بقلم: أحمد قادري في الوقت الذي تقوقع فيه بعض الشباب إلى شرنقة التطرف الديني الذي ينحرف تماما عن صحيح الدين في نفس هذا الوقت اتجه البعض الأخر إلى النقيض التام حيث اللهو المستهتر وضرب كل القيم التي تمسك بها مجتمعنا على مر سنوات طويلة وأصبحنا نرى شبابا ينام ساعات النهار ويستيقظ نشطا طوال ساعات الليل يلهو ويعبث ويتناول ما لا يستطيع عقله الضعيف أن يتحمله فتقع بين الحين والحين جريمة بشعة من هذا النوع الذي راح ضحيتها شاب ناجح في مقتبل حياته وعنفوان شبابه ومتخلق و إبن عائلة معروفة عنها بالبساطة و القيم والأخلاق العالية بالجلفة . إن الذي يرتاد أماكن السهر بالجلفة الآن لا بد أن يتصور أنه ليس في الولاية التي عرفت منذ التاريخ بالولاية السخية و المحافظة و الطيبة والمحافظة ...... بل أصبح يتصور أنه في حانات وشوارع نيويورك أو لندن أو بروكسل .... وليس أبدا الجلفة بتقاليدها العريقة فقد تصور ضعاف العقول أن التبرج والاستهتار بالقيم هو مظهر للتحضر كذلك تصور ضعاف العقول أن فان دام وباقي أبطال أفلام العنف الأمريكية هي شخصيات حقيقية ينبغي الاحتذاء بها ...ضعف عقلي وليس إلا ..! ونحن في ذلك لا نطالب بإغلاق هذه الأماكن أو منع أفلام العنف لكن نطالب بالرقابة المشددة عليها كما يفعلون في جميع عواصم العالم حتى لا يتجاوز أحدهم في تناول ما يتناوله أو تصور ما يتصوره أو أن يكون قاصرا وغير مسموح له بممارسة ما يمارسه الكبار فهناك لا يسمحون للقاصر بشراء السجائر .. عندنا يمكن للقاصر أن يشتري المخدرات بكل أنواعها وغيرها ! . وبذلك يحافظون على الحريات ولكنهم يفرضون عليها ضمانات حتى لا تتحول إلى اعتداء على الآخرين كما حدث في الجلفة نهاية الأسبوع الفارط من جريمة بشعة راح ضحيتها الطالب الجامعي الشاب لباز/ ع . إننا .. شأن أي مجتمع متحضر .. مع الحرية ولكن بشرط ألا نتعدى على الآخرين ولو كنا نناضل ضد التطرف الديني الذي ببعد أبناءنا عن صحيح الدين فنحن في الوقت ذاته ضد الوجه الآخر من التطرف الذي يبعد أبناءنا عن جوهر الدين ذاته وعن تقاليد ديننا الحنيف وتقاليدنا التي تحكمنا ... نحن ضد هذا بقدر ما نحن ضد ذالك . ahmed. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته *