يعتبر سوق الوادي المركزي بوسط المدينة المكان الأكثر تواجدا لهؤلاء الأفارقة الذين ينحدون، حسبما أفادت به مصادر محلية "الفجر" من جنسيات ليبيرية، نيجيرية، إيفوارية، تشاد، بوركينيا فاسو، ودول إفريقيا الوسطى. ويقوم هؤلاء ببيع بعض المستحضرات العشبية والعطور بطريقة غير قانونية وبأثمان زهيدة لاستقطاب أكبر عدد من الزبائن. وبحسب بعض المصادر العليمة بملف الهجرة السرية فإن ولاية الوادي تتخذ من قبل الراغبين في الهجرة الغير شرعية كمحطة لالتقاط الأنفاس وجمع المال من خلال ممارسة بعض النشاطات البسيطة، والتي يأتي على رأسها تصليح الأحذية في التجمعات الحضرية الكبرى أوالعمل في المزارع المتخصصة في زراعة البطاطا قبل التوجه إلى تونس ومن ثم إلى جزيرة لامبدوزا الايطالية، إحدى أهم النقاط المستقطبة للمهاجرين السريين أوما يعرف ب "الحرافة "عبر قوارب الموت. ويتجنب هؤلاء المرور بالقرب من أفراد الشرطة خصوصا الذين لا يملكون وثائق ثبوتية أو رخص تمنحهم التواجد القانوني بالمنطقة، فوثائق غالبيتهم مقدمة من قبل منظمة اليونسكو. وقد اقتربت "الفجر" من عدد منهم فوجدنا قناعة غالبيتهم ترجح أطروحة أن ولاية الوادي هي بالنسبة لهم محطة عبور ليس إلا نحو دول أوروبا، لكونهم يجمعون المال وينتهزون الفرصة للتسلل نحو دولة تونس الشقيقة أو التوجه نحو ولاية عنابة الساحلية التي بها عشرات الشبكات المختصة في هذا المجال. وعن سبب تفضيلهم لولاية الوادي أفصح بعضهم أن نقص الرقابة الأمنية هو السبب في ذلك، لكونه متمركزا فقط في الشوراع الرئيسية، ونادرا ما يطاردونهم حتى أنهم يتجنبون المرور أمامهم للخلاص من قبضتهم. في حين يتعمد الكثير منهم التوجه الى الريف للعمل في واحات النخيل ومزراع البطاطا هربا من الأنظار، ويعيش هؤلاء حياة بسيطة للغاية يأكلون القليل، ولعل الخطير في ملف الهجرة غير الشرعية بالمنطقة هو ظهور بعض العناصر الافريقية ممن امتهنوا الشعوذة والسحر والدعارة، يقومون بالترويج لها عبر الأحياء الشعبية الداخلية، إذ يقوم هؤلاء بإستغلال بعض النسوة اللائي يعانين مشاكل نفسية داخلية لتمرير مساحيق وكتب الشعوذة عبرهم نحو البيوت السوفية. ويعتبر السحر الإفريقي من أخطر السحور على الإطلاق، كما ان النساء الإفريقيات القادمات بصحبة بعض الشباب من الدول الافريقية يلجأن إلى أسهل الطرق لجمع المال عن طريق الدعاة، فيعمدن الى كراء مساكن بأحياء شعبية ثم يروجن للدعارة ويقمن باصطياد فرائسهن من المراهقين والمخمورين الذين لا يميزون بين الإفريقيات وغيرهن من الاجناس الأخرى، خصوصا الذين يوجدون في حالات متقدمة من السكر الذين يكون همهم الوحيد إشباع غريزته الجنسية وفقط رغم ما في ذلك من مخاطر لكون غالبية النساء الأفريقيات يحملن فيروس "الإيدز" القاتل. وفي هذا الإطار كشفت تقارير المجموعة الولائية للدرك الوطني عن وجود قرابة 12 رعية افريقية 7 منهم من جنسية نيجيرية، تم القبض على غالبيتهن في أعمال مخلة بالحياء عبر مختلف بلديات الولاية ووجهت لهم تهم مختلفة منها الهجرة غير الشرعية إلى الإقامة غير الشرعية والتزوير واستعمال جواز سفر مزور، عرضوا أمام الجهات القضائية المختصة حينها، وأصدرت في حقهم أمر يقضي بطردهم جميعا من التراب الوطني. غير أن الكثير من اهل المنطقة يؤكدون أن هؤلاء الأفارقة يوجدون بأعداد معتبرة في المناطق الداخلية وينشطون بشكل عادي، ويتخوف السكان في ظل نقص الدوريات الأمنية من أن تتحول الوادي إلى محمية أفريقية مصدرة لأمراض وفيروسات خبيثة " كالإيدز" و"الكوليرا" والسحر والشعوذة، خصوصا أن البلديات التي ينحدر منها هؤلاء تعتبر مصدر من الدرجة الأولى لمثل هذه الأمراض الفتاكة والقاتلة، مما يدفعهم للتساؤل عن سر إحجام السلطات الأمنية على شن حملات تطهير لطرد هؤلاء الأفارقة المقيمين بطرق غير شرعية أوالعمل على تصفية بعض الأشخاص الذين يعملون في المهن الخبيثة خصوصا الدعارة والشعوذة والسحر.