يشارك رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في مؤتمر برلين حول ليبيا اليوم إلى جانب 11 دولة مدعوة إلى الندوة الدولية التي تبحث سبل تثبيت وقف إطلاق النار في البلاد. قال وزير الخارجية الليبي محمد الطاهر سيالة عشية المؤتمر الدولي إن جهودا حثيثة تبذل لثني قائد “الجيش الوطني” الليبي المشير خليفة حفتر عن عدم التوقيع على وقف إطلاق النار. وأشار سيالة في تصريح أدلى به لإذاعة الجزائر إلى أن حفتر “طلب مهلة قبل التوقيع للرجوع إلى حلفائه ومساعديه”. وقال “نحن وقعنا في موسكو وموقفنا ثابت وهو موقف سيّد جاء لتفادي إراقة المزيد من الدماء وكل هؤلاء الذين تسقط أرواحهم بالنهاية هم ليبيون”. وأضاف سيالة أن “الروس والأتراك يبذلون مساع حثيثة لإقناعه بالتوقيع وهو طلب مهلة لا نعلم هذه المهلة كم ستكون، ولكن هو طلب مهلة بالتأكيد للرجوع إلى حلفائه ومساعديه”. من ناحية أخرى، قال الوزير الليبي إنه أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الجزائري صبري بوقادوم تناولت تطورات الأزمة الليبية. وأوضح أن جهودا تبذل من أجل “الإقناع بأن هذا العمل (وقف إطلاق النار) مهم ويجب أن يتم وربما من الضرورة أن يتم حتى قبل اجتماع برلين ليعطي الفرص لنجاح المؤتمر”. وقال “إننا ننتظر هذه المساعي وهي حثيثة وحكيمة وفي مصلحة وقف إراقة الدماء وإيقاف شلال الدم وإيقاف تهديد العاصمة طرابلس”. من جانبه أعرب رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، خالد المشري، عن اعتقاده بأن الجزائر هي الثقل العربي الوحيد القادر على إعادة التوازن في الملف الليبي، مثمنا عودة الدبلوماسية الجزائرية لهذا الملف. وقال المشري، ” نحن نعتقد أن الجزائر هي الثقل العربي الوحيد القادر على اعادة التوازن في الملف الليبي، هذا أمر لا شك فيه” ، معبرا بقوله: “نحن منذ البداية فرحنا بعودة الدبلوماسية الجزائرية لهذا الملف” .وأضاف المشري: “نعتقد جازمين أن الجزائر هي من سيعيد التوازن الى كل ما حدث من فوضى في الوطن العربي. كل الفوضى حدثت في غياب قوة كبرى، قوة كبرى اقتصاديا، كبرى عسكريا، كبرى سكانيا كبرى في المساحة، هي الجزائر ” وفي السياق، أكد المسؤول الليبي أن حضور الجزائر أشغال مؤتمر برلين حول الازمة الليبية الذي سيلتئم اليوم مهم، مشيرا الى أن المجلس الاعلى للدولة الليبي أصر وبقوة، خلال مختلف لقاءاته مع بعثة الاممالمتحدة ومع عديد المسؤولين، على ضرورة وجود الجزائر في مؤتمر برلين حول ليبيا، والذي سينعقد تحت رعاية الأممالمتحدة. وأفاد بأن المجلس الاعلى للدولة في ليبيا يجهز لإرسال وفد لزيارة الجزائر لشرح لكل القوى السياسية، سواء كانت البرلمانية أو الحزبية أو الشعبية طبيعة المسألة الليبية وعمقها، وقال: نحن سنعجل بإرسال وفدنا لتوضيح ما يمكن توضيحه وعقد لقاءات، نحن ليس لدينا ما نخفيه أو نخشاه . وفي تطرقه الى التطورات الاخيرة بشأن مسألة وقف اطلاق النار وعدم توقيع المشير خليفة حفتر على الاتفاق في موسكو، أوضح رئيس المجلس الاعلى للدولة الليبية أنه رغم أن وثيقة وقف اطلاق النار أعطيت بشكل رسمي لكل الاطراف قبل التوقيع بيومين، الا انه أثناء فترة التوقيع قال (حفتر) أن لديه ملاحظات أخرى ونحن (حكومة الوفاق) قبلنا الرهان في سبيل الوصول الى حل توافقي وانهاء حالة الصراع. وأوضح أنه بعد نقاش استمر لساعتين مع حفتر، فاجأنا الجانب الروسي بأن حفتر ليس لديه الرغبة في التوقيع الآن، وبأنه يرغب في فترة طويلة من الزمن، مؤكدا أن حكومة الوفاق تمسكت حينها بتوقيع اتفاق وقف اطلاق النار واشترطت أن لا يتم تعديل حرف واحد من الاتفاقية وهو ما فعلته، مبرزا أن حكومة الوفاق أرادت أن توقع حفاظا على أرواح الليبيين وممتلكاتهم و ليس عن ضعف.