إن مما ابتُليت به أمة الإسلام الإعجاب والتبعية المطلقة والافتتان بحضارة الغرب وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: حتى لو دخلوا جحر ضَبّ لدخلتموه . فهذه: la buche تلك الخشبة التي كانت توضع في الكانون موقد النار وهي أسطورة تحكي أن ال بابا نويل Papa Noel بحث عن قطعة خشب كبيرة الحجم من أجل ليلة الميلاد.. تلك الخشبة التي تَباركها سكان شمال أوروبا النار واعتبروها رمزا للإشعاع الإلهي الذي يحل على العائلات ليلة الميلاد منذ بدايات القرن الثاني عشر.. وتقريبا في بداية القرن السابع عشر بدأ هذا التقليد يتلاشى وحل محله تلك الحلوى المغطاة بالشكولاطة وهي تشبه إلى حد كبير جذع الشجرة المحترق والتي تزين المحال التجارية ويتهافت عليها بعض الأفراد من مجتمعاتنا في صورة منقولة عن الغرب بشكل أعمى وللأسف يتفنن الحلوجيون في إضافة لمسات وأشكال جديدة مع الحفاظ على البنية الخارجية التي تشبه قطعة حطب التدفئة خلال الشتاء. وهذا في أصله شعيرة من شعائر النصارى إذ يقدسون شجرة عيد ميلاد المسيح ويحتفظون بالجزء غير المحروق من شجرة السرو أو الصنوبر التي صلب عليها المسيح ويعتقدون أن ذلك الحرق يجلب الحظ. ويحزنني أن أجد من أبناء أمتي من يهتمون ب:la buche وبأعياد الميلاد يتفننون ويفرحون ويظهرون الزينة ويستعدون لأحياء ليلة الريفيون ويُحضِرون إلى بيوتهم شجرة الميلاد المزعومة وقطعة الحلوى الخاصة بهذه المناسبة وربما يتحدّث الواحد منهم لأبنائه وبناته عن بابا نويل بفخر واعتزاز؟. وهؤلاء إنما يعملون ذلك تقديرا لغيرهم وحبًّا في الجري وراءهم مندفعين بعامل خفيّ يمكن أن يفسّره علماء النفس والإجتماع بعقدة النقص أو عقدة الإحساس بالضعف ضعف الشخصية ومحاولة تكميلها بما يظنونه كمالا حين يتشبهون بالأقوياء.. حقا: إذا أنت لم تعرف لنفسك حقها * هوانا بها كانت على الناس أهونا. قال الحافظ الذهبي في رسالته: تشبه الخسيس بأهل الخميس: فإن قال قائل: إنما نفعل ذلك لأجل الأولاد الصغار والنساء؟ فيقال له: أسوأ الناس حالاً من أرضى أهله وأولاده بما يسخط الله عليه. روى البيهقي بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: من نشأ في بلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة . فكيف بمن لم ينشأ في بلادهم؟ أسأل الله تعالى أن يثبتنا والمسلمين على الحق المبين وأن يرزقنا التمسك بأهداب الدين الحنيف وأن يجنبنا صراط المغضوب عليهم والضالين إنه سميع مجيب.
