ثقافة الذهاب إلى الحمامات تلاشت نوعا ما في مجتمعنا بعد التحريم الذي طاله في سنوات الجمر أو العشرية السوداء، وكذا تغير الذهنيات وبدأ الإقبال على الحمامات محتشما وتضاءل شيئا فشيئا وسنة بعد أخرى على خلاف الإقبال الكبير عليه في السابق، ولعل أن ذلك الامتناع يعود إلى الكثير من العيوب التي طالته على غرار أعمال السحر والشعوذة التي صارت تتفنن فيها نسوة على مستوى الحمامات بعد أن ينصحن بها من طرف المشعوذات وهي كلها أمور أدت إلى تقليص عدد الحمامات على مستوى العاصمة وخارجها· أضف إلى ذلك أنها أضحت مرتعا خصبا لانتشار الكثير من الأمراض البكتيرية المعدية على غرار الأمراض الجلدية كالجرب، إلى جانب الأمراض التناسلية بفعل الاختلاط الكبير الذي يحدث على مستوى الحمامات· الأمر الذي أدى إلى الابتعاد نوعا ما عن عادة التردد على الحمامات ولازالت القلة القليلة ممن يتمسكن بالذهاب إلى الحمام خاصة وأنها عادة التزمنها مند سنين خلت لا يسعهن التخلي عنها على الرغم من كافة الشوائب التي تلحق بعض الحمامات على غرار أعمال السحر والشعوذة وصولا إلى حمل أمراض معدية متنوعة تمس الجلد ومناطق حساسة من الجسم، وما زاد من تأزيم المشكل هي الحالة الكارثية التي تطبع بعض الحمامات والتي تغيب فيها شروط النظافة مما يسهل حمل بعض الأمراض المعدية، خاصة وأن غرض الكثير من الحمامات صار تحقيق الربح والحصول على المال دون الاهتمام بصحة الزبائن· في هذا الصدد اقتربنا من بعض النسوة من أجل الوقوف على مدى مداومتهن على الذهاب إلى الحمامات الجماعية، منهن من أيدت فكرة الذهاب وأخريات ابتعدن عنها وعوضنها بالحمامات الفردية التي يستقل فيها كل زبون عن غيره، منهن إحدى السيدات التي قالت إنها ابتعدت عن الحمام منذ سنوات بعد أن كانت مدمنة على الوفود إليه بصفة متكررة، ومرد ذلك الوضعية الكارثية لأغلب الحمامات التي ملأت جدرانها الرطوبة، إضافة إلى انعدام شروط النظافة مما قد يؤدي إلى حمل أمراض خطيرة، ورأت أنها تفضل بعض الحمامات التي يستقل فيها الزبائن في غرف كونها أحفظ لصحة المرء، أضف إلى ذلك أفعال السحر التي أضحت تطال تلك الأماكن من طرف بعض النسوة المشعوذات اللواتي يعملن على إيذاء الغير ببعض الممارسات المشبوهة· سيدة أخرى قالت إنها مؤخرا أصيبت بعدوى على مستوى أعضائها التناسلية، وأرجع الطبيب مرد ذلك إلى الاختلاط الناجم عن ذهابها إلى الحمام وبالفعل هو ما حصل خاصة وأنها دأبت على الذهاب إلى الحمام كعادة اكتسبتها منذ سنوات، إلا أنها أقسمت على أنها لا تعاود الكرة وتكتفي بالمرشات الفردية التي تتوفر فيها شروط حفظ الصحة العامة· اقتربنا من الطبيب العام (ف صالحي) فقال إن الحمامات الجماعية مضارها أكثر من منافعها خاصة وأنها تحولت إلى بؤر لحمل العديد من الأمراض الناجمة عن الاختلاط على غرار الأمراض التناسلية وكذا الأمراض الجلدية كالجرب والقوباء نتيجة انعدام شروط النظافة وكذا الاختلاط بين الزبونات، خاصة من ذوي الحساسية المفرطة اللواتي يتأثرن سريعا من آفة الاختلاط، وقال إنه استقبل الكثير منهن اشتكين من بعض الأعراض الجلدية أو التناسلية، ونصفهن داومن على الذهاب إلى الحمام لاسيما في فصل البرد الذي يكثر فيه الإقبال على الحمامات في ظل انعدام شروط التدفئة على مستوى بعض البيوت، ورأى في الأخير أن المرشات الفردية أفضل من ولوج الحمامات الجماعية كونها أحفظ للصحة العامة وتقي من مخاطر حمل بعض الأمراض المعدية·