تشهد بعض الأحياء على مستوى العاصمة، عمليات إعادة تهيئة، لبعض البنايات، أو العمارات، تشمل ترميمها داخليا وخارجيا، نظرا لسقوط أجزاء من جدرانها، أو وصولها إلى حالة من الاهتراء التي قد تهدد حياة قاطنيها، وحياة المارة على السواء، وتشكل أسطح بعض البنايات، التي تكون مبنية من الحجارة أو الآجر، مصدر الخطر الحقيقي الذي يبقى محدقا بالمارة والمتواجدين في الشارع على وجه الخصوص، إذا لم يتم التدخل بسرعة بغية إعادة ترميمها أو بنائها إن استدعى الأمر· لكن حتى علميات الترميم هذه، قد تشكل في بعض الأحيان مصدر خطر بدورها، وهو ما يحدث على سبيل المثال على مستوى عمارة بالقرب من البريد المركزي بالعاصمة مثلا، تشهد عمليات إعادة تهيئة شاملة حاليا، غير أن الأشغال تتسبب من حين إلى آخر في تساقط بعض الحجارة الصغيرة، أو الأتربة على رؤوس المارة، لا سيما بالنسبة لمن لا يبالون بوجود الأشغال ويمرون أسفل العمارة، دون الانتباه إلى ما يجري فوق رؤوسهم، ثم يبدؤون بالصراخ في حال ما تساقطت عليهم بعض الحجارة أو التراب، رغم أن البلاستيك الآخر المستعمل حاليا لتغطية كل العمارات التي تعرف عمليات بناء أو ترميم، واضح للغاية، ومن البديهي جدا أن يتجنب المارة العبور أسفل بناية تعرف هذه الأشغال· من جانب آخر، تشكل بعض البنايات القديمة، التي تعود في معظمها إلى الفترة الاستعمارية، مصدر تهديد أيضا بفعل تشقق بعض أجزائها، وفي هذا الإطار يشتكي سكان حي ديار المحصول المعروف باسم الكونفور أيضا من إشكالية كبيرة تتعلق بتساقط بعض أجزاء من الحجارة من سطح العمارة (ج) ذات العشرة طوابق، وهي العمارة الأكثر علوا في الحي المذكور، بما بات يشكل تهديدا على حياة وسلامة المارة وأبناء الحي عموما، خاصة الأطفال الصغار الذين يتخذون من المساحات الواقعة أسفل العمارة، أماكن مفضلة للهوهم ولعبهم، وتسببت بعض التشققات على مستوى سطح العمارة المسيج كليا بالأعمدة الحديدي، في تساقط أجزاء صغيرة من الحجارة، بينما التخوف الأكبر أن تستمر التشققات على ما هي عليه، لتصبح مصدر تهديد أكبر، وهو ما دفع سكان الحي إلى منع أبنائهم الصغار من التجمع أسفل العمارة المذكورة، وتجنب باقي السكان الجلوس تحتها أيضا، أيا كانت المبررات، مع مطالبتهم الهيئات المعنية بالتدخل لأجل ترميم الأجزاء المتشققة تجنبا لحوادث غير محمودة العواقب· وقال بعض السكان إن سطح العمارة، كان قد خضع قبل بضع سنوات إلى عملية إعادة تهيئة شاملة واستبدال السياج الذي كان مبينا بالآجر منذ سنوات الاستقلال بسياج حديدي، بعد تساقط السياج القديم، لكن التشققات عادت مجددا، بشكل يستدعي إعادة بنائها مرة ثانية، وتجدر الإشارة إلى أن سطح العمارة، وبفعل التشققات المذكورة، مغلق في غالب الأوقات إلا عند الضرورة الحتمية فقط، ويمنع الأطفال الصغار أو شباب العمارة من الصعود إليه، مهما كانت الأسباب، في الوقت الذي كان في الماضي، حسب شهادات عدد من قاطني العمارة ج بحي الكونفور، مكانا لإقامة الأعراس والولائم، وغسل الزرابي، ونشر الثياب، وتجفيف المعجنات كالكسكسى مثلا، ومكانا للسمر والسهر بالنسبة لأبناء الجيران، سواء من الشبان أو من الشابات، غير أنه وبعد ما حدث فيه من تشققات فإن مجرد التفكير في الاتكاء على السياج الحديدي بالسطح، يمكن أن ينتهي إلى حوادث أليمة للغاية