن ممثّلين تجاريين كمرحلة أولى ثمّ الاستثمار إن توفّرت الشروط الملائمة. ومن جهته، أكّد ممثّل هيئة تطوير التجارة الخارجية لماليزيا (ماتريد) محمد حارث عبد اللطيف أن (الاتجاه الساري في الجزائر نحو تقييد عمليات الاستيراد يفرض على المؤسسات التفكير جدّيا في إيجاد شراكات لدخول السوق الجزائري الذي يزخر بفرص الأعمال)، وقال إن (ذلك يشكّل تحدّيا كون الجزائر تمثّل سوقا جديدا للماليزيين، ممّا يجعل من المعرض مناسبة جدّ مهمّة للتعرّف والاتّصال برجال أعمال جزائريين)، حسب ما صرح ممثّل (ماتريد) التي تضمّ 280 مؤسسة ماليزية.