بعد أن أصيبوا في كبريائهم، عقب الخروج المبكر من الدور الأول كأول منتخب يقصى من العرس القاري، سيواجه المنتخب الوطني الجزائري، مساء اليوم الأربعاء ابتداء من الساعة السادسة مساء بالتوقيت الجزائري، منتخب كوت ديفوار، برسم الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة ضمن الدورة ال29 لنهائيات كأس إفريقيا للأمم في كرة القدم، المقامة حاليا بإفريقيا الجنوبية، في لقاء لحفظ ماء الوجه في هذه التظاهرة القارية التي كان على الورق من المرشحين للظفر بلقبها. و ستكون الرغبة في رد الاعتبار الحافز الوحيد ل «محاربي الصحراء»، الذين لازالوا تحت تأثير صدمة الخروج المبكر من السباق، رغم الأداء، الذي اعتبره الكثير من الملاحظين «جيدا«. فتحقيق نتيجة ايجابية أمام «الفيلة» أحد المرشحين للتتويج باللقب القاري ستمكن العناصر الوطنية من الخروج بشرف، خاصة وأن الخصم هذه المرة وهو «أقوى حلقة» في المجموعة الرابعة. في المقابل، الهزيمة أمام منتخب كوت ديفوار سوف تعمق الجراح أكثر وستكون لها انعكاسات سلبية على معنويات مجموعة مدعوة إلى المشاركة المشرفة في استحقاق آخر جد قريب، وهو إقصائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل والتي سيكون خصم الفريق الجزائري فيها صاحب ريادة الترتيب منتخب البنيين. لذلك يجب على «الخضر» خوض هذا اللقاء، الذي سيشكل اختبارا مهما في الأدغال الإفريقية، بمنطق الإستمرارية، خاصة بالنسبة لمجموعة يبدو أنها في أمس الحاجة لساعات إضافية للتكيف مع طقس وأجواء القارة السمراء لإيجاد الإيقاع المناسب في هذه الكأس الإفريقية. وعلى مستوى المعنويات ، لا يبدو أن النخبة الوطنية تتمتع بامتياز أكبر، في حين يظهر أن منتخب كوت ديفوار الذي سيلعب بدون ضغط كونه ضمن تأهله الرسمي للمربع الذهبي. وفي آخر لقاء له، سيكون على الفريق الوطني، بالنظر إلى الطموح الذي كان يحذوه في البداية، بذل مجهود أكبر لتجاوز خيبة الأمل المريرة المتولدة عن هذا الإقصاء والظهور بوجه أفضل في لقاء الوداع. وستكون هاته المباراة فرصة للاعبين الجزائريين وكذا الناخب الوطني لمحو -ولو بصفة جزئية- مشاعر المرارة والخيبة التي خلفها الإقصاء من الدور الأول رغم أن المهمة لن تكون سهلة أمام منافس إيفواري من «العيار الثقيل» والذي يعتبر حسب الأخصائيين من أبرز المرشحين للتتويج بلقب الطبعة 29 لكأس الأمم الإفريقية. هذا الموعد سيكون «خاصا» للمدرب حاليلوزيش أمام فريقه السابق والذي أقصي في طبعة 2010 بأنغولا أمام «الخضر» بعد الهزيمة بنتيجة (3-2) والتي أدت لإقالته من على رأس العارضة الفنية لمنتخب «الفيلة.« المنتخب الإيفواري لم ينهزم منذ سنة 2012 يبقى منتخب كوت ديفوار منذ النهائيات السابقة يتربع على عرش ترتيب المنتخبات الإفريقية على مستوى تصنيف الفيفا، حيث يحتل المركز ال16 متبوعا بالمنتخب الوطني الجزائري في المركز ال24، وتمكن المنتخب الإيفواري من تأكيد قوته منذ سقوطه في نهائي كأس إفريقيا 2012 أمام زامبيا، حيث لم يتأثر رغم خسارته اللّقب القاري وبقيت نتائجه مستقرة منذ ذلك الحين، ولم يخسر أي مباراة طيلة سنة 2012 (خسر نهائي «كان» 2012 بضربات الترجيح بعد نهاية اللقاء بالتعادل السلبي)، و بداية سنة 2013، حيث تمكن من هزيمة مصر وديا برباعية، ثم الفوز على الطوغو و تونس في منافسة «الكان 2013». روراوة ما زال لم يفصل في بقاء حاليلوزيتش ستكون مواجهة «الخضر» اليوم أمام المنتخب الإيفواري حاسمة بالنسبة لمصير المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش في بقائه من عدمه على رأس الفريق، فحسب مصدر جد مطلع، فإن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة ما زال لم يفصل في الإبقاء على هذا الأخير على رأس الخضر أو تنحيته من المنصب وينتظر ما سيكون عليه الأمر في المواجهة التي ستجمعهم برفقاء دروغبا وكيفية لعب الخضر للمواجهة حتى يفصل في الأمر. وحسب ذات المصدر، فإن «الحاج» محمد روراوة فضل التريث كون المنتخب الوطني سيلعب شهر مارس المقبل مبارياته المتبقية من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل ولا يريد تكسير المنتخب قبل شهر من أول لقاء مهم. مواجهة تصحيح الأخطاء بالرغم من أن منطق كرة القدم لا يعترف سوى بالفوز أو الخسارة، فإن لا أحد ينكر المستوى الفني الذي قدمه رفقاء فيغولي لحد الآن فوق الميدان، و سيطرتهم الكاملة على مجريات اللعب في كلتا المواجهتين، وإذا كان أداء الخضر تحسن كثيرا مقارنة بالسنوات الأخيرة، تبقى التشكيلة الوطنية تعاني الكثير من النقائص، سواء في الدفاع، الوسط وخاصة الهجوم، والتي من الضروري تصحيحها قبل شهر مارس، تاريخ استئناف التصفيات الخاصة بالمونديال والمباراة المرتقبة أمام منتخب البينين. محاربي الصحراء مطالبون بتفادي نكسة أخرى إضافة إلى كونه أول منتخب يغادر الدور الأول من «الكان» بعد انهزامه في مباراتين وتلقىه 3 أهداف من دون أن يسجل أي هدف،. وقد يستمر الحال مع «الخضر» على ما هو عليه، في المباراة اليوم أمام الفيلة، وقد ينهي الخضر مشاركتهم في دورة جنوب إفريقيا، بنكسة أخرى تعيد إلى الأذهان نكسة بوركينافاسو عام 1998 عندما غادروا البطولة من الدور الأول.