في مدينة الأبيض سيدي الشيخ فرنسا وأول تجربة تنصيرية في التاريخ الجزء الواحد والأربعون بعد المائة بقلم: الطيب بن إبراهيم *رئيس الإرسالية فوايوم الكاتب الموسوعي في حلقة ماضية تحدثنا عن الرحالة القس روني فوايوم رئيس إرسالية الأبيض الذي تنقل عبر ربوع الجزائر بتلِّها وصحرائها راكبا وراجلا بالإضافة لذلك زياراته لقارات العالم الخمس وجلّ دوله إن لم نقل كلها وكان من بعض زيارته ما يتكرر شهريا ومنها ما يتكرر سنويا وفي هذه الحلقة نتحدث عنه ككاتب موسوعي كبير فروني فوايوم ليس مجرد راهب عادي متوسط التعليم وراع للكنيسة بل هو الدكتور روني فوايوم المثقف الكبير والمستشرق البارز المجيد لعدة لغات فبالإضافة للغته الفرنسية كان يجيد الإيطالية والعربية كتابة ونطقا وهو صاحب الإسهامات الثقافية والعلمية والفكرية خاصة ذات الطابع الديني وما تميزت به حياته الثقافية هو تعدد وتنوع كتبه ومؤلفاته. *القس الموسوعي عندما نصف رئيس الإرسالية روني فوايوم بالكاتب الموسوعي بمعنى أنه لم يكن كاتبا عاديا كتب كتابا واحدا أو كتابين أو حتى عشرة كتب بل الرجل كتب عشرات الكتب وبعض كتبه الكتاب الواحد منها يصل إلى خمسة عشر جزءا وهذا في الوقت الذي قلنا أن الرجل كان رحالة متنقلا على الدوام بمعنى أن القس فوايوم لم يكن من النوع الذي يكتب في مكان واحد فقط تتوفر له فيه الإمكانيات وتناسبه الظروف بل كان يكتب في حلِّه وترحاله يكتب في ليله ونهاره وفي أي مكان كان يحل به ولم يكن من النوع الذي يضيع وقته وعمره في الأمور التافهة كما يفعل غيره. كان الأب رووني فوايوم رجل علم وثقافة ومعرفة واسعة متأثرا في ذلك بأستاذه المستشرق الكبير لويس ماسينيون وبالمفكر جاك ماريتان وبزميله في الإرسالية المستشرق لويس غاردي ومما ساعده على تنمية وإثراء معارفه أنه كان يقرأ ويكتب بعدة لغات . منذ أن حل الأب فوايوم بمدينة الأبيض سيدي الشيخ سنة 1933 كانت الفرصة بالنسبة له لا تعوض فالمنطقة تتميز بطابعها الصوفي وبثرائها وموروثها التاريخي والثقافي وبتوجيه من أستاذه ماسينيون ومنذ الوهلة الأولى بدأت دراسته الصوفية للمنطقة ولم يكن حبيس مكتبه أو إرساليته بل كان يتصل بمحيطه الجديد ويفرض نفسه ويعمل على افتكاك المعلومة من مصادرها وهو يخبرنا كيف تم أول لقاء بينه وبين إمام مسجد الأبيض سيدي الشيخ السي احمد يوم الخميس 5 جويلية سنة 1934 وكيف عامله الإمام ككافر حسب تعبيره وبعد ذلك تواصلت لقاءاته مع الإمام الذي أصبح يذهب يوميا للإرسالية ليقرأ مع رئيسها كتاب أبي حامد الغزالي إحياء علوم الدين وهذا منذ شهر أوت سنة 1934. ولا أدري هذه اللقاءات اليومية هل كان رئيس الإرسالية الأب فوايوم يدفع عنها أجرا للإمام؟ أم كان الإمام يطمع في إسلام الرجل؟ تواصلت اللقاءت التي كانت تتكر بينهما لينتقل بعد ذلك لدراسة التصوف المحلي حيث يقول أنه ابتداء من يوم الخميس 18 جويلية سنة 1935 بدأ مع الإمام في قراءة قصيدة الياقوته لصاحبها ومؤسس الطريقة الشيخية سيدي الشيخ. كما بدأ يتعرف أكثر على شخصية سيدي الشيخ حسب تعبيره من خلال كتاب المناقب لصاحبه احمد السكوني ومن خلال كتاب الرحلة العياشية . أما فيما يخص كتاباته الأخرى حول عالمه الديني ونشاطه التنصيري وأفكاره واجتهاداته فحدث ولا حرج فهناك عشرات الكتب التي كتبها الأب فوايوم كان أشهرها كتابه Au Coeur des masse الذي صدر سنة 1950م وترجم لأكثر من عشرين لغة وكانت البداية الأولى لكتابته أثناء خلوته الثانية بحاسي البنود جنوب مدينة الأبيض سيدي الشيخ في شهر أكتوبر سنة 1935 والمكان اليوم هو بلدية تابعة لدائرة الأبيض سيدي الشيخ كما صدر له عشرات الكتب الأخرى ذات الصلة بنشاطه الديني وعلاقاته مع الأوساط الكنسية والدينية وكان يكتب بالفرنسية وبالإيطالية وبعض كتبه طبعت بإيطاليا وهو الذي استدعي للفاتيكان سنة 1968 كواعظ ومحاضر وهذه قائمة لبعض كتب رئيس الإرسالية وليس كلها: 1 - La Vie Religieuse Des petits Frères Du Père De Foucauld 1952 2 - Contemplation aujourd hui : La contemplation dans l Eglise d aujourd hui Cerf 1971 3 - Qu ils soient un Paris Cerf 1952 4 - A la suite de Jésus 5 - Prier pour vivre : Cerf - 1966 6 - La contemplation dans l église d aujourd hui - 1972 7 - Où est votre foi ? Cerf 1971 8 - Chemin De Croix 1950 . 9 - Les Fraternités Du Père De Foucauld Mission Et Esprit - 1946 10 - Voyants De Dieu Dans La Cité – 1975. 11 - Retraite Au Vatican Avec Sa Sainteté Paul- 1973 12 - Sur Le Chemin Des Hommes -1966. 13 - Frères de tous (anthologie) - 1967. 14 - Demeures de Dieu : l Eglise la Vierge Cerf 1954 15 - Lettres aux fraternités t. 1 : Témoin silencieux de l amitié divine Cerf 1960 16 - Lettres aux fraternités t. 2 : A cause de Jésus et de l Evangile Cerf 1960 17 - Lettres aux fraternités t. 3 : Sur le chemin des hommes Cerf 1966 18 - Lettres aux fraternités t. 4 : Voyants de Dieu dans cité Cerf 1974 19 - À la suite de Jésus (anthologie) Cerf 1965 20 - Entretiens sur la vie religieuse – Retraite à Beni Abbès Cerf 1972 21 - Ma chair pour la vie du monde Cerf 1974 22 - Laissez là vos filets ! Paris Cerf 1977 23 - L Eternel Vivant Paris Cerf 1977 24 - Charles de Foucauld et ses premiers disciples Bayard Editions 1998. يتبع...