عن سؤال من صحيفة وطنية، فحواه: "نحن على مقربة من الانتخابات التشريعية وكذا رئاسيات 2019، ما رأيك؟"، أجابت "الزعيمة الأبدية" لحزب العمال، بسؤال يقول: " من سيشرف على الانتخابات..هناك وزير أول ينتمي إلى الأفلان، تفصلنا ثلاثة أشهر فقط على الاقتراع ولكن لا شيء تغير؟". هكذا تكشف لويزة حنون للمرة الألف عن واقع حزب لا يملك من السياسة ومن المنافسة الحزبية إلا الإدعاء الأجوف والتحامل على الكبار والتشكيك في كل شيء وممارسة الرفض من أجل الرفض. ولو أننا نعرف ابتداء أن حنون ستجعل من التحرش بالوزير الأول عبد المالك سلال وبحزب جبهة التحرير الوطني سجلا لا ينفد، لتوزيع الاتهامات، كونها لا تملك البرنامج البديل أولا، ولفشلها الدائم في افتكاك ثقة الناخبين ثانيا، إلا أننا كنا نتوقع أن ترجئ ذلك إلى انطلاق الحملة الانتخابية، لكن الواقع أن زعيمة العمال تريد استباق الأحداث والتسويق لهزيمتها من الآن! وإذ نذكر حنون بأنه لا يصح إلا الصحيح في النهاية، فإننا ننغز ذاكرتها مرة أخرى لتستذكر بأن رئيس الجمهورية هو من يملك صلاحية تعيين الوزير الأول، وأن عبد المالك سلال يحتل هذا المنصب ويحظى بثقة الرئيس، وإذا كان سلال مناضلا في حزب جبهة التحرير الوطني فإن هذا حقه المشروع، لن ينزعه منه أحد، ثم أن هذا الانتماء ليس وليد البارحة بل إنه يمتد لعشرات السنين. فهل تريد حنون أن يتخلى الوزير الأول عن انتمائه السياسي ويتنكر لجبهة التحرير الوطني وما أدراك ما جبهة التحرير الوطني، من أجل عيونها وحتى ترضى عنه. أم أنها تريده أن يصبح تروتسكيا، في زمن تكاد حنون تكون آخر المريدين لهذا الفكر البائد. ومن باب التذكير أيضا نحيل حنون إلى تجارب الدول الأخرى، حيث لم نعرف أن رئيس الحكومة فب هذا البلد أو ذاك يقدم استقالته من منصبه حتى لا يتهم بالتزوير لصالح حزبه! هذا لم يحدث لا في الديمقراطيات العريقة ولا في غيرها. لقد التزم رئيس الجمهورية والوزير الأول ووزير الداخلية بإجراء انتخابات فوق الشبهات، فهل تدرك لويزة حنون بأن إطلاق الاتهامات لا يمكن أن يوصف بالعمل السياسي الجدي، ثم إلى متى وهي تتخذ من التزوير مشجبا تعلق عليه كل هزائمها وتجعل منه برنامجا يقوم عليه نشاطها السياسي؟ وإن كنا ندرك أن ذلك ليس غريبا عليها، فقد تعودت على تصوير نفسها على أنها ضحية انقلابات وجوسسة ومؤامرات وتزوير. لقد تغيرت الظروف والأحوال وطرأت مستجدات ومتغيرات، لكن الزعيمة الأبدية، لا تستطيع أن تتغير، ولذلك فهي تختزل النضال والعمل السياسي في تصريحات "عنترية" وحروب دونكيشوتية ومطالب غريبة، كبديل للتغطية عن فشلها الدائم. ولعل لويزة حنون تدرك، وهي التي شاركت في عشرات الانتخابات منذ إقرار التعددية، أن الانتخابات التشريعية حدث سياسي تاريخي، كما أنها فرصة جديدة للأحزاب لكي تثبت جديتها وكيف أنها جديرة بممارسة السياسة، وليس مناسبة لإيجاد المبررات للهزيمة قبل المعركة. والأمر المؤكد هو أن أحاديث التزوير، التي تتكرر مع كل انتخاب، هي حجج واهية لمن ليس له جذور فكرية في المجتمع، كما أنها مجرد مزايدات من طرف من يسعى إلى المتوقع في المشهد الإعلامي. وهذا هو حال حنون، التي دخلت مرحلة العويل قبل الأوان. إن موقف هذه الأطراف لن يؤثر على الناخب وعلى الانتخابات، لأن الوعاء الانتخابي في بلادنا له أهله ومرجعياته، أما النشاز، الذي يمثله هؤلاء فلا يهدف إلا لتعكير الأجواء. وعندما نقول إن الوعاء الانتخابي في الجزائر له أهله، فإن المقصود هو التيار الوطني، الذي يمثل حزب جبهة التحرير الوطني قاطرته، حيث أنه يتوفر على وعاء انتخابي لا تغيره الرياح، وسيحصل على النسبة التي تعكس قوته في المشهد السياسي. لقد تعهد رئيس الجمهورية بتنظيم انتخابات تشريعية ديمقراطية وشفافة ووفر لذلك كل الضمانات القانونية، وفي هذا الإطار تأتي الهيئة المستقلة العليا لمراقبة الانتخابات من أجل السهر على مصداقية العملية الانتخابية. أما فصل القول فهو أن نضال عبد المالك سلال في الأفلان ليس للمساومة ولا للبيع.. يا لويزة حنون.