أكد العقيد محمد الطاهر عثماني قائد القيادة الجهوية الرابعة للدرك الوطني بورقلة في كلمة بمناسبة الملتقى الوطني الثاني حول »الفساد وآليات معالجته« أن البنك الدولي قدر في تقريره سنة 2002 أن حجم الرشاوي التي تدفع كل عام بأكثر من تريليون دولار أمريكي، أي أكثر من 3% من حجم النشاط الاقتصادي العالمي. قال العقيد عثماني كلمته أمام الحضور نيابة عن اللواء قائد الدرك الوطني مشاركة إن »الفساد الذي يقابله لغةً الصلاح، مفهوم واسع وشامل يلمس كل أوجه الحياة اليومية العامة والخاصة، وهو جريمة معقدة، مستترة ذات خصوصيات تميزها عن غيرها من الجرائم، وذات صور وأوجه مختلفة وعديدة وأبعاد متعددة، تؤشر لضعف المؤسسات واهتزاز القيم والافتقار إلى المعايير الأخلاقية المهنية وندرة الحوافز وقلة الصرامة والحزم في تطبيق القانون«، مشيرا أن البنك الدولي في تقريره لسنة 2002 قدر أن حجم الرشاوي التي تدفع كل عام بأكثر من تريليون دولار أمريكي، أي أكثر من 3% من حجم النشاط الاقتصادي العالمي واستطرد قائلا »إن الفساد سلوك منحرف مقرون بتحقيق مصلحة شخصية على حساب المصلحة العامة، من شأنه إفساد العلاقات والقيم الاجتماعية وتقويض النظام والدفع للفوضى والاضطرابات وانعدام الثقة في مجتمع يطمح بالطبيعة إلى بسط العدل وتحقيق المساواة«. و قال العقيد عثماني أن الفساد يتمثل في البيئة العمومية في استخدام السلطة العامة من أجل الكسب أو الربح الشخصي أو تحقيق هيبة أو مكانة اجتماعية أو منفعة لجماعة أو طبقة أو تيار ما بأساليب يترتب عنها خرق القانون ومخالفة معايير السلوك الأخلاقي، وبذلك يتضمن الفساد انتهاكا للواجب العام وانحرافا في المعايير الأخلاقية في التعامل، مؤكدا إن الفساد يقوض كل ما تسعى إلى تحقيقه أجهزة إنفاذ القانون، ويتسبب في إفقار مجتمعات بأكملها ويهدد أمن وسلامة الأغلبية لمصلحة قلة قليلة مستدلا بمقولة )رونالد. ك. نوبل أمين عام الأنتربول سابقا)، ويشكل دعامة للإجرام عبر الوطن حسب ، إذ لا يمكن لأعضاء المنظمات الإجرامية الدولية يقول ذات المحاضر ممارسة نشاطاتهم غير المشروعة دون تواطؤ مسؤولين فاسدين. وأضاف أن هذه التهديدات تتعدد وتتشعب وتزداد مساحة والتواءً لتمس تقريبا كل نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها، ومما يزيد الأمر صعوبة، علاقة جريمة الفساد بالنظام العالمي الجديد والعولمة حيث تنكسر فيها يضيف كل الحواجز والقيود الاقتصادية وحتى السياسية والاجتماعية مما يعطيها المزيد من الانتشار والآثار السلبية.