عدوى السويسريين التي انتقلت إلى فرنسا فور التصويت على منع بناء المآذن عادت هذه الأيام إلى المشهد السياسي كما كان منتظرا، استنادا للتداعيات التي تركها النقاش حول الهوية الوطنية. الفرنسيون الذين يجاورون العاصمة السويسرية في مناطق اللورين وفرانش كونتيه ودوب - شمال شرق فرنسا - هم الذين حققوا السبق بحكم العوامل التاريخية والجيوسياسية والتقاليد الانتخابية التي ميزت سكان هذه المناطق وأعدوا قوائم تضم مناضلين سابقين في الجبهة الوطنية المتطرفة. أنصار قائمة "لا للمآذن" التحقوا ببرونو مي?ري رئيس الحركة الوطنية للتجديد الذي قاد الانشقاق ضد لوبان، وبكارل لانغ مؤسس حزب فرنسا وأحد أقدم مساعدي رئيس الجبهة الوطنية المتطرفة، وحسب كريستوف دوفلرس الذي يتزعم قائمة "لا للمآذن" في مدينة بزنسان فإن الموقف السويسري ينم عن جرأة سياسية تساعد على رفع الشعار خدمة لمصلحة الوطن. وكريستوف الذي طلق هو الآخر لوبان سياسيا يعد من أنشط المرشحين في حركة محلية تطالب بالانفصال عن فرنسا على غرار سكان الألزاس والبروتاني. قائمة "لا للمآذن حاضرة أيضا في اللورين، ويريد قادتها تحويل الانتخابات الجهوية إلى استفتاء حول فكرة الحد من التواجد الإسلامي في فرنسا من خلال رفض ظاهرة المآذن على الطريقة السويسرية، ويجدر الذكر أن التكتيك الذي استعمله ساركوزي لقتل لوبان سياسيا، بتبنيه نقاش الهوية الوطنية، هو نفسه عند المتمردين على لوبان الذين يصارعون على الزعامة السياسية رغم نهجهم المتطرف الواحد المعادي للمسلمين والمهاجرين بوجه عام. رشيد لوناس المعزول وسط عنصريي لوبان وميقري ولانغ... احتج على قائمة "لا للمآذن" كممثل لحركة "مناهضة العنصرية والصداقة من أجل الشعوب" التي يقودها مولود أونيت جزائري الأصل، وحسب آخر الأخبار فإن لوناس الذي راسل محافظ فرانش كونتيه ولورين قد يفشل في مسعاه رغم تلقيه تأييد يهود رابطة مكافحة معاداة السامية الحاقدة على اليمينيين المتطرفين بحكم رفضهم خطاب المحرقة.