كشفت قوة الرياح في مكةالمكرمة يوم الثامن من ذي الحجة أثناء فك مذهبات الكسوة لتبديل الثوب القديم عن جسد الكعبة المشرفة وأحد أسرار البيت العتيق في مشهد وصف بالمؤثر والمهيب. وخلال عملية الإزاحة ظهرت آثار لباب مغلق في جهتها الغربية يتكون من 18 حجراً بيّنت حدود الباب القديم للكعبة المشرفة والمقابل للباب الرئيسي الحالي بالقرب من الركن اليماني مرتفعاً بقدر الارتفاع للباب الرئيسي. وجاء في سير بناء الكعبة أن قريش أغلقت الباب أثناء إعادة بنائها بعد السيل الكبير الذي حطم أجزاء منها في القصة الشهيرة التي شارك فيها النبي صلى الله عليه وسلم وضع الحجر الأسود ورفعت قريش الباب الرئيسي وأغلقت الباب المقابل له الذي ظهر في الصور بعد ارتفاع كسوتها بفعل الرياح. وتعود القصة حينما بنى نبي الله إبراهيم- عليه السلام- الكعبة المشرّفة جعل لها بابين بابًا شرقيًّا وبابًا غربيًّا كما جاء في صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لولا أنَّ قومَكِ حديثُ عهد بجاهلية لأَمَرْتُ بالبيتِ فهُدِمَ فأدخلتُ فيهِ ما أُخْرِجَ منهُ وألزقتُهُ بالأرضِ وجعلتُ لهُ بابيْنِ بابًا شرقيًّا وبابًا غربيًّا فبلغتُ بهِ أساسَ إبراهيمَ . ولما بنت قريشًا الكعبة قصرت عليهم النفقة فاستقصروا الكعبة عن بناء إبراهيم عليه السلام فتركوا من الحِجر ست أذرع وشبرًا وجعلوا لها بابًا واحدًا شرقيًا مرتفعًا عن الأرض كما جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سألتُ رسولَ اللهِ _ عن الجدر؟ أمنَ البيتِ هو؟ قال نعم قلتُ: فلم لم يُدخلوهُ في البيتِ؟ قال إنَّ قومكَ قصرت بهم النفقةُ قلتُ: فما شأنُ بابِه مرتفعًا؟ قال: فعل ذلك قومك ليُدخلوا من شاؤوا ويَمنعوا من شاؤوا ولولا أنَّ قومك حديثُ عهدهم في الجاهليةِ فأخافُ أن تُنْكِرَ قلوبهم لنظرتُ أن أُدْخِلَ الجَدْرَ في البيتِ وأن ألزِقَ بابَه بالأرضِ . وهذا الحديث الذي سمعه عبدالله بن الزبير- رضي الله عنهما- ورواه عن خالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هو ما دعا ابن الزبير رضي الله عنهما أن يبني الكعبة على أساس إبراهيم عليه السلام وذلك بعد 82 سنة من بناء قريش للكعبة المشرفة بسبب ما لحق بها من أضرار واحتراقها في سنة 64ه بسبب الأحداث التي شهدتها مكة وحصارها من قبل الجيش الأموي فأعاد بناءها عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما وأدخل ما أُخرج منها من الحِجر وجعل لها بابًا آخر في ظهرها في الجهة الغربية وجعل بابيها لاصقين بالأرض وزاد في طولها تسع أذرع ولما قُتل ابن الزبير رضي الله عنهما كتب الحجّاج بن يوسف الثقفي إلى عبدالملك بن مروان: أن ابن الزبير قد زاد في بيت الله ما ليس منه وأحدث فيه بابًا آخر فكتب يستأذنه في رد البيت إلى ما كان عليه في الجاهلية فكتب إليه عبدالملك بن مروان: أن سدَّ بابها الغربي الذي فتحه ابن الزبير واهدم ما زاد فيها من الحِجر. فهدم الحجّاج منها 6 أذرع وشبرًا مما يلي الحِجر وبناها على أساس قريش الذي كانت استقصرت عليه وسدَّ الباب الذي في ظهرها وترك سائرها لم يحرك منها شيئًا وبقيت الكعبة على هذا البناء وبقي أثر الباب الغربي حتى أعيد بناؤها في زمن الدولة العثمانية في عهد السلطان مراد الرابع سنة 1040ه وذلك بعد أن تسبب السيل الذي وقع بمكة في شعبان سنة 1039ه بسقوط الجدار الشامي من الكعبة وبعض الجدارين الشرقي والغربي فأعيد بناؤها على ما كانت عليه في آخر بناء لها في عهد الخليفة عبدالملك بن مروان. وفي العهد السعودي صُنِع للكعبة بابان أحدهما في عهد الملك عبدالعزيز في عام 1363 للهجرة والثاني وهو الباب الموجود حالياً أمر بصنعه الملك خالد وقد تم صنعه واستخدم فيه 280 كيلو جراماً من الذهب ........ أحاديث نبوية عمل درجته أفضل من الصيام والصلاة والصدقة! كثيرة هي الأعمال الصالحة وهذا من رحمة الله علينا وكل منا يسارع إلى العمل الصالح وتتفاوت الأعمال في درجاتها ويقول صلى الله عليه وسلم : (إنما الأعمال بالنيات.....). إن أعمال البر قد تفضل بعضها بعضًا في أوقات وإن الشهور بعضها أفضل من بعض والعمل في بعضها أفضل من بعض. الإصلاح بين المتخاصمين له درجة لا يعلمها الكثير من الناس إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فى أحاديثه الفضل العظيم لمن يقوم بالمصالحة بين متخاصمين. عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى قال: إصلاح ذات البين وفساد ذات البين الحالقة . صححه الألباني والإصلاح بين الناس معدود في الصدقات فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل سُلَامَى من الناس عليه صدقةٌ كل يوم تطلع فيه الشمس: تعدل بين اثنين صدقةٌ وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له متاعه صدقةٌ والكلمة الطيبة صدقةٌ وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقةٌ وتميط الأذى عن الطريق صدقةٌ)) رواه البخاري ومسلم. قال النووي رحمه الله تعالى: (ومعنى تعدل بينهما تصلح بينهما بالعدل). وروى البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه: (أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة فأخبر رسول الله ذلك فقال: اذهبوا بنا نصلح بينهم ). ومن الأعمال التي لها فضل عظيم صلة من قطعك روى البخاري عن عبدالله بن عَمْر و رضي الله عنهما أن النبي قال: لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا . وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ. فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَل وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ الْمَلَّ هو: الرماد الحار.