باسم العمال والنقابيين الجزائريين: رئيس الجمهورية يوشح بلقب «النقابي الأول»    منتدى الدوحة يدعو لبناء تكتل اقتصادي وسياسي عربي آسيوي: إشادة واسعة بجهود الجزائر لنصرة القضية الفلسطينية    رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل: مقاربات الجزائر تجاه قضايا الاستعمار قطعية وشاملة    المصلحة الجهوية لمكافحة الجريمة المنظمة بقسنطينة: استرجاع أزيد من 543 مليار سنتيم من عائدات تبييض الأموال    الوالي أكد بأن قسنطينة تحضّر لزيارة رئاسية كبيرة: تدشين طريقين وملعبين و وضع حجر الأساس لمشاريع تربوية وصحية    خنشلة: مراكز متقدمة وأبراج مراقبة لمكافحة حرائق الغابات    فيما أعلن وزير الاتصال عن تنظيم دورات تكوينية متخصصة: دعوة إلى تعزيز الإعلام الثقافي في كافة وسائل الإعلام    في انتظار التألق مع سيدات الخضر في الكان: بوساحة أفضل لاعبة بالدوري السعودي الممتاز    مدربة كبريات النادي الرياضي القسنطيني فرتول للنصر    الرئيس تبون يؤكد بمناسبة عيد الشغل: الجزائر في مأمن والجانب الاجتماعي للدولة لن يزول    حكومة الاحتلال تنقل تكتيك حرب غزة للضفة الغربية    تدعيم الولايات الجديدة بكل الإمكانيات    رئيس الجمهورية يحظى بلقب "النقابي الأول"    بخصوص شكوى الفاف    مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي شهد إقبالا كبيرا للجمهور    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    بداية موفّقة للعناصر الوطنية    العلاقات بين البلدين جيدة ونأمل في تطوير السياحة الدينية مع الجزائر    انبهار بجمال قسنطينة ورغبة في تطوير المبادلات    إطلاق أول عملية لاستزراع السمك هذا الأسبوع    الجزائر في القلب ومشاركتنا لإبراز الموروث الثقافي الفلسطيني    44ألف شهيد في العدوان الصهيوني على غزة    روما يخطط لبيع عوار للإفلات من عقوبات "اليويفا"    البطولة الإفريقية موعد لقطع تأشيرات جديدة لأولمبياد باريس    المجلس الشّعبي الوطني يشارك في الاجتماع الموسّع    اليوم العالمي للعمال: حركة البناء الوطني تثمن التدابير المتخذة من أجل تعزيز المكاسب الاجتماعية    تكريم مستخدمي قطاع التربية المحالين على التقاعد    دعوة للتبرع بملابس سليمة وصالحة للاستعمال    263 مليون دينار لدعم القطاع بالولاية    تكوين 500 حامل مشروع بيئي في 2024    حملة وطنية للوقاية من أخطار موسم الاصطياف    قرّرنا المشاركة في الانتخابات الرّئاسية عن قناعة    الجزائريون يواصلون مقاطعة المنتجات الممولة للكيان الصهيوني    بولبينة يثني على السعي لاسترجاع تراثنا المادي المنهوب    دعم الإبداع السينمائي والتحفيز على التكوين    تتويج إسباني فلسطيني وإيطالي في الدورة الرابعة    الزّوايا.. عناصر استقرار ووحدة وصروح للتّنوير    أوغندا تُجري تجارب على ملعبها قبل استضافة "الخضر"    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة اليوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    الخطوط الجوية الجزائرية تعلن عن فتح باب الحجز عبر الإنترنت لعرض "أسرة"    للقضاء على "الضبابية والأرقام الوهمية"..رئيس الجمهورية يؤكد على أهمية تعميم الرقمنة    قطاعا التجارة والمؤسسات الناشئة يعملان على رقمنة عملية إنشاء الشركات    افتتاح المهرجان الدولي ال6 للضحك بالجزائر العاصمة    المغرب : متابعة مناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني عار على جبين النظام المخزني    خنشلة: الوالي محيوت يشرف على إحياء اليوم العالمي للشغل    أم البواقي: تحضيرات حثيثة لإنجاح الإحصاء العام للفلاحة    المنتخب الجزائري لهوكي الجليد يتوج بكأس الأمم الأحلام الدولية في أمريكا    وزارة الدفاع: القضاء على إرهابي وتوقيف 11 عنصر دعم للجماعات الإرهابية خلال أسبوع    ري: تثمين جهود الدولة و استثماراتها من خلال ضمان خدمة عمومية مستقرة و منتظمة للمياه    الطبعة 18 للمهرجان العالمي للسينما بالصحراء الغربية تنطلق بمشاركة عدة وفود أجنبية    سايحي يكشف عن بلوغ مجال رقمنة القطاع الصحي نسبة 90 بالمائة    هذه الأمور تصيب القلب بالقسوة    الجزائر تتحول إلى مصدّر للأنسولين    استئناف حجز التذاكر للحجاج عبر مطار بأدرار    ذِكر الله له فوائد ومنافع عظيمة    دورة تدريبية خاصة بالحج في العاصمة    نطق الشهادتين في أحد مساجد العاصمة: بسبب فلسطين.. مدرب مولودية الجزائر يعلن اعتناقه الإسلام    لو عرفوه ما أساؤوا إليه..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كسنجريات: الجمالية البرازيلية وغريزة القتل الأوروبية
نشر في أخبار اليوم يوم 11 - 12 - 2022


بقلم: مالك التريكي*
اعترضتني في بداية إقامتي في أمريكا منتصف الثمانينيات مشكلتان ثقافيتان . الأولى هي انعدام القهوة القوية الفوّاحة! قضية مصيرية ربما يأتي حديثها في فرصة قادمة. أما المشكلة الأخرى فهي أنه لم يكن في البلاد عهدئذ وجود لكرة القدم. كان الفقد مؤلما ولا عزاء باستثناء صفحات الرياضة في لوموند والشرق الأوسط اللتين لم يكن يقرأهما في مكتبة الكلية سواي. لهذا كانت العودة إلى أجواء كرة القدم من ألذ مباهج الاستقرار في لندن. على أن مفاجأة طريفة حصلت لي عندما وجدت صدى لمواجع الفقد الكروي هذه عند مصدر فكري رصين.
القصة أن نيوزويك نشرت في 12 يونيو 2006 بمناسبة مونديال ألمانيا مقالا يكشف فيه هنري كسنجر مبلغ غرامه بكرة القدم. قرأت المقال بفرح طفولي متعاطفا مع الرجل لأنه شرح منذ البدء مدى الصعوبة التي كان يلاقيها في متابعة أخبار كرة القدم انطلاقا من أمريكا وخصوصا أخبار البوندسليغا وفريق مسقط رأسه الألماني غرويثر فورث (في الدوري الثاني). يكتب كسنجر بكل سلاسة معملا فكره الليزري المعهود في كتاباته السياسية في تفاصيل اللعبة الشعبية المحبوبة لدى معظم البشرية. يبوح بأنه ليس في مأمن من مزيج البؤس والرجاء الذي هو قدر كل مدمن على الكرة ثم يقول: إن المشاعر التي تثيرها الفرق الأثيرة مقارنة بتلك التي تثيرها المنتخبات الوطنية هي مثل نهير هادر مقارنة بشلالات نياغارا (..) في المنتخبات ليس ثمة هامش للخطأ أو لتأجيل العواطف. الفائزون أبطال والمنهزمون يعاملون معاملة من وجه إهانة شخصية لكل مشجع (..)
التحكم في كرة بالقدمين في ملعب بطول 110 أمتار وفي مواجهة مرمى مقابل يقتضي مهارات مماثلة لفن الباليه. فالفرق التي تركز على البراعات الفردية مثل البرازيل تدهش المشاهدين بعبقرية العزف وسخاء اللعب. لكنها تصير أحيانا معجبة بفنياتها الفردية إلى حد أن تنسى تسجيل الأهداف فتغلبها الفرق الأقوى لحمة والأحكم إستراتيجية. وحدهم الأفذاذ مثل مارادونا يستطيعون التسجيل بجهد شخصي بحت.
*رياضة فريدة
أما في معظم الأحوال فإن المباريات تكسب بالجهد الجماعي. وتكمن فتنة كرة القدم في التركيز الذي يكاد يكون فكريا والذي تحرك به أفضل الفرق الكرة في الملعب لحل لغز كيفية تمريرها بحيث تتجاوز أحد عشر منافسا يحق لأحدهم (الحارس) اعتراضها بيديه بينما يتحرك الجانبان في أثناء ذلك كله بسرعة بالغة. وهذا ما يحول اللعبة إلى ضرب من التمرين الهندسي في محاولة العثور على مساحات مفتوحة غير محمية يمكن منها تسديد قذفات لا يعوقها عائق نحو المرمى. وينعم جنرالات الملاعب العظام مثل زين الدين زيدان وفرانز بيكنباور بالموهبة الخارقة المتمثلة في توزيع الكرة بين زملائهم على نحو يبدو ممتنعا على التصور في المجرّد ولكنه بديهي الوضوح في التنفيذ. ذلك أن كرة القدم إنما هي التعقيد متنكرا في هيئة البساطة.
لقد شهدت سبعة نهائيات مونديال كان لكل منها دراما فارقة. كان الأول عام 1970 في مكسيكو حيث اكتشفت أسلوب الكرة البرازيلية الباهر وكان المنتخب الهولندي عام 1974 رشيقا أنيقا هجومي الأسلوب وكان ملهمه وقائده أحد أعظم العظماء طرا: يوهان كرويفوفي 1978 وجدت هولندا نفسها مجددا في النهائي في بيونس آيريس أمام جمهور متعصب في تشجيعه للمنتخب المحلي. وفي مباراة كثيرة التقلبات تمكن الهولنديون في آخر لحظة من التعديل ضد منتخب أرجنتيني كان يجمع بين الجمالية البرازيلية وغريزة القتل الأوروبية. لكن مثلما وقع أربع سنوات قبلها لم يصمد الهولنديون حتى النهاية وخسروا في الوقت الإضافي. وقد وفر النصر للأرجنتينيين واحة استراحة من التوترات المنذرة بالاحتراب الأهلي ومن القمع الوحشي الذي كان يمشط البلاد. فقد أسلمت بيونس آيريس نفسها طيلة 48 ساعة لاحتفالات عارمة صاخبة أخفت مرارة الانقسامات الوطنية. وفي 1982 وقعت الدراما قبل الختام. ففي ربع النهائي تغلبت إيطاليا على أجمل المنتخبات البرازيلية لعبا على مر التاريخ بفضل إحدى هجماتها المعاكسة القاتلة مغتنمة استهتار البرازيل التي كانت تلعب لتكسب غير قانعة بالتعادل الذي كان يكفيها لبلوغ نصف نهائي لم يكن يفصلها عنه سوى دقائق
رأيي أن كسنجر محقّ لكنه مقتصد. ذلك أن الحقيقة في تمامها هي أن منتخب 1982 لم يكن أجمل المنتخبات في تاريخ البرازيل فحسب بل إنه أجمل المنتخبات في التاريخ العالمي بإطلاق! أي نعم! أجمل المنتخبات الكروية على مر الدهور البشرية. أما الأوركسترا الهولندية التي أطربت عام 1974 وأدهشت فقد عزفت سمفونية الارتقاء نحو المطلق: إرهاصا بما هو آت وتبشيرا بما هو أفتن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.